إيران ترفض القرار: مجلس الأمن يتبنى قرارا بفرض عقوبات جديدة

صدر القرار بموافقة 12عضوا ومعارضة تركيا والبرازيل وامتناع لبنان.. * القرار يوصف بالأقسى وأوباما يصرح بأنه لا يغلق الباب أمام الدبلوماسية

إيران ترفض القرار: مجلس الأمن يتبنى قرارا بفرض عقوبات جديدة
رفضت إيران قرار مجلس الأمن الدولي فرض حزمة رابعة من العقوبات بسبب برنامجها النووي، في حين رحبت العديد من الدول الغربية بالقرار واعتبرته إجراء مهمًّا، وقالت روسيا إن القرار يلغي أي احتمال لاستخدام القوة.

ففي معرض رده على سؤال عن قرار مجلس الأمن رقم 1929 الذي أقر فرض عقوبات جديدة على طهران الأربعاء، قال الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد في تصريحات له من العاصمة الطاجيكية دوشنبه "إن القرار لا قيمة له وينبغي إلقاؤه في سلة المهملات مثل المناديل المستعملة".

وفي طهران اعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبراست أن قرار فرض دفعة جديدة من العقوبات على بلاده "خطوة خاطئة لا تفيد في حل المسألة بل تزيدها تعقيدا".

وكان قد تبنى مجلس الأمن الدولي، الأربعاء، قرارا بفرض حزمة عقوبات جديدة ضد إيران، في محاولة للضغط عليها لوقف برنامجها النووي، الذي تعتبر دول غربية أن هدفه إنتاج أسلحة نووية، في حين تؤكد إيران أنه ذو أغراض سلمية.

وصدر القرار بموافقة 12عضوا ومعارضة تركيا والبرازيل وامتناع لبنان..

يحظى مشروع قرار العقوبات بتأييد الدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن –وهي الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا والصين وروسيا- وتعارضه ثلاث دول من أصل أعضاء المجلس الـ15، وهي تركيا والبرازيل ولبنان.

وترى تركيا والبرازيل -العضوان غير الدائمين بالمجلس- أن فرض أي عقوبات جديدة على إيران سيأتي بنتائج عكسية، وأن الاتفاق الذي توصلتا إليه مع طهران يمهد الطريق أمام فتح باب المساعي الدبلوماسية لحل الأزمة بين إيران والغرب.

وفي موسكو أصدرت وزارة الخارجية الروسية بيانا رسميا قالت فيه إن القرار رقم 1929 جاء ليعطي دفعة جديدة لمحاولات حل الأزمة النووية مع إيران بطريقة سلمية "ويستبعد إمكانية استخدام القوة"، وأكدت أن نص القرار "خلا من أي عبارة أو كلمة يمكن الاستناد إليها لاتخاذ إجراء أو أفعال بما فيها القوة".

وفي برلين سارعت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الترحيب بالقرار بوصفه خطوة قوية لمنع إيران من الحصول على السلاح النووي، في حين قال بيان لوزارة الخارجية الإسرائيلية إن القرار خطوة مهمة تستدعي المزيد من الإجراءات لضمان تنفيذه بشكل فوري وفعال.

وبدا الموقف الصيني هذه المرة مختلفا جدا عما سبق من قرارات صدرت بحق إيران، حيث أكد المندوب الصيني الدائم لدى الأمم المتحدة في كلمته خلال جلسة التصويت أن قرار العقوبات الجديد يهدف بالدرجة الأولى إلى دفع إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات، مناشدا جميع الدول الأعضاء في المنظمة الدولية التنفيذ الكامل لقرار مجلس الأمن.

ورحبت الولايات المتحدة بالقرار، وقال الرئيس الأميركي باراك أوباما في تصريح له من البيت الأبيض إن قرار العقوبات الأقسى حتى الآن بحق إيران، يوجه رسالة واضحة وينبه إيران بالكلفة العالية التي ستدفعها بسبب مواقفها.

بيد أن الرئيس أوباما عاد وشدد أمام الصحفيين على أن قرار العقوبات لا يغلق الباب أمام الدبلوماسية، وأن المجال سيكون مفتوحا على الدوام أمام إيران لاغتنام الفرصة للسير في طريق مختلف.

وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون قد وصفت في مؤتمر صحفي بالعاصمة الإكوادورية كيتو يوم أمس العقوبات التي ستفرض على إيران بأنها "أشد" عقوبات تفرض عليها لحد الآن.

وينص المشروع الذي قدمته الولايات المتحدة في 18 مايو/ايار الماضي على توسيع حظر الأسلحة والإجراءات في حق القطاع المصرفي الإيراني، ومنع طهران من نشاطات حساسة في الخارج، مثل استثمار مناجم يورانيوم وتطوير صواريخ بالستية.

كما يحظر القرار بيعها أنواعاً من السلاح، ويحضّ كل الدول الأعضاء على تفتيش الشحنات المتجهة الى إيران والتي تخرج منها، كما يسمح لها بعمليات تفتيش في البحار، لسفن يُعتقد بأنها تحمل مواد محظورة من إيران أو إليها.
واستبق الرئيس الإيراني أحمدي نجاد تصويت مجلس الأمن بالتحذير ان بلاده لن تجري محادثات بعد الان حول برنامجها النووي اذا فرضت عليها عقوبات جديدة .

وكانت البرازيل وتركيا توصلتا الشهر الماضي الى اتفاق تقوم ايران بموجبه بنقل 1200 كلج من اليورانيوم الضعيف التخصيب الى تركيا لمبادلته بوقود نووي عالي التخصيب تقدمه روسيا وفرنسا لمفاعل طهران للابحاث.

واعتبر المتحدث باسم وزارة الخارجية الايرانية رامين مهمانبرست الاسلوب الذي ينتهجه مجلس الامن الدولي حيال ملف بلاده النووي ب "النهج غير البناء".

واشار مهمانبرست في تصريحات للصحفيين الى المساعي التي تبذلها بعض الدول الغربية لاصدار قرار اممي جديد ضد ايران على خلفية برنامجها النووي مصرحا ان "التحرك نحو تشديد العقوبات واصدار القرارات الجديدة لن ينفع اي طرف من الاطراف ولن يساعد في حلحلة الامور بل يزيد من تعقيدها".

وحث الدول الغربية الى اعتماد اسلوب التعاون البناء بدلا من الاعمال التي لن تنفعهم حسب تعبيره منوها في الوقت نفسه بان "اتفاق طهران الاخير وفر فرصة ثمينة للتعاون البناء بين الدول في اطار الانشطة النووية السلمية".

ورأى انه "من الافضل استثمار هذه الفرصة بالشكل الصحيح والتحرك نحو التعاون البناء بدلا من الاعمال غير البناءة التي لن تثمر عن اي نتيجة".

واعرب مهمانبرست عن اسفه لعدم تطرق المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا آمانو في تقريره الاخير الى اتفاق طهران الموقع مع تركيا والبرازيل بشأن بتبادل اليورانيوم وقال ان "هذا الامر يثير العتب والاستغراب".

وسبق ان اصدر مجلس الأمن ثلاثة قرارات تشتمل على عقوبات بحق إيران لاجبارها على وقف أنشطة تخصيب اليورانيوم، الأمر الذي تجاهلته طهران.وتدفع الولايات المتحدة وحلفاؤها إلى تبني قرار رابع بعد اخفاق المفاوضات حول اقتراح لتبادل الوقود النووي طرحته الوكالة الدولية للطاقة الذرية على طهران.

التعليقات