التونسيون ينتخبون الأحد رئيسهم الجديد

يدعى أكثر من 7 ملايين ناخب تونسي بعد غد، الأحد، لانتخاب رئيس جديد للبلاد في أعقاب حملة انتخابية اتسمت بالتشويق إلى آخر يوم فيها بين المرشحين نبيل القروي، المتهم بغسل أموال وتهرب ضريبي، وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد، الشخصية التي

التونسيون ينتخبون الأحد رئيسهم الجديد

(أرشيفية- أ ب)

يدعى أكثر من 7 ملايين ناخب تونسي بعد غد، الأحد، لانتخاب رئيس جديد للبلاد في أعقاب حملة انتخابية اتسمت بالتشويق إلى آخر يوم فيها بين المرشحين نبيل القروي، المتهم بغسل أموال وتهرب ضريبي، وأستاذ القانون الدستوري قيس سعيّد، الشخصية التي لا تملك تجربة سياسية سابقة.

حصل القروي في الدورة الرئاسية الأولى على 15.5 في المئة من الأصوات بينما حل منافسه قيس سعيّد قبله بنيله 18.4 في المئة وناهزت نسبة المشاركة الخمسين في المئة ووصفت ب"الزلزال الانتخابي".

وانهزم في الدورة الأولى مرشحون بارزون من وزراء ورؤساء حكومات حالية وسابقة ورئيس دولة سابق.

ورأى مراقبون ان الناخبين التونسيين لجؤوا إلى "تصويت العقاب" ضد رموز المنظومة السياسية الحاكمة لأنها لم تتمكن في تقديرهم من إيجاد حلول للوضع الاقتصادي والاجتماعي المتأزم.

يكلف الرئيس المنتخب بملفات الأمن القومي والدفاع أساسا وهي صلاحيات وصفت بالمحدودة مقارنة بصلاحيات رئيس الحكومة والبرلمان.

والرئيس الذي ينتخب الأحد هو الثاني للبلاد منذ ثورة 2011 والتي أطاحت بنظام الرئيس الأسبق الراحل زين العابدين بن علي.

اثر وفاة الرئيس السابق الباجي قائد السبسي في 25 تموز/يوليو الفائت انتظمت في البلاد انتخابات رئاسية مبكرة في 15 أيلول/ سبتمبر على ان يتم انتخاب الرئيس قبل 25 تشرين الأول/أكتوبر الحالي وفقا لما ينص عليه الدستور التونسي بمدة زمنية لا تتعدى التسعين يوما.

وشكّل سعيّد (61 عاماً) مفاجأة الدورة الأولى. وهو لم يُنظّم حملةً انتخابيّة واسعة، واقتصرت غالبيّة تحرّكاته على بعض الزيارات الميدانيّة لأحياء في العاصمة تونس. ويقول عنه طلابه بأنّه شخص كرّس حياته لمهنة التدريس، وهو يظهر في صورة الإنسان المستقيم والصّارم، ونادراً ما يبتسم.

وأطلقت عليه تسمية "روبوكوب" من قبل نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي لأنه دائما ما يتحدّث اللغة العربيّة بطلاقة وبصفة مسترسلة دون توقف.

ويرفع لواء مبادئ الثورة التونسية انطلاقا من شعار "الشعب يريد، نحن لا نستطيع تغيير الجغرافيا ولكن نستطيع تغيير التاريخ" ويدعو إلى لامركزية القرار السياسي وتوزيع السلطة على لجان محلية.

واطلق سراح القروي الأربعاء بعد ان قضى 48 يوما موقوفا منذ 23 آب/ أغسطس الفائت بعد ان وجه له القضاء تهما تتعلق بغسل أموال وتهرب ضريبي. لينطلق مباشرة في حملته الانتخابية في ما تبقى من أيام قبل يوم الأحد.

قال القروي الذي يقدم نفسه ليبيراليا منفتحا وهو رئيس حزب "قلب تونس" الذي حلّ ثانياً في الانتخابات التشريعيّة بنيله 38 مقعداً، "لن ندخل أبداً في حكومة النهضة... التي لم تفعل شيئاً للتونسيّين منذ ثماني سنوات"، مضيفاً "برنامجنا غير برنامج النهضة". وتابع القروي "الائتلاف الحاكم هو من وضعني في السجن".

ونفى القروي الخميس أن يكون قام "بأيّ توافق" مقابل خروجه من السجن، وذلك في أوّل تصريح صحافي له منذ خروجه من السجن. وأضاف "بالأمس، أخرجني القضاء، ولم أقم بأيّ توافق مع أيّ طرف، لا النهضة ولا الحكومة ولا يوسف الشاهد".

وتتزامن تصريحات القروي مع انطلاق محتمل للمشاورات بين الأحزاب الفائزة في الانتخابات التشريعية، توصّلاً إلى توافقات لتشكيل الحكومة. وشرع القروي في حملته عبر الظهور في حوارات تلفزيونية وهاجم منافسه.

واتّهم القروي منافسه قيس سعيّد بأنه "ذراع" لحزب النهضة ذي المرجعيّة الإسلاميّة الذي تصدّر نتائج الانتخابات البرلمانيّة بنيله 52 مقعداً. وقال القروي في مقابلة أجرتها معه قناة تلفزيونيّة خاصّة، هي الأولى له منذ إطلاق سارحه، إنّ "قيس سعيّد هو ذراع من أذرع النهضة، مثلما كان المنصف المرزوقي (الرئيس التونسي الأسبق)".

وفي الانتخابات النيابية التي توسّطت دورتَي الرئاسية، حل حزب القروي "قلب تونس" ثانيا بنيله 38 مقعدا. وتأكّد مشهد البرلمان المشتّت الكتل بغياب حزب ذي غالبية تُمكّنه من تشكيل حكومة والمصادقة عليها في البرلمان بـ109 صوتا.

وأكد القروي انه لن يتحالف مع حزب "النهضة" ولمّح إلى التموقع كحزب معارض في البرلمان.

وتجمع مناظرة تلفزيونية ليل الجمعة المتنافسين ويرتقب سجال قوي بينهما ويبثها التلفزيون الحكومي.

وغيّر المشرفون على المناظرة من قوانين تنظيمها بمنح مدة زمنية أكبر للتفاعل اكثر بين المتنافسين بالمقارنة مع المناظرات الأولى التي جمعت 24 مرشحا اقتصرت على الإجابة على أسئلة في مدة زمنية لا تتجاوز التسعين ثانية.

وينطلق الجمعة الاقتراع خارج البلاد على ان يكون السبت يوم الصمت الانتخابي داخل البلاد.

 

التعليقات