إيران تستبعد نجاح محاولات فرض عقوبات جديدة عليها

يدعو مشروع القرار الى اجراء تفتيش دولي للسفن التي يشتبه بانها تحمل بضائع ذات صلة بالبرامج الصاروخية او النووية لايران

إيران تستبعد نجاح محاولات فرض عقوبات جديدة عليها

استبعد وزير الخارجية الإيراني، منوشهر متقي نجاح التحركات الجارية في مجلس الأمن الدولي باستصدار قرار عقوبات جديدة ضد إيران.

واكد في تصريحات لقناة العالم الاخبارية على هامش الاجتماع الوزاري لمنظمة المؤتمر الإسلامي المنعقد في مدينة دوشنبه في طاجيكستان أن الساعين وراء هذه التحركات أصبحوا أقلية في المجلس.

يأتي ذلك في وقت أشاد فيه الرئيس الامريكي، باراك أوباما بمشروع القرار الذي وزع امس الثلاثاء على مجلس الامن ويقضي باجراء توسيع محدود للعقوبات على ايران بسبب، ما يقوله مشروع القانون - رفضها وقف تخصيب اليورانيوم.

وقال متقي إن نظيريه البرازيلي سيلسيو آموريم والتركي أحمد داوود أوغلو أبلغاه في اتصال هاتفي أنهما أجريا اتصالات مع الدول الأعضاء في مجلس الامن الدولي حول تنفيذ اعلان طهران بشأن تبادل الوقود النووي.

وأضاف متقي أن تقييم أعضاء مجلس الامن لتنفيذ هذا الاعلان كان ايجابيا وأن تنفيذه قد بدأ بالفعل معربا عن أمله بتنفيذه من خلال وفاء مجموعة فيينا بتعهداتها.

الطاقة الذرية تنتظر بلاغاً مكتوباً من إيران حول اتفاقها النووي

من جهة ثانية، أعلن يوكيا أمانو المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية اليوم أن الوكالة لا تزال تنتظر بلاغاً مكتوباً من إيران عن الاتفاق الذي أبرمته مع البرازيل وتركيا لمبادلة اليورانيوم.

وقال أمانو في مؤتمر صحفي ببوخارست: إن الوكالة أُبلغت الاثنين الماضي بتوقيع الاتفاق بين إيران وتركيا والبرازيل وهذا الإعلان يوضح أن إيران ستبعث برسالة إلى الوكالة الدولية للطاقة الذرية في غضون أسبوع لذلك ننتظر هذا البلاغ المكتوب.

وطلبت الوكالة الدولية للطاقة الذرية الاثنين الماضي من إيران أن تؤكد خطيا موافقتها على تبادل قسم من اليورانيوم ضعيف التخصيب الذى تملكه بوقود نووي.

وكان وزراء الخارجية الإيراني منوشهر متقي والبرازيلي سيلسو أموريم والتركي أحمد داود أوغلو وقعوا في طهران اتفاقا يتضمن عشرة بنود وينص على نقل 1200 كيلوغرام من اليورانيوم الإيراني ضعيف التخصيب بنسبة 5ر3 بالمئة إلى تركيا حيث ستتم مبادلته بوقود نووي عالي التخصيب بإشراف الوكالة الدولية للطاقة الذرية.

مشروع قرار العقوبات الجديد..

وكانت الولايات المتحدة قد سلمت مجلس الامن التابع للامم المتحدة أمس الثلاثاء مشروع قرار يهدف الى توسيع نطاق عقوبات الامم المتحدة على ايران ليشمل قطاعها المصرفي وصناعات أخرى لرفضها الكف عن تخصيب اليورانيوم.

ويدعو المشروع المؤلف من 10 صفحات والذي اتفقت عليه الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والمانيا والصين وروسيا بعد اشهر من المفاوضات الى اجراء تفتيش دولي للسفن التي يشتبه بانها تحمل بضائع ذات صلة بالبرامج الصاروخية او النووية لايران.

ويقول دبلوماسيون غربيون ان نص مشروع القرار جاء نتيجة لسلسلة من الحلول الوسط بين الولايات المتحدة وحلفائها الاوروبيين الثلاثة الذين كانوا يسعون الى عقوبات أكثر تشددا على طهران وبين روسيا والصين اللتين سعتا الى تخفيف هذه العقوبات.

وقلة من الاجراءات المقترحة في مشروع القانون تعتبر جديدة. غير ان دبلوماسيين غربيين قالوا ان النتيجة النهائية هي على الارجح افضل ما كانوا يأملونه بالنظر الى تصميم الصين وروسيا على تفادي الاجراءات التي قد تضر باقتصاد ايران.

وكان قرار توزيع مشروع القانون على اعضاء مجلس الامن رفضا ضمنيا لاتفاق لمبادلة الوقود توصلت اليه البرازيل وتركيا مع ايران وأعلن عنه يوم الاثنين.

واعتبر مسؤولون أمريكيون الاتفاق مناورة من قبل ايران لتأجيل فرض مزيد من العقوبات عليها.

وأوضحت سفيرة البرازيل لدى الامم المتحدة استياء بلادها لان الولايات المتحدة وحلفاءها تجاهلوا فيما يبدو اتفاق مبادلة الوقود الذي وصفته بلادها بانه انفراجة كبيرة في المواجهة النووية القائمة منذ وقت طويل بين الغرب وطهران.

وقالت السفيرة البرازيلية ماريا لويزا ريبيرو فيوتي للصحفيين خارج قاعة مجلس الامن "البرازيل لا تشارك في اي مناقشات بشأن مشروع قرار في هذه المرحلة لاننا نشعر انه طرأ وضع جديد." واضافت قولها "تم التوصل الى اتفاق امس وهو اتفاق مهم للغاية."

وقال دبلوماسي تركي طلب الا ينشر اسمه انه لا يستبعد امكانية اجراء مناقشات بشأن مشروع القرار لكنه استدرك بقوله "التركيز على المسار الاخر." وهي اشارة الى اتفاق مبادلة الوقود.

غير ان السفيرة الامريكية سوزان رايس قالت ان الاتفاق "ليس له صلة" بتخصيب اليورانيوم الذي أدى الى التهديد بفرض عقوبات على ايران.

وتتهم الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون ايران باستغلال برنامجها النووي السلمي كستار لانتاج أسلحة نووية. وتنقي ايران هذا وتقول ان برنامجها النووي مخصص لتوليد الكهرباء.

وقالت القوى الغربية ان اتفاق مبادلة الوقود لن يكون كافيا لتهدئة مخاوفهم ومخاوف اسرائيل التي تعتبر القدرات النووية الايرانية خطرا مباشرا عليها وترفضها.

وقالت ايران انها وافقت على نقل 1200 كيلوجرام من مخزونها من اليورانيوم منخفض التخصيب الى تركيا في غضون شهر مقابل الحصول على 120 كيلوجراما من الوقود النووي المخصب لدرجة 20 في المئة لاستخدامه في مفاعل للابحاث الطبية.

ويدعو مشروع القرار الدول "الى اتخاذ الخطوات المناسبة لحظر فتح فروع أو مكاتب جديدة للبنوك الايرانية في الخارج اذا وجد ما يدعو للاشتباه بانها قد تساعد البرامج الصاروخية او النووية لايران.

ويحث المشروع ايضا الدول على "توخي اليقظة بشأن الصفقات التي تشارك فيها بنوك ايرانية بما في ذلك البنك المركزي الايراني" لضمان الا تساعد تلك الصفقات البرامج النووية والصاروخية لطهران.

ويدعو المشروع البلدان الى الحذر من التعامل مع سلاح الحرس الثوري الايراني ويقول ان بعض اعضائه والشركات التي يسيطر عليها ستضاف الى القائمة الحالية للافراد والشركات التي تواجه تجميد الاموال وحظر السفر.

ويتضمن المشروع اجراء اخر هو اقتراح فرض حظر على الاستثمارات الايرانية في مجال الانشطة النووية الحساسة في الخارج.

ويدعو المشروع الذي سيكون جولة عقوبات الامم المتحدة الرابعة على ايران ألى توسيع حظر السلاح القائم بالفعل على ايران ليشمل بعض الفئات الاخرى من الاسلحة الثقيلة.

وكانت الولايات المتحدة وحلفاؤها الاوروبيون يأملون بادئ الامر فرض حظر شامل على السلاح الى طهران ووضع بنكها المركزي في القائمة السوداء لكن روسيا والصين رفضتا ذلك.

وقالت رايس ان القرار الجديد سيجعل استمرار ايران في رفض مطالب الامم المتحدة بان تتوقف عن تخصيب اليورانيوم باهظ التكلفة. واستدركت بقولها ان الباب مفتوحا امام ايران اذا كانت مستعدة لقبول عروض حل الازمة من خلال الحوار. وقالت "يسعى مشروع القرار الى مساندة جهودنا للحوار الدبلوماسي مع ايران لا ان يكون بديلا عنها."

وقال السفير الصيني لي باودونج ان بكين تسعى الى قرار "متوازن". واضاف ان بلاده التي تربطها بطهران روابط تجارية وثيقة لا تتوقع ان تتضرر تلك العلاقات بأي شكل من الاشكال.

وقال لي للصحفيين بعد ان وزعت الولايات المتحدة مسودة مشروع قرار العقوبات على اعضاء مجلس الامن "الغرض من العقوبات هو اعادة الجانب الايراني الى مائدة التفاوض."واضاف قوله "العقوبات لا تهدف الى معاقبة أبرياء ولن تضر بالتجارة المعتادة."

وقال عدة دبلوماسيين غربيين انهم يأملون ان يجري مجلس الامن تصويتا على مشروع القرار اوائل الشهر القادم. وسيجري على الارجح تعديل نص مشروع القرار خلال الاسابيع القادمة.

وقالت كل من تركيا والبرازيل ولبنان أنها ستواجه صعوبات في تأييد العقوبات ضد ايران وتقول واشنطن وحلفاؤها الغربيون انهم سيعملون بجد لاقناع تركيا والبرازيل بتأييد العقوبات.

ويقول دبلوماسيون ان لبنان سيتغيب على الارجح على التصويت على القرار بسبب مشاركة جماعة حزب الله الشيعية المتشددة المدعومة من ايران في حكومته.

التعليقات