احمدي نجاد فاز بالانتخابات الرئاسية في ايران ب62,63% من الاصوات

اعلن وزير الداخلية الايراني صادق محصولي السبت ان الرئيس المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد فاز بالانتخابات الرئاسية من الدورة الاولى بحصوله على 62,63% من الاصوات

احمدي نجاد فاز بالانتخابات الرئاسية في ايران ب62,63% من الاصوات
فاز الرئيس الايراني المنتهية ولايته محمود احمدي نجاد السبت بالانتخابات الرئاسية من الدورة الاولى، محققا انتصارا كبيرا على منافسه الابرز مير حسين موسوي الذي حذر من قيام "طغيان".

من جهته وصف المرشد الاعلى للجمهورية الاسلامية آية الله علي خامنئي، الذي كان خلال الحملة الانتخابية دعم الرئيس المنتهية ولايته بصورة غير مباشرة، فوز احمدي نجاد (55 عاما) بولاية ثانية من اربع سنوات ب"العيد الحقيقي".

واحتجاجا على النتائج خرج الالاف من انصار موسوي الى شوارع وسط طهران مطلقين هتافات مناهضة للحكومة، ووقعت صدامات بين الشرطة ومناصري رئيس الوزراء الاسبق في عدد من احياء العاصمة، بحسب ما افاد شهود عيان ومراسلو وكالة فرانس برس.

ولم تشهد العاصمة الايرانية عنفا مماثلا منذ اعمال الشغب الطالبية في تموز/يوليو 1999.

في المقابل، لم يسجل اي حادث في المدن الكبرى الاخرى في البلاد.
واعلن وزير الداخلية صادق محصولي ان احمدي نجاد حصل على 24 مليونا و527 الفا و516 صوتا، من اصل 39 مليونا و165 الفا و191 صوتا تم احتسابها، بينما اعتبر 409 الاف و389 صوتا ملغاة.

اما المنافس الابرز لاحمدي نجاد، رئيس الوزراء الاسبق الذي غاب عن الساحة السياسية طوال العقدين الماضيين ليعود مؤخرا الى مقدمها، فحصل على 13 مليونا و216 الفا و411 صوتا، اي ما نسبته 33,75% من الاصوات.
وحل ثالثا المرشح المحافظ محسن رضائي جامعا 1,73% من الاصوات في حين حل اخيرا المرشح الاصلاحي مهدي كروبي الذي حاز على 0,85% من الاصوات، والذي اعتبر هذه النتائج "غير شرعية وغير مقبولة".
واوضح الوزير ان نسبة المشاركة بلغت 85% مؤكدا انها نسبة "قياسية" غير مسبوقة.

ولم تتحدث الوزارة عن اية مخالفات شابت الانتخابات. غير ان موسوي اشار الى "عصا سحرية" في ما يتصل بالنتائج، مؤكدا ان موقف المسؤولين عن العملية الانتخابية لا يؤدي سوى الى "اضعاف النظام الاسلامي وارساء الكذب والطغيان".

واعرب عن احتجاجه "الشديد على المخالفات الكثيرة والواضحة" التي اعترت الانتخابات، مؤكدا ان "واجبه الديني والوطني يفرض عليه فضح اسرار هذه العملية الخطيرة وشرح تبعاتها المدمرة على مصير البلاد".

وقال موسوي، الذي كان اعلن بعيد اغلاق صناديق الاقتراع فوزه بالانتخابات بفارق كبير، ان "الناس واعون ولن يرضخوا ابدا لاولئك الذين يصلون الى السلطة عن طريق الخداع". ولكن موسوي دعا بالمقابل مناصريه الى الهدوء.

ورغم منع الشرطة اي تجمع لمناصري اي من المرشحين بعد اغلاق الصناديق، عمد الالاف من انصار موسوي الى التجمع في وسط العاصمة، مطلقين هتافات مناوئة للحكومة، بحسب ما افادت مراسلة وكالة فرانس برس.
وهتف المتظاهرون "ديكتاتورية، ديكتاتورية" و"فلتستقل حكومة الانقلاب"، في حين قطع بعضهم جادة ولي العصر، احدى اكبر الساحات في العاصمة.

اما قرب مقر وزارة الداخلية فوقعت صدامات بين مئات الشبان من انصار موسوي وعناصر الشرطة التي استخدمت القوة في تفريقهم قبل ان ينجحوا في التجمع مجددا، على ما افاد احد صحافيي وكالة فرانس برس.

وحصلت مواجهات بين الشرطة وانصار موسوي في انحاء اخرى من العاصمة. وهتف المتظاهرون "موسوي، موسوي، استعد اصواتنا". وحاولت الشرطة تفريق المحتجين مستخدمة الهراوات لكنها لم تنجح في ذلك.
وجرت الحملة الانتخابية في اجواء من المنافسة الحادة بين المرشحين، وفي اجواء احتفالية ايضا لا سابق لها منذ انتصار الثورة الاسلامية قبل ثلاثين عاما.

كما عكست الانتخابات الانقسامات العميقة بشأن مستقبل ايران بعد اربعة اعوام من رئاسة احمدي نجاد.

وفي واشنطن تحدث الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة عن "امكانية تغيير" في العلاقات الاميركية الايرانية بعد الانتخابات الايرانية، كائنا من كان الفائز في هذه الانتخابات.
اما في تل أبيب فقال داني ايالون نائب وزير الخارجية الاسرائيلي انه "اذا كان هناك امل بحصول تغيير في ايران، فان اعادة انتخاب احمدي نجاد تظهر ان التهديد الايراني اصبح اكثر خطرا".

من جهته اعتبر المجلس الوطني للمقاومة الايرانية (المعارضة) ان اعادة انتخاب محمود احمدي نجاد سيؤدي الى "زيادة قمع المعارضين" بالاضافة الى "مضاعفة الجهود للحصول على القنبلة النووية".

وهنأ الرئيس السوري بشار الاسد احمدي نجاد باعادة انتخابه، ومثله الرئيس الفنزويلي هوغو تشافيز الذي اعتبر في بيان ان هذا الفوز يظهر "التزام الشعب الايراني بناء عالم جديد".

وفي غزة، اعتبرت حركة المقاومة الاسلامية (حماس) في بيان ان اعادة انتخاب الرئيس الايراني المنتهية ولايته "مدعاة" لكثير من الاطراف "لتغيير سياستها" حيال ايران.

من جهته، اعلن الرئيس الاميركي الاسبق جيمي كارتر الموجود في رام الله بالضفة الغربية ان سياسة الولايات المتحدة حيال طهران لن تتبدل بعد اعادة انتخاب احمدي نجاد.

الرئيس الايراني محمود احمدي نجاد من مواليد عامِ 1956. ولد في قرية ارادان في محافظةِ سمنان شرقي طهران في عائلةٍ فقيرة توارثت الفلاحةَ منذ القدم قبل ان تستقر في طهران بعد عام من ولادته ؛ عمل في العاصمة و لسنين كحداد حالُه حالُ ابيه بالرغم من دراسته التي استمر بها حتى حصوله على شهادة الدكتوراة في التخطيط الهندسي .. لكنَ الثورةَ الايرانية عام تسعةٍ و سبعين اثرت فيه كثيرا فقرر الانخراطَ في الجيش و السياسة عبر قوات البسيج او التعبئة فوجد فيها منطلقا لتجسيد احلامه .. استلم الكثيرَ من المسؤوليات الادارية منها محافظُ مدينةِ اردبيل اضافة الى تدريسه في الجامعات ؛ الا انه اشتهر بعد ان عين كعمدةٍ لطهران عام الفين و ثلاثة و اختير كافضل رئيسٍ للبلدية في المدن الايرانية كافة .. ربما كان النجاحُ هذا عاملا رئيسيا في خوضه الانتخابات الرئاسية و طرحِ شعارات تعد المحرومين و الفقراءَ بتغيير حياتهم خاصة و انه ..نجح فعلا ؛ بل حقق مفاجأةً لم يتوقعها القريبُ قبل البعيد عندما حصد اصوات المقترعين امام رفسنجاني في المرحلة الثانية من الانتخابات .

تسونامي احمدي نجاد لم ينتهِ ؛ فقد باشر عمله باطلاق خطابات نارية انذاك تضمنت تهديدَ اسرائيل بازالتها من الوجود كما نفى واقعة الهولوكوست قبل ان يعلن عودةَ ايران الى تخصيب اليورانيوم ؛ وسط دهشةٍ غربية ..

اربعُ سنواتٍ حملت الكثير لايران من انجازاتٍ و اخفاقاتٍ كما يقول البعض ؛ فالجمهوريةُ الاسلامية اليوم خصبت اليورانيوم و اطلقت قمرا اصطناعيا و صنعت صواريخَ و طائراتٍ عسكرية حديثة ووقفت امام الولايات المتحدة ؛ لكنها لم تنسَ ايضا العقوباتِ الاممية عليها ثلاث مرات والتي كلفتها غاليا و ان لم يعر لها احمدي نجاد اهتماما حسب قوله.يوصف الرئيس الايراني من قبل الكثيرين بانه رجلُ مرحلةٍ جاء من اجل انجاح مشروعهِ النووي المدعوم من المرشد الاعلى في ايران آية الله خامنئي و هذا ما لم يعتبره منتقدوه نجاحا مع ان العالمَ اصطفَ كما يقولون بوجه ايران و سياساتِها .

التعليقات