اوباما في موسكو: يجب منع ايران من حيازة السلاح النووي

-

اوباما في موسكو: يجب منع ايران من حيازة السلاح النووي
لم تفض المحادثات التي يجريها الرئيس الأمريكي باراك أوباما في موسكو إلى حل نقطة الخلاف الرئيسية بين البلدين وهي الدرع الصاروخية التي تعتزم الولايات المتحدة نشرها في أوروبا الشرقية. فيما تركزت كلمة أوباما في اليوم الثاني لزيارته في محاولة التقرب لروسيا وفتح آفاق التعاون معها، وتحدث أيضا عن المشروعين النووين الإيراني الكوري.

ودعا أوباما روسيا للتعاون مع بلاده لمنع كوريا الشمالية من التحول لقوة نووية ومنع ايران من حيازة السلاح النووي. واضاف في خطاب القاه في ثاني ايام زيارته الى روسيا ان كلا من الولايات المتحدة وروسيا لن تستفيدا من سباق التسلح النووي في شرق اسيا او في منطقة الشرق الاوسط.
ودعا الولايات المتحدة وروسيا الى تجاوز انعدام الثقة المتبادل في فترة الحرب الباردة واقامة شراكة عالمية حقيقية في اطار دعوته الى اعادة ضبط العلاقات المتوترة بين موسكو وواشنطن.
وقال أوباما الذي يزور موسكو في خطاب معد ليلقيه أمام خريجي معهد اقتصادي جديد في موسكو "أمريكا تريد روسيا قوية مسالمة ومزدهرة.
"في القضايا الاساسية التي تشكل هذا القرن لدى الامريكيين والروس مصالح مشتركة بينهما تشكل اساسا للتعاون."
ودعا أوباما روسيا الى الانضمام الى الولايات المتحدة لوقف انتشار الاسلحة النووية ومنع كوريا الشمالية وايران من تطويرها. وأضاف ان النجاح في هذا الصدد سيعني ان واشنطن لن تحتاج الى نشر نظام مضاد للصواريخ في أوروبا، وهي خطة يعارضها الكرملين بشدة.
وقال الرئيس الامريكي "اذا أزيل الخطر من برنامج ايران النووي والصاروخي ستزول القوة الدافعة وراء (نظام) الدفاع الصاروخي في أوروبا."
وشرح أوباما رؤيته للخريجين عن العالم الذي يعتقد ان عليهم ان يعملوا من اجله قائلا "المستقبل ليس لمن يحشد الجيوش في ساحة المعارك او يدفن الصواريخ في الارض. المستقبل هو لشبان لديهم العلم والخيال ليبدعوا."
وقال أوباما ايضا للطلبة الروس ان النجاح في القرن الحادي والعشرين يعتمد ايضا على الاقتصاديات التي تعمل في اطار سيادة القانون.
واستطرد أوباما في اشارة فيما يبدو الى الفساد الذي حتى الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف أقر بانه وباء في المجتمع الروسي "الشعوب في كل مكان لها الحق في ان تجري تعاملاتها وان تحصل على التعليم دون ان تدفع رشوة."
والتزم أوباما الحرص في تعليقاته حتى لا ينتقد زعامة الكرملين بشكل مباشر وكرر ان الولايات المتحدة لا تسعى لفرض اي نظام حكومي على دولة اخرى.
لكن رسالته التي قال فيها ان "الحكومات التي تخدم شعوبها تبقى وتزدهر وان الحكومات التي تخدم نفسها وسلطتها فقط لا تفعل" سترضي المعارضة الروسية الموالية للغرب والتي تنتقد الكرملين لقمعه الديمقراطية.


ودعا الرئيس الامريكي روسيا الى احترام قواعد دولة القانون والديمقراطية على الصعيد السياسي والى مكافحة الفساد والعمل على احترام القانون على الصعيد الاقتصادي. وقال اوباما في الخطاب "ان مسار التاريخ يظهر لنا ان الحكومات التي تعمل على خدمة شعوبها تستمر وتزدهر، وليس الحكومات التي لا تخدم سوى قوتها الخاصة". وشدد الرئيس الامريكي في خطابه على مزايا النظام الديمقراطي مؤكدا ان الحكومات التي تمثل رغبة شعوبها تقلل من خطر الانهيار وارهاب مواطنيها او شن الحرب على الاخرين.

وامتدح أوباما المحادثات التي أجراها مع رئيس الوزراء الروسي فلاديمير بوتين في وقت سابق، قائلا إن هناك فرصة ممتازة لتطوير العلاقات بين البلدين. وأشاد أوباما بالعمل الذي قام به بوتين أثناء وجوده في سدة الرئاسة الروسية وفي منصبه الراهن كرئيس للوزراء.

ويعتبر اللقاء هو الأول من نوعه بين أوباما الذي يقوم بزيارة لروسيا وبوتين الذي يُعتقد على نطاق واسع أنه الرجل القوي في روسيا.

أما بوتين فقال إن التحسن في العلاقات بين واشنطن وموسكو ارتبط بالدور الذي يقوم به أوباما.

وقد عقد الزعيمان محادثاتهما على مائدة إفطار في منزل بوتين على مشارف العاصمة الروسية، وقال اوباما موجها كلامه إلى بوتين " إنني على علم بالدور غير العادي الذي قمت به ليس فقط في منصبك السابق كرئيس للوزراء ، أوه أقصد كرئيس .. وإنما أيضا فيما تقوم به حاليا كرئيس للحكومة".

ورد بوتين قائلا " إننا نعلق الآمال في تطوير علاقاتنا الثنائية باسمك".
وكان نُسب لأوباما قوله في الأسبوع الماضي إنه يعتقد أن "الرئيس الروسي السابق(بوتين) لا يزال مقسما في طريقة عمله بين عقلية الماضي (الحرب البارد) والحقبة الراهنة الجديدة".

ومن المقرر أن يلقي أوباما في وقت لاحق خطابا رئيسيا عن الديمقراطية والاقتصاد العالمي والعلاقات الروسية الأمريكية.

وقد وقع الرئيس الأمريكي مع نظيره الروسي ديمتري ميدفيديف ثمان اتفاقيات عقب محادثاتهما في الكرملين أمس، من بينها اتفاقية لبدء مفاوضات بشأن معاهدة جديدة للحد من الأسلحة النووية لتحتل محل اتفاقية ستارت 1 التي سينتهي أجلها في ديسمبر/كانون الاول المقبل.

ومن شأن الاتفاقية الجديدة أن تدفع الدولتان إلى خفض ترسانتيهما النوويتين بمعدل الثلث لتصل إلى أقل من 1700 رأس نووي لكل منهما خلال سبع سنوات من توقيعها.

كما وافقت روسيا الاثنين على السماح للولايات المتحدة باستخدام الاجواء الروسية لعبور العتاد والجنود الامريكيين الى افغانستان، ذلك بموجب بموجب اتفاق تم التوصل اليه خلال المباحثات التي عقدت بين ميدفيديف وأوباما الذي يزور موسكو حاليا.

ويسمح الاتفاق بعبور 4500 رحلة عسكرية جوية امريكية سنويا فوق الاجواء الروسية، حسبما ذكر مسؤول امريكي.



التعليقات