تونس: حظر تجول واحتجاجات غير مسبوقة منذ 2011

وزارة الداخلية التونسية أعلنت الجمعة حظر التجول بكامل تراب الجمهورية من الساعة 20:00 ليلا الى الساعة 05:00 صباحا

تونس: حظر تجول واحتجاجات غير مسبوقة منذ 2011

شهدت تونس ليلة أولى من حظر التجول الذي أعلن بعد أيام على احتجاجات اجتماعية غير مسبوقة في حجمها ومدتها منذ ثورة 2011.

وتواصلت التحركات الاحتجاجية، في بعض المدن والأحياء التونسية، رغم حظر التجول الذي أقرته وزارة الداخلية الجمعة.

ففي حي التضامن، أكبر الأحياء الشعبية بالعاصمة تونس، أقدمت مجموعة من الشباب، في وقت متأخر مساء الجمعة، على حرق عجلات مطاطية، وقطعوا الطرقات، قبل أن تتدخل قوات الأمن بمساعدة مروحيات عسكرية، لتفريقهم باستعمال الغاز المسيل للدموع، وأوقفت بعض المحتجين.

و تزامنا مع اقتحام قوات الأمن لشوارع حي التضامن، شهدت منطقة، واد الليل، المجاورة، عمليات شغب من طرف مجموعة من الشباب، عمدت إلى ضرب قوات الأمن بالحجارة وحرق عجلات مطاطية.

وفي منطقة الكرم القريبة، من القصر الرئاسي بقرطاج، خرج عدد من الشبان، رغم حظر التجول، و قاموا بحرق عجلات مطاطية، ورشق عناصر الأمن بالحجارة.

وفي الضاحية الجنوبية للعاصمة تونس، شهدت مدينة برج السدرية، احتجاجات ليلية، ومناوشات بين قوات الأمن والمحتجين.

كما شهدت مختلف أحياء العاصمة، انتشارا مكثفاً لقوات الأمن والجيش، لحماية المؤسسات الحكومية والخاصة، فيما حلقت طائرات عسكرية فوق الأجواء للمراقبة.

اقرأ أيضا: تونس: البطالة تقف وراء الاحتجاجات ولا اقتصاد

وأكد رئيس الوزراء التونسي، الحبيب الصيد، الجمعة، أن الوضع 'تحت السيطرة'. وقال في باريس عقب مأدبة غداء مع الرئيس الفرنسي، فرنسوا هولاند، في قصر الأليزيه إن 'الهدوء يعود' والوضع 'تحت السيطرة حاليا'. وسيترأس الصيد اليوم السبت اجتماعا طارئا للحكومة.

وكانت قد اندلعت بعد خمس سنوات على إسقاط نظام الرئيس زين العابدين بن علي، التظاهرات في منطقة القصرين الفقيرة ضد الجوع، وللمطالبة بالعدالة الاجتماعية، بعد وفاة شاب عاطل عن العمل السبت.

وامتدت الحركة الاحتجاجية إلى مدن أخرى عدة، واتسمت بالعنف خصوصا في منطقة تونس الكبرى.

وكان مئات الأشخاص تجمعوا صباح الجمعة في القصرين، كما في الأيام السابقة، ليطالبوا برد على مطالبهم، بدون أن تسجل أي حوادث.

ويسود هدوء هش في سيدي بوزيد القريبة التي شهدت صباحا صدامات بين رجال الشرطة ومتظاهرين هم عاطلون عن العمل وطلاب جامعيون وطلاب مدارس ثانوية.

وأعلن الرئيس الفرنسي الذي استقبل رئيس الوزراء التونسي، الجمعة، عن خطة دعم لتونس بقيمة مليار يورو للسنوات الخمس المقبلة، تهدف خصوصا إلى 'مساعدة المناطق المحرومة والشباب عبر التركيز على الوظائف'.

من جهته، أكد الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي أن الاحتجاجات على البطالة والإقصاء الاجتماعي القائمة في بلاده 'طبيعية'.

وقال في خطاب بثه التلفزيون مساء الجمعة إن هذه الاحتجاجات 'في المناطق التي نعرف أنها محرومة، مثل القصرين وغيرها، طبيعية'. وأضاف أن شعار الثورة كان الحرية والكرامة و'ليس هناك كرامة من دون عمل (...) لا نستطيع أن نقول لأحد لا يملك ما يأكله أن يصبر أكثر'.

إلا أنه حذر مما أسماه 'أيادي خبيثة' تريد استغلال الوضع. وقال إن 'الذي وقع بعد انطلاق المسيرات هو أن دخلت الأيادي الخبيثة وأججت الأوضاع'.

وأشار إلى أن 'الشيء الجديد هو أن داعش أيضا الذي هو موجود في ليبيا الشقيقة، أصبح تقريبا على حدودنا الآن، وبدا له أن الوقت سانح ليحشر أنفه في هذه العملية'.

وكانت قد اندلعت الاحتجاجات في القصرين التي تضم حوالي ثمانين ألف نسمة إثر وفاة الشاب رضا اليحياوي (28 عاما) العاطل عن العمل السبت بصعقة كهربائية خلال تسلقه عمودا قرب مقر الوالي احتجاجا على سحب اسمه من قائمة توظيف في القطاع العام.

واتسعت الحركة الاحتجاجية بسرعة في الأيام الأخيرة لتعم العديد من المدن الأخر، في أزمة وصفت بأنها 'أخطر أزمة اجتماعية منذ العام 2011'.

وأكد رئيس الوزراء التونسي في مقابلة مع قناة فرانس-24 أنه 'يتفهم' الحركة الاحتجاجية، لكنه أكد أنه 'ليس لدينا عصا سحرية لإعطاء وظائف للجميع في نفس الوقت'، مضيفا 'ما يحدث في تونس مع الشباب ليس حالة جديدة، نحن نرث هذا الوضع'.

وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت الجمعة 'حظر التجول بكامل تراب الجمهورية' من الساعة 20:00 ليلا الى الساعة 05:00 صباحا (من 19:00 الى 04:00 بتوقيت غرينتش) 'نظرا لما شهدته البلاد من اعتداءات على الأملاك العامة والخاصة، وما بات يُشكله تواصل هذه الأعمال من مخاطر على أمن الوطن والمواطن'.

وسجلت ليل الخميس الجمعة أعمال 'نهب' و'تخريب' في مدينة التضامن الحي الشعبي في تونس الكبرى حيث أوقف 16 شخصا، كما أعلنت السلطات.

وعلم أن متجرين لبيع الأدوات المنزلية، وفرعا مصرفيا تعرضت للتخريب والنهب في الشارع الرئيسي في الحي، كما أضرمت النار في نقطة حراسة للشرطة.

وقال المتحدث باسم وزارة الداخلية وليد الوقيني إن هناك 'مجرمين يسعون لاستغلال الوضع'. وأضاف محذرا 'نحن مع المتظاهرين السلميين، ولكن ستتم محاسبة من يعتدون على الأملاك العامة والخاصة بقسوة'.

وأكدت الوزارة أن 'كل مخالفة لهذا القرار يتعرض مرتكبها إلى التبعات القانونية اللازمة في ما عدا الحالات الصحية والمستعجلة وأصحاب العمل الليلي'. وأهابت بكل المواطنين 'الالتزام بمقتضيات حظر التجوال الليلي'.

وأشارت إلى مهاجمة ثلاثة مراكز للشرطة في البلاد.

وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع بلحسن الوسلاتي إنه تم نشر 'وحدات إضافية' من الجيش في كافة الولايات لضمان حماية المؤسسات العامة والخاصة.

 

التعليقات