البابا يحج على خطى موسى على جبل نبو ويزور مسجد الحسين بن طلال

-

البابا يحج على خطى موسى على جبل نبو ويزور مسجد الحسين بن طلال
زار البابا بنديكتوس السادس عشر السبت جبل نبو (40 كلم جنوب-غرب عمان) حاجا على خطى النبي موسى الذي شاهد من على هذا الجبل ارض الميعاد.
واستقبل البابا في اليوم الثاني من رحلته الى الاراضي المقدسة وفي اول زيارة له لدولة عربية رجال دين مسيحيين اضافة الى نحو 300 شخص تجمعوا قرب الموقع للترحيب بالحبر الاعظم.
ورحب الاب خوسيه كابيلون المسؤول عن الكنيسة في جبل نبو بالبابا واصطحبه لرؤية الفسيفساء في كنيسة بنيت بين القرنين الرابع والسادس وسط رسومات على الجدران غطتها الفسيفساء وعشرات الشموع المضاءة.
وتوقف البابا (82 عاما) في زاوية الكنيسة القديمة ونظر من على نفس المكان الذي يعتقد بوجود قبر النبي موسى فيه الى الارض المقدسة قبل ان يحيي الضيوف ويجلس على كرسي مخملي لونه وردي ليستمع الى كلمة الاب كابيلو مرحبا.
وحيا البابا 50 رجل دين في الموقع قائلا "السلام عليكم".
ودعا في كلمة القاها الى الى مصالحة بين المسيحيين واليهود.
وعبر البابا عن امله بان يكون لقاء اليوم "الهاما للمحبة المتجددة لكتابات العهد القديم والرغبة بالتغلب على كل العقبات التي تواجه المصالحة بين المسيحيين واليهود بالاحترام المتبادل والتعاون في خدمة السلام الذي تامرنا به كلمة الله".
وتوقف البابا لبضع لحظات على قمة جبل نبو (840 م عن سطح البحر) امام عدسات المصورين حيث القى نظرة على القدس في الافق، كما فعل النبي موسى قديما حينما نظر الى ارض الميعاد وفقا للانجيل المقدس.
وقالت وزيرة السياحة الاردنية مها الخطيب لوكالة فرانس برس ان "زيارة البابا مهمة جدا بالنسبة للاردن، بلد التعايش الاسلامي المسيحي، وهي فرصة لنا ليرى العالم الاماكن الدينية في المملكة".
واكدت الوزيرة التي رافقت البابا في زيارته لجبل نبو ان الحرية الدينية في الاردن يكفلها دستور المملكة.
وقالت ريما سويلم (24 عاما)، مسلمة غير محجبة، لوكالة فرانس برس "انا سعيدة جدا للحضور الى هنا وان استقبل البابا".
واضافت "لا فرق هنا بين مسلم ومسيحي نحن نشترك في اعيادنا ومناسباتنا".
من جانبه اعتبر انطون حتر، رجل اعمال اردني (مسيحي)، ان "زيارة البابا هي رسالة سلام ومحبة للعالم اجمع ولجميع الديانات وانا سعيد جدا للمشاركة في استقباله".
اما بتول محمود موسى (30 عاما)، معلمة مسلمة في مدرسة خاصة، فقالت لفرانس برس "انا مسرورة جدا للمشاركة في استقبال قداسة البابا، ليس هناك فرق بين مسلم ومسيحي في الاردن والبابا ضيف كل الاردنيين".
وغادر البابا جبل نبو بمركبته الخاصة متجها الى مدينة مادبا على بعد 12 كم من الجبل دون التوقف في المدينة وسط ترحيب مئات الاشخاص حاملين اعلاما اردنية واعلام الفاتيكان هاتفين "ليعيش البابا".
وبارك البابا حجر الاساس لجامعة مادبا التي بنتها البطريركية اللاتينية.
وقال هناك "احيي راعين المؤسسة الجديدة لشجاعتهم وثقتهم بان التعليم الجيد هو اساس لتطوير الاشخاص وللسلام والتطور في المنطقة".
واضاف في كلمة القاها ان "ناتج هذه العملية جامعة ليست فقط مكانا لتعزيز الالتزام بالحقيقة وقيم منحتها الحضارة، بل مكان للتفاهم والحوار".
ووصل البابا بنديكتوس السادس عشر الجمعة الى الاردن، المحطة الاولى في رحلته الى الارض المقدسة التي تستغرق اسبوعا وتقوده ايضا الى اسرائيل والاراضي الفلسطينية.

وندد البابا بنديكتوس السادس عشر من داخل اكبر مساجد الاردن في عمان ب "التوظيف الايديولوجي للدين" لغايات سياسية الذي اعتبره سببا في الخلاف بين الديانات المختلفة.
كما ندد امام علماء دين ومشائخ مسلمين في مسجد الحسين بن طلال باولئك الذين يقولون بان "الدين هو بالضرورة سبب للانقسام في عالمنا" و "يزعمون انه من الافضل عدم ايلاء الكثير من الاهمية للدين".
وبعد ان اقر "للاسف بوجود توتر وانقسام بين اتباع مختلف الديانات"، تساءل البابا "افلا يشكل في الغالب التوظيف الايديولوجي للدين، احيانا لغايات سياسية، المحفز الحقيقي للتوترات والانقسامات واحيانا حتى العنف في المجتمع؟"
واضاف في اليوم الثاني من زيارته للاردن "ان على المسلمين والمسيحيين بالذات بسبب ثقل تاريخهم المشترك الذي كثيرا ما شهد حالات سوء فهم، ان يجهدوا من اجل ان يعرفوا ويعترف بهم باعتبارهم من احباب الله (..) وان يبقوا واعين باستمرار بالاصل المشترك وبكرامة كل كائن بشري".
ورافق البابا في جولته في مسجد الملك الحسين بن طلال الامير غازي بن محمد مستشار العاهل الاردني الملك عبد الله الثاني للشؤون الدينية.
وقدم إمام المسجد شرحا للبابا عن تاريخ المسجد الذي بني تكريما لذكرى الملك الراحل الحسين بن طلال والد العاهل الاردني الحالي والذي توفي في شباط/فبراير عام 1999.
ودعا البابا بنديكتوس السادس عشر اليوم السبت من داخل اكبر مساجد الاردن في عمان الى الاعتراف بحق مسيحيي العراق بالعيش في سلام داخل المجتمع.
وقال الحبر الاعظم في اليوم الثاني من زيارته للاردن "اشدد دعوتي الى الدبلوماسيين والمجتمع الدولي الذي يمثلونه ان يعملوا الى جنب القادة السياسيين والدينيين (في العراق) على القيام بكل ما هو ممكن لاعطاء الطائفة المسيحية العريقة في هذه الارض الكريمة حقوقها الاساسية في العيش بسلام جنبا الى جنب مع باقي المواطنين".
وحيا البابا بحرارة بطريرك الطائفة الكلدانية في بغداد ايمانويل ديلي الثالث الذي حضر الى عمان بمناسبة زيارة البابا وكان حاضرا الى جانب عدد كبير من رجال الدين في مسجد الحسين بن طلال (غرب عمان).
واكد البابا "ضرورة استمرار الجهود من قبل المجتمع الدولي من اجل السلام والمصالحة الى جانب جهود المسؤولين المحليين لتعود بنتائج مثمرة تنعكس على حياة العراقيين".

.

التعليقات