عضو كونغرس "يتهم" مصر بأنها تعمل على تعزيز قوة حماس..

رئيس اللجنة الثانوية لشؤون الشرق الأوسط: "إننا نعلم أنه يتم تهريب كميات أكثر من الأسلحة الأكثر تدميرا والأكثر تطورا". وأن التهريب يمد اقتصاد حكومة حماس بما يقارب 12-20 مليون دولار شهريا"..

عضو كونغرس
في حديثه مع صحيفة "هآرتس"، يوم أمس الإثنين، قال رئيس اللجنة الثانوية لشؤون الشرق الأوسط في الكونغرس الأمريكي، غاري أكرمان، إنه يتم شهريا تهريب 20 مليون دولار إلى حكومة حماس في قطاع غزة. وبحسبه فإن عدم قدرة المصريين على مراقبة الحدود على محور فيلاديلفي تعزز من قوة حركة حماس.

وأضاف أنه يأمل ألا تكون مصر تعمل على تعزيز قوة حماس بشكل متعمد، إلا أن هذه هي النتيجة لما يحصل. وادعى أنه يعتقد أن قرارا صدر في مصر من قبل مسؤولين كبار بتجاهل الوضع، وأن هذا الأمر غير مقبول على الولايات المتحدة، على حد قوله.

وقال أيضا إن كل ما من شأنه أن يساعد الحكومة، التي وصفها بـ"غير الشرعية" في قطاع غزة، يمس برئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس.

وتابع أن مصر لم تلتزم بأي معيار لحماية الحدود مع قطاع غزة ومنع التهريب. ولم تقم أبدا بعمل جيد في هذا الشأن، وأنه في الماضي كان الوضع أفضل.. فاليوم يتم تهريب مواد وأسلحة بكميات كبيرة، بالإضافة إلى تهريب أشخاص أيضا، على حد قوله.

وقال لصحيفة "هآرتس": "إننا نعلم أنه يتم تهريب كميات أكثر من الأسلحة الأكثر تدميرا والأكثر تطورا". وأضاف أن "التهريب يمد اقتصاد حكومة حماس بما يقارب 12-20 مليون دولار شهريا". وادعى أن هذه الأموال تساعد حماس في مواصلة الإمساك بالسلطة، الأمر الذي اعتبره مقلقا. وادعى أيضا أن هناك "فاسدين في الجانب المصري يسمحون، لدوافع اقتصادية، بحصول ذلك".

تجدر الإشارة إلى أن أكرمان، وهو يهودي من نيويورك وعضو كونغرس ديمقراطي، قد وجهت له الدعوة للمشاركة في المناقشات التي يجريها رجل الأعمال الإسرائيلي حاييم سابان. وهو يعتبر أحد كبار المتمسكين بخط متشدد تجاه مصر في الكونغرس. وكان قد بادر قبل بضعة شهور، سوية مع عضوة الكونغرس نيتا لاوي، إلى تجميد 200 مليون دولار من المساعدات التي تبلغ قيمتها 1.3 مليارد دولار، والتي تقدمها الولايات المتحدة إلى الجيش المصري. وقال أكرمان في حينه إن تجميد 200 مليون دولار لا تمس بميزانية الجيش المصري بشكل خطير، ولكن ذلك إشارة إلى أنه في حال واصلوا السير إلى الوراء فإن الولايات المتحدة بإمكانها ذلك أيضا.

وقال إن هناك الكثير من الأموال التي تقدمها الولايات المتحدة إلى مصر، وأنه يأمل أن يكون التعبير عن عدم الثقة من جانب الكونغرس ومن جانب الولايات المتحدة ستدفعهم، أي المصرييين، إلى تركيز اهتمامهم إلى حل ما يحصل على الحدود.

كما تجدر الإشارة إلى أنه تم مؤخرا تشكيل طاقم خاص في وزراة الخارجية الأمريكية والبنتاغون لمعالجة قضية التهريب مع إسرائيل ومصر. ويقف على رأس الطاقم روف دانين، أحد مستشاري وزيرة الخارجية كونداليزا رايس، بالإضافة إلى بيتر كيميت، المسؤول عن الشوؤن السياسية في وزارة الدفاع الأمريكية.

ويتواجد الإثنان، دانين وكيميت، في هذه الأيام في إسرائيل، ومن المتوقع أن يلتقيا اليوم، الثلاثاء، كبار المسؤولين في الجيش الإسرائيلي ووزارتي الخارجية والأمن. بعد ذلك سيعبران الحدود إلى مصر في منطقة معبر "نيتسانا"، لإجراء جولة على طول محور فيلاديلفي من الجانب المصري بمعية ضباط مصريين.

وجاء أن الإثنين سيطرحان أمام إسرائيل زيادة القوة المصرية على طول الحدود، والتي يصل تعدادها اليوم إلى 750 جنديا. وفي المقابل فإن إسرائيل تعارض زيادة عدد أفراد القوة، والذي سيلزم بفتح اتفاقية السلام مع مصر مجددا. وبحسب أكرمان فإن "القضية لا تقتصر على العدد فقط، إذ لا شك أنهم لا يقومون بما فيه الكفاية. يجب أن يكون هناك رغبة من طرفهم للقيام بما هو أفضل".

وكان أكرمان قد التقى قبل بضعة أسابيع وفي واشنطن مع مجموعة من كبار الضباط المصريين، والذين عرضوا عليه وعلى عدد من أعضاء الكونغرس معطيات بشأن نشاط القوات المصرية على طول الحدود. وتضمنت الوثيقة التي قدمها الضباط المصريون إلى الكونغرس اتهامات لجنود إسرائيليين يلعبون دورا في عملية التهريب. ورغم أن أكرمان لم ينف مثل هذه الإمكانية، إلا أنه شدد على أنه بالنسبة للمصريين فليس الحديث عن نقاط عينية، وإنما يبدو أن الحديث عن شيء منهجي. ويبدو أن مسؤولين كبار في مصر اتخذوا قرارا بتجاهل هذا الوضع غير المقبول على الولايات المتحدة، على حد قوله.

التعليقات