غالبية الأمريكيين والبريطانيين تفضل الحيادية في الصراع العربي الإسرائيلي..

الدول: الصين – الهند – الولايات المتحدة الأمريكية – إندونيسيا – نيجيريا – روسيا – المكسيك – البيرو – بريطانيا – فرنسا – إسبانيا – أذربيجان – أوكرانيا – مصر – إيران – تركيا – تايلاندة – كوريا الجنوبية والمناطق الفلسطينية.

 غالبية الأمريكيين والبريطانيين تفضل الحيادية في  الصراع العربي الإسرائيلي..
أظهر الاستطلاع الجديد لشعوب العالم أن أغلبية المواطنين في (14) دولة من أصل (18) دولة استطلعت آراء شعوبها يعارضون أن تنحاز حكومات بلدانهم إلى طرف من أطراف الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، هذا باستثناء ثلاثة (3) دول فقط أعربت عن انحيازها إلى جانب الفلسطينيين في الصراع وهي: مصر، إيران وتركيا. لم تؤيد أية دولة الانحياز إلى إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة التي أيّدت الأغلبية العظمى من الأمريكيين فيها (71%) عدم الانحياز لأي طرف.

أجرت الاستطلاع مؤسسة الرأي العام الدولي (WorldPublicOpinion.org) بالتعاون مع عدد كبير من مراكز الأبحاث العالمية المرموقة، ومن بينها المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي العام (PCPO) بمدينة بيت ساحور بإدارة الدكتور نبيل كوكالي، وبأشراف "برنامج مواقف السياسات الدولية" (PIPA) بجامعة ماريلاند، الولايات المتحدة الأمريكية وذلك على عيّنة عشوائية قدرها ( 18.792) شخصاً من (18) دولة تمثل (59%) من إجمالي سكان العالم.

الدول التي استطلعت آراء سكانها من ضمن أكبر دول العالم مساحة وهي: جمهورية الصين الشعبية – الهند – الولايات المتحدة الأمريكية – إندونيسيا – نيجيريا – روسيا – المكسيك – البيرو – بريطانيا – فرنسا – إسبانيا – أذربيجان – أوكرانيا – مصر – إيران – تركيا – تايلاندة – كوريا الجنوبية والمناطق الفلسطينية.

أعطت شعوب العالم علامات متدنية لإسرائيل والفلسطينيين والولايات المتحدة والدول العربية وذلك عند سؤال شعوب العالم عن مدى الجهود التي تبذلها تلك الدول المعنية لحل الصراع العربي – الإسرائيلي.

أعربت الشعوب في معظم الدول المستطلعة عن اعتقادها بأنه يجب على الأمم المتحدة لعب دور أكبر في صراع الشرق الأوسط. وقالت الأغلبيات في هذه الدول بأن على الأمم المتحدة أن تعرض إرسال قوات لحفظ السلام إلى المنطقة، وذلك ليس فقط لفرض اتفاقية سلام بين الأطراف المعنية، بل وأيضاً لضمان أمن كلا الجانبين، إسرائيل وجيرانها العرب.

يقول السيد ستيفن كول بصفته مدير عام مؤسسة الرأي العام الدولي:"الشعوب في معظم أنحاء العالم غير منحازة لأي من الجانبين في الصراع وتريد من حكوماتها أن تتخذ موقفاً عادلاً تجاه الطرفين". وأضاف يقول "يُنظر لجميع اللاعبين السياسيين الرئيسيين على أنهم مقصّرون في أداء واجبهم لكسر الجمود والخروج من هذا المأزق ويريد معظمهم من مجلس الأمن الدولي أن يتدخل ويعرض إرسال قوات لحفظ السلام وحتى ضمانات أمنية للمساعدة في حل الصراع".

وبالمتوسط (58%) من شعوب العالم التي تمّ استطلاع آرائها تعتقد بأن على حكوماتها ألاّ تنحاز إلى أي طرفٍ في الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني. فقط (20%) منهم يعتقدون بأن على حكوماتهم أن تنحاز للفلسطينيين و(7%) فقط للجانب الإسرائيلي.

وتفضل أغلبيات كبيرة تصل إلى (70%) فما فوق في ثمانية دول اتخاذ موقفٍ حيادي. وهذه الدول هي: الولايات المتحدة الأمريكية (71%)، المكسيك (88%)، كوريا الجنوبية(82%)، بريطانيا العظمى (79%)، فرنسا (79%)، البيرو (76%)، الصين (74%)، وأوكرانيا (69%).

وتقيّم شعوب العالم أداء زعماء وقادة العالم بدرجات متدنّية عند سؤال هذه الشعوب عن مدى اهتمام زعماء وقادة العالم ببذل الجهد لحلّ الصراع الإسرائيلي – الفلسطيني، حيث نالت إسرائيل أسوأ تقدير بهذا الخصوص. فالأغلبيات في (13) من (15) دولة سُئِلت هذا السؤال أجابت أن الإسرائيليين "لا يعملون بصورة جيدة " أو أنهم "لا يعملون بصورة جيدة على الإطلاق". وبالمعدّل (54%) يعتقدون بأن إسرائيل لا تلعب دوراً إيجابياً، في حين أن (22%) فقط يقولون بأنها تفعل ذلك. والجدير بالذكر أيضاً أنّ إثنين من ثلاثة مواطنين أمريكيين (59%) يعطون إسرائيل تقديراً ضعيفاً بالخصوص. في الهند فقط ينظرون إلى دور إسرائيل بصورة أكثر إيجابية (35%) من السلبية (25%) والصينيون منقسمون على أنفسهم.
والفلسطينيون ليسوا أفضل حالاً من الإسرائيليين، فالأغلبيات في عشرة (10) دول من (15) دولة تقول بأن الفلسطينيين لا يبذلون جهداً كافياً لحل صراعهم مع إسرائيل. فبالمتوسط، (47%) ممن استطلعت آراؤهم ينظرون إلى دور الفلسطينيين نظرة سلبية، في حين (28%) فقط ينظرون إليه من الناحية الإيجابية. ثلاثة من أربعة أمريكيين (75%) ينظرون إلى هذا الدور نظرة سلبية، يليهم الكوريون الجنوبيون (74%) والفرنسيون (66%). أما أولئك اللذين ينظرون للدور الفلسطيني نظرة إيجابية فهم الفلسطينيون أنفسهم (75%)، ويليهم المصريون (63%)، الأندنوسيون (49%) والنيجيريون (46%).

لقد بيّنت نتائج الاستطلاع أن أغلبية الفلسطينيين ينظرون إلى جهود جيرانهم العرب وكذلك إلى جهود الولايات المتحدة الأمريكية وإسرائيل في حلّ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي نظرة ناقدة. ففي حين يرغب الفلسطينيون في أن يكون للأمم المتحدة دوراً أكبر بطرق أخرى، فإنهم أشدّ الشعوب معارضة تجاه تعهد الأمم المتحدة بحماية إسرائيل في حالة مهاجمتها من قبل جيرانها العرب.

الأغلبية الساحقة من الفلسطينيين (80%) تعتقد بأن "إسرائيل لا تقوم بدورها كما يجب لحل الصراع"، وثلثي الشعب الفلسطيني تقريباً (61%) يعتقدون بأن "إسرائيل لا تقوم بدورها أبداً". والصورة لا تختلف كثيراً عن ذلك بالنسبة لرؤية الفلسطينيين للدور الأمريكي في حل الصراع، فأكثر من ثلاثة أرباع الفلسطينيين، بالتحديد (77%) يعتقدون بأن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تقوم بدورها كما يجب لحل الصراع"، فيما يقول أكثر من نصف الشعب الفلسطيني (55%) بأن "الولايات المتحدة الأمريكية لا تقوم بدورها أبداً". أما بالنسبة لجيرانهم العرب، فالفلسطينيون ينظرون إليهم أيضاً نظرة ناقدة وإن لم تكن بنفس الحدة التي ينظرون إليها للإسرائيليين والأمريكيين. (57%) من الفلسطينيين يعتقدون بأن "جيرانهم الدول العربية لا يقومون بدورهم كما يجب لحل الصراع" والثلث فقط يعتقدون بأنهم يفعلون ذلك. ومن الناحية الأخرى، ثلاثة أرباع الشعب الفلسطيني (75%) يعتقدون بأن حكومتهم "تقوم بدورها كما يجب" في المحاولات لحل الصراع، و(40%) منهم يعتقدون حتى بأن "حكومتهم تقوم بدورها بصورة حسنة جداً".

يؤيد الفلسطينيون الأمم المتحدة في لعب دور أقوى في حل الصراع بينهم وبين إسرائيل وذلك عن طريق اتخاذ خطوتين من ثلاث خطوات مقترحة. ثلثي الفلسطينيين مثلاً (63%) يؤيدون عرض إرسال قوات حفظ السلام في حالة التوصل إلى اتفاق بينهم وبين الإسرائيليين، في حين يعارض ذلك (35%) منهم وثلاثة أرباع الشعب الفلسطيني (75%) يؤيدون أن يقوم مجلس الأمن الدولي بصياغة تعهد لحماية الدول العربية في حالة مهاجمتها من طرف إسرائيل، بينما يعارض ذلك (20%) منهم. ومن الناحية الأخرى، يعارض (85%) من الفلسطينيين مثل هذا التعهد لحماية إسرائيل إذا هوجمت من قبل جيرانها العرب.

وبالنسبة لدور اللجنة الرباعيّة المكوّنة من الولايات المتحدة الأمريكية، الإتحاد الأوروبي، روسيا والأمم المتحدة فقد تمّ تقييم دورها بصورة سلبيّة بشكل عام. فقد قيّمت أغلبيّات في فرنسا وبريطانيا- بصفتهما الدولتان اللتان تمثلان الإتحاد الأوروبي في الإستطلاع - جهود الإتحاد بصورة تطغى عليها الناحية السلبيّة، حيث أعطى (48 %) في فرنسا و (45 %) في بريطانيا تقييمات سلبيّة للإتحاد الأوروبي مقابل (33 %) في فرنسا و (31 %) في بريطانيا رأوا أن الإتحاد يلعب دورا ً إيجابيّا ً. ويعطي (47 %) من البريطانيّين دولتهم تقديراً ضعيفا ً لدورها في المساهمة لحلّ الصراع الإسرائيلي – العربي في حين يعطيها (33 %) تقديرا ً جيدا ً. وفيما يتعلّق بالشعب الروسي، فإنه إلى حدّ ما سعيد ومتفائل بأداء بلده في جهود حلّ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي. فبالرغم من أنّ نسبة كبيرة من الرّوس لم تعط جواباً على السؤال، غير أنّ (36 %) أعطوا تقييما ً إيجابيّا ً لدور بلدهم مقابل (17 %) أعطوا تقييماً سلبيّا ً.

وفيما يتعلق بنظرة الدول الأخرى لدور الولايات المتحدة الأمريكية في حل الصراع العربي – الإسرائيلي، تقول شعوب (12) دولة بأن الولايات المتحدة لا تقوم بدورها جيداً، حيث ينظر بالمتوسّط (59%) إلى دور الولايات المتحدة الأمريكية نظرة سلبية، في حين ينظر إليه (20%) فقط نظرة إيجابية. وفي الولايات المتحدة نفسها، (44 %) فقط من الأمريكيين ينظرون لدور بلدهم في الصراع نظرة ايجابية و (46%) منهم يقولون عكس ذلك.

أمّا تقييم دور الدول العربية فقد كان سلبياً في إحدى عشرة (11) دولة من (15) دولة. وبالمتوسط، نصف الشعوب التي تمّ استطلاع آرائها، وبالتحديد (48%)، تعتقد بأن الدول العربية لا تلعب دوراً بناءً في حل الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، فيما يعتقد ذلك أقل من الربع (23%). وهناك أغلبيّة واضحة من الفلسطينيين (57%) تقيّم أيضاً مساعي جيرانهم من الدول العربية بصورة سلبية.

وبالنسبة لمجلس الأمن الدولي، تؤيد أغلبية الشعوب أن يلعب مجلس الأمن دوراً فعّالاً مؤثراً في حل الصراع. أغلبيات في (16) دولة من أصل (17) دولة سئلت حول هذا الموضوع تعتقد أنه في حال التوصل إلى اتفاقية سلام بين إسرائيل والفلسطينيين، على مجلس الأمن الدولي أن يرسل قوات لحفظ السلام لترسيخ هذه الإتفاقية. فبالمتوسط، (67%) يؤيدون هذه الفكرة بينما يعارضها فقط (20%).

وفيما يتعلّق بالدول الأعضاء في مجلس الأمن الدولي، فإن معظمها يؤيد إرسال قوات لحفظ السلام من طرف الأمم المتحدة لتثبيت اتفاقية سلام إسرائيلية – فلسطينية محتملة، مثلاً أغلبيات في الصين (81%) وفرنسا (74%) وبريطانيا العظمى (67%) والولايات المتحدة (61%) ونسبة كبيرة من الروس (47%). وتساند أيضاً هذا الاقتراح شعوب في الشرق الأوسط بأغلبية إسلامية مثل الأتراك (65%) والمصريون (64%) والفلسطينيون (63%).

وتساند معظم الشعوب الي تم استطلاع آرائها حتى مستوى أعلى من تعهدات الأمم المتحدة: مثلاً في حال توصل إسرائيل والفلسطينيين إلى اتفاقية سلام، على مجلس الأمن الدولي أن يعرض ضمانات أمنية لكلا الطرفين، لإسرائيل ولجيرانها العرب. تقول إحدى عشرة (11) دولة من (16) دولة استطلعت آراء شعوبها بأن على مجلس الأمن الدولي أن يصيغ تعهداً لحماية إسرائيل إذا هوجمت من قبل جيرانها العرب، في حين تقول (13) دولة من (16) دولة بأن على مجلس الأمن الدولي صياغة تعهد لحماية الدول العربية في حالة الهجوم عليها من طرف إسرائيل. وبالمتوسط، (45%) يؤيدون تقديم مثل هذه الضمانات الدولية لإسرائيل و(55%) للدول العربية.
علّق د. نبيل كوكالي، مدير المركز الفلسطيني لاستطلاع الرأي، على نتائج هذا الإستطلاع بقوله:" أنّ هناك تحوّل إيجابي في نظرة الشعب الأمريكي لطرفي الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي، إذ تبيّن أن الأمريكيين لا يحمّلون فقط الشعب الفلسطيني مسئولية عدم بذل جهد ٍ كاف ٍ لحلّ صراعهم مع إسرائيل، وإنما يحمّلون أيضا ً إسرائيل نفسها مسئولية ذلك بدليل أنّ (59 %) من الشعب الأمريكي يعطي إسرائيل تقديرا ً ضعيفا ً بهذا الخصوص". ويضيف د. نبيل كوكالي قائلا ً بأن "شعوب العالم تدرك الآن جيّدا ً بأن دور الولايات المتحدة الأمريكية ما زال ضعيفا ً وغير متوازنا ً وينظر إليه نظرة سلبيّة ولا ينظر إليه من الناحية الإيجابية سوى خمس شعوب العالم فقط، الأمر الذي من شأنه أن يعطي إشارة ً للإدارة الأمريكية لتكثيف دورها مستقبلا ً من أجل حلّ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي".

وفيما يتعلّق بموقف الدول العربية من مؤازرة إخوانهم الفلسطينيين أشار د. كوكالي بأنه "إضافة ً إلى أغلبية واضحة من الفلسطينيين فإن نصف شعوب العالم تقريبا ً تلوم الدول العربية على ضعف أدائها، الأمر الذي قد يحثّ أيضا ً قادة هذه الدول على بذل المزيد من الجهد". واستطرد د. كوكالي يقول بشأن موقف الرباعيّة الدوليّة بأن "نتائج الإستطلاع تتكلّم لغة واضحة، فشعوب الإتحاد الأوروبي تعطي دولها تقديرا ً ضعيفا ً في الوقت الذي تحجم فيه نسبة كبيرة من الروس عن التعبير عن مواقفها".

وبالنسبة لدور الأمم المتحدة الذي تعلّق عليه دول العالم آمالا ً كبيرة في حلّ الصراع الفلسطيني – الإسرائيلي أكّد د. كوكالي بأنه يجب على الأمم المتحدة ممثّلة بمجلس الأمن الدولي أن يكون لها دوراً أكثر فعاليّة بفرض السّلام عن طريق إرسال قوات لحفظ السلام لترسيخ اتفاقية سلام إسرائيلية – فلسطينية محتملة وتقديم ضمانات دوليّة لحماية الدول العربية وإسرائيل على حدّ سواء ".

التعليقات