بدء أعمال ديربان 2: فرنسا تشارك وتهدد بالانسحاب؛ إسرائيل تستدعي سفيرها في جنيف

المنظمات العربية في ديربان 2: "إسرائيل والولايات المتحدة أخفقتا في تغيير مسار المؤتمر"

بدء أعمال ديربان 2: فرنسا تشارك وتهدد بالانسحاب؛ إسرائيل تستدعي سفيرها في جنيف
بحضور أكثر من 40 دولة وآلاف المنظمات الحقوقية ومنظمات المجتمع المدني، ومقاطعة أوروبية بارزة تنطلق اليوم، الاثنين، أعمال مؤتمر "ديربن" لمكافحة العنصرية، الذي شنت إسرائيل حملة ومارست ضغوطا هائلة لمقاطعته بسبب قراره عام 2001 اعتبار الصهيوينية شكلا من أشكال العنصرية، وتوجيهه انتقادات حادة لسياسات إسرائيل. واللافت أن أيا من الزعماء العرب لا يشارك في مؤتمر مناهضة العنصرية الذي من شأنه دعم القضية الفلسطينية، ولا حتى رئيس السلطة الفلسطينية. ورئيس الدولة الوحيد المشارك هو الرئيس الإيراني أحمدي نجاد.

وفي تطور لافت استدعت إسرائيل سفيرها في جنيف احتجاجا على استضافة مؤتمر "يربن الثاني" وعلى استقبال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد. وصدرت التعليمات للسفير بالعودة دون تحديد المدة الزمنية. وقال مكتب رئيس الحكومة إن في المؤتمر «يشارك متنكر للمحرقة عنصري يصرح علنا بأنه سيمحو إسرائيل».


وأعلنت فرنسا صباح اليوم مشاركتها في المؤتمر. وقال وزير الخارجية، برنارد كوشنير، إن ممثلي بلاده سينسحبون من المؤتمر إذا ما تحول إلى منصة للهجوم على إسرائيل. وتنضم فرنسا إلى بريطانيا التي أعلنت في وقت سابق مشاركتها في المؤتمر. واضاف كوشنير: " لن نتحمل أي تدهور. إذا أراد أحمدي نجاد فتح البيان الختامي للنقاش، أو إذا وجه اتهامات عنصرية لاسامية سنغادر المؤتمر حالا.

وتطرق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في جلسة الحكومة التي عقدت اليوم إلى المؤتمر. وبعد أن تحدث عن المحرقة التي يصادف يوم غد إحياء ذكراها، قال إن «العالم لم يتعلم درس المحرقة»، وأضاف قائلا: "في الوقت الذي نحيي ذكراهم(ضحايا المحرقة)، يعقد في جنيف مؤتمر، بزعم أنها موجهة ضد العنصرية. ضيف الشرف هو عنصري ومتنكر للمحرقة، ولا يخفي نواياه لمو إسرائيل عن وجه الأرض(الرئيس الإيراني أحمدي نجاد) . أبارك الدول التي قاطعت معرض الكراهية. بخلاف تلك الفترة، يوجد اليوم دولة يهودية قوية، تضمن استمرار وجود الشعب اليهودي مقابل اللاسامية الجديدة"، أقوال نتنياهو.

وزير الأمن إيهود باراك أيضا أدان مؤتمر "ديربن الثاني"، وقال: المكان الذي يمكن أن يكون فيه أحمدي نجاد ضيف شرف في مؤاتمر ضد العنصرية علينا محاربته ومحاربة هذه المفارقة". وتطرق باراك أيضا إلى الخلاف في الراي بينه وبين رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، حول التسوية مع الفلسطينيين.

وأعلنت نيوزيلندا والمانيا انضمامهما الى الدول المقاطعة لمؤتمر لمناهضة العنصرية الذي يفتتح في جنيف اليوم وتستمر اعماله 5 ايام . لتنضما إلى إسرائيل والولايات المتحدة وأستراليا وإيطاليا وهولاندة والسويد وكندا وبولوندا، في حين أعلنت بريطانيا والتشيك يوم أمس أن ممثلين عنهما سيشاركون في المؤتمر، وأرسلت فرنسا ممثلين عنها.

ودعا البابا بنديكتوس السادس عشر دول العالم ، للمشاركة في مؤتمر ديربن2 لمناهضة العنصرية الذي تبدأ أعماله يوم غد الاثنين، وتبذل إسرائيل جهودا كبيرة لمقاطعته. وقال البابا يوم أمس الأحد في عظته الأسبوعية إن المؤتمر هو حدث هام ضد العنصرية في أرجاء المعمورة. ورفض البابا التطرق إلى مواقف بعض الدول الأوروبية التي أعلنت مقاطعتها للمؤتمر كإيطاليا وكندا وأستراليا والولايات المتحدة إلى جانب إسرائيل.

ومن المقرر ان يفتتح امين عام الامم المتحدة بان كي مون المؤتمر رسميا.

وسترسل بريطانيا وجمهورية التشيك التي تتولى حاليا الرئاسة الدورية للاتحاد الاوروبي وفدين على مستوى منخفض يرأسهما سفيرا الدولتين في جنيف.

ودعت جماعات نشطة بينها الفيدرالية الدولية لحقوق الانسان ومنظمة هيومان رايتس ووتش الزعماء الاوروبيين الى عدم اتباع الولايات المتحدة. وقالت في بيان مشترك "نأسف لغياب بعض الدول وندعو الحكومات الاخرى التي لم تؤكد قرارها

وقالت نافي بيلاي مفوضة الامم المتحدة السامية لحقوق الانسان ان التأكد من وجود مشاركة كبيرة في اجتماع "دربان2" أحد اهم اهداف منصبها الذي تولته بعد الكندية لويرز اربور العام الماضي.

وشجبت هيومان رايتس ووتش وهي منظمة شاملة تضم 300 جماعة ناشطة قرار واشنطن بمقاطعة القمة بعد ثلاثة أشهر من تولي أوباما الرئاسة كأول رئيس أمريكي من أصل افريقي.

وقالت ان انتخابه "لا يغلق فصلا حول العنصرية في الولايات المتحدة. انه لا ينهي التعهد الامريكي بتحدي العنصرية عالميا. على النقيض فان العالم يتطلع الى ان تتولى ادارة اوباما دورا رائدا في هذا النضال من أجل العدالة العنصرية وحقوق الانسان."

ومن جهته قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد إن العدوانية والاحتلال والإرهاب كلها أمور تضرب بجذورها في أيديولوجية العنصرية, مؤكدا أن إسرائيل تحتل الريادة في هذه الأمور في عالم اليوم.

كما شدد على أن "الفكر الصهيوني رمز للعنصرية", مضيفا أن "الصهاينة ينهبون شعوب العالم ويسيؤون لهم من خلال سيطرتهم على مراكز القوة السياسية والإعلامية في العالم".

وعشية انعقاد المؤتمر التقى أحمدي نجاد نظيره السويسري هانز رودولف ميرتز. وقال بيان صادر عن الحكومة السويسرية إن اللقاء ركز على التعاون في قطاعي الطاقة والاقتصاد, بالإضافة إلى ملف الصحفية الإيرانية أميركية الأصل روكسانا صبري المحكوم عليها بالسجن في طهران.

وقد قوبل لقاء الرئيسين الإيراني والسويسري بانتقاد إسرائيلي حاد. وقال السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة روني ليشنو ياعر إن "سويسرا تريد وبشكل فاضح التزلف من خلال اللقاء لأحد منكري الهولوكست وأحد الكارهين لإسرائيل".

أما وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان فقال إن دعوة الرئيس الإيراني لإلقاء كلمة في مؤتمر مكافحة العنصرية يثبت هدف وطبيعة المؤتمر.

ونقلت صحيفة هآرتس الإسرائيلية عن ليبرمان قوله "أن يوجه مؤتمر دولي دعوة لشخص عنصري مثل أحمدي نجاد, يدعو ليل نهار لمحو دولة إسرائيل, ويسمح له بأن يلقي خطابا رئيسيا، فذلك يثبت هدف وطبيعة المؤتمر".

عقد مساء أمس الأحد، في العاصمة السويسرية جنيف، اجتماع حاشد للمنظمات العربية المشاركة في مؤتمر دربان 2، نظمته المنظمة العربية لحقوق الإنسان (القاهرة) واللجنة العربية لحقوق الإنسان (باريس) واتحاد الجمعيات العربية-اتجاه (حيفا)، وشارك فيه عدد كبير من مندوبي المنظمات المدنية العربية، بهدف تنسيق العمل والمواقف العربية في المؤتمر.

وانبثق عن الاجتماع هيئة تنسيق إقليمية يقوم اتحاد الجمعيات العربية-اتجاه بتركيز عملها خلال المؤتمر، وصدر عن الاجتماع تنديد شديد بإدارة أوباما وبعض الدولة الأوروبية وخضوعها للضغوطات الإسرائيلية وممارساتها العنصرية، وبالمقابل أكّد المجتمعون الإخفاق الإسرائيلي والأمريكي، حتى الآن، بإزاحة المؤتمر عن مساره كمؤتمر ضد العنصرية ومناصر للحق الفلسطيني وفرض تراجع دولي عن قرارات مؤتمر ديربان الأول، وأهمها إدانة إسرائيل كنظام عنصري.

ومن جهته، دعا منتدى المنظمات غير الحكومية المعتمد رسميًا في مؤتمر ديربان 2 في بيانه التحضيري، لحماية الشعب الفلسطيني ومواجهة العنصرية الإسرائيلية والنظام الكولنيالي وتحميله مسؤولية جرائمه وعنصريته ضد المواطنين العرب الفلسطينيين في الداخل، وأكّد البيان، الذي أقرّ بالإجماع، على مساندة منتدى المنظمات غير الحكومية لحقوق الشعب الفلسطيني بما فيه حق العودة للاجئين.
أكدت حركة حماس أن مقاطعة العديد من الدول الغربية، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لمؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية دليل على التواطؤ مع الاحتلال الإسرائيلي.

وقال فوزي برهوم في مؤتمرٍ صحفيٍّ له اليوم الاثنين "بات من الواضح تمامًا أن كثيرًا من الدول التي اتخذت من الأمم المتحدة غطاءً لها للتغطية على ضعفها وسياساتها الخاطئة، تكشفت حقيقتها في مقاطعتها لمؤتمر الأمم المتحدة لمكافحة العنصرية في "جنيف" في استجابة سريعة للضغوط الإسرائيلية الأمريكية على زعمائها، وابتزازهم بطرق عدة لإجبارهم على مقاطعة المؤتمر لما فيه من فضح وتعرية للكيان الإسرائيلي المدعوم أمريكيًّا في استخدامه كافة أساليب القتل والدمار ضد الشعب الفلسطيني، وسعيه إلى إقامة دولة يهودية عنصرية متطرفة على أنقاض حقوق الشعب الفلسطيني"حسب وصفة.

وأوضح أن انسحاب هذه الدول يعطي غطاءً واضحًا للكيان العنصري على جرائمه الرهيبة بحق الأطفال والنساء وأبناء الشعب الفلسطيني؛ وأن انسحاب الإدارة الأمريكية بالذات يتناقض تمامًا مع دعوات "أوباما" إلى الأمن والسلام واحترام حقوق الإنسان في المنطقة، مؤكدًا أن هذا الانسحاب ينم على أنه لا جديد في سياسات الإدارة الأمريكية المنحازة للاحتلال ولا يوجد أي تغيرٍ فعليٍّ فيها.




التعليقات