انقرة تهدد اسرائيل بخفض علاقاتها الدبلوماسية

-

انقرة تهدد اسرائيل بخفض علاقاتها الدبلوماسية
اعلن مصدر دبلوماسي تركي الخميس ان تركيا ستخفض علاقاتها الدبلوماسية مع اسرائيل اذا لم تلب مجموعة من الشروط عقب الهجوم الذي شنته على "اسطول الحرية" الذي كان متوجها الى غزة، واسفر عن مقتل تسعة اتراك.

وصرح الدبلوماسي لوكالة فرانس برس "اذا لم تحترم هذه الشروط، فلن يستغرق خفض مستوى التمثيل التركي في اسرائيل وقتا طويلا". وستخفض تركيا عندئذ تمثيلها الدبلوماسي من مستوى سفير الى مستوى قائم بالاعمال.

وقال المصدر "في مثل هذه الحالة، يعود لاسرائيل ان تتخذ تدبيرا مماثلا ام لا"، من دون التحدث عن فترة محددة. وتفترض صحف تركية تنفيذ هذا التهديد في موعد اقصاه نهاية الشهر.

واضاف المصدر ان الشروط التي وضعتها انقرة هي اعتذار رسمي من اسرائيل لشن هجومها في 31 ايار/مايو على اسطول كان ينقل مساعدات انسانية ويريد كسر الحصار الاسرائيلي المفروض على غزة، وتشكيل لجنة تحقيق دولية والاعادة "الفورية" للسفن التي صادرتها اسرائيل خلال عمليتها ودفع تعويضات لتركيا. وتطلب تركيا ايضا انهاء الحصار على غزة في اسرع وقت ممكن.

وبعد مقتل تسعة من رعاياها، بينهم شاب في التاسعة عشرة من عمره ويحمل الجنسية الاميركية ايضا، ردت انقرة بقوة ووصفت الهجوم الاسرائيلي بانه "ارهاب دولة".

وادى الهجوم الى نقل الشراكة التي كانت استراتيجية بين البلدين وتدعمها الولايات المتحدة، الى ادنى المستويات، لكنها تدهورت بشكل معقول منذ الهجوم الاسرائيلي على غزة في 2008/2009. واستدعت تركيا سفيرها.

وهددت تركيا التي تحكمها حكومة اسلامية محافظة اعادت العلاقات مع العالم العربي وايران، بفرض عقوبات على اسرائيل ايضا وطالبت بتحقيق دولي تحت اشراف الامم المتحدة.

لكن اسرائيل اعلنت تشكيل لجنتها للتحقيق، ورفضت انقرة هذه الخطوة واعلنت الاربعاء بدورها انشاء لجنة وزارية للتحقيق في الحادث. وفي ما يتعلق بعقود التسلح بين اسرائيل وتركيا، فقد اعلنت الصحافة الحكومية التركية عزم انقرة تجميد عدد من الاتفاقيات.

لكن لم يعلن شيء عن ذلك حتى الان، وقال وزير الدفاع التركي وجدي غونول في الفترة الاخيرة ان معظم المشاريع التي تنفذها الشركات الاسرائيلية قد تم تنفيذها.

واستدعت شركة الصناعات الجوية الاسرائيلية موظفيها من تركيا لاسباب امنية، كما اعلن الثلاثاء مسؤولة في الشركة. والتعاون العسكري هو في صلب العلاقات الثنائية منذ توقيع اتفاق في هذا المعنى في 1996.

ومنذ ذلك الحين، حصلت الشركات الاسرائيلية المتخصصة في الصناعة الدفاعية على عقود مجزية في تركيا، ومنها تحديث طائرات اف-4 واف-5 التركية وتحسين 170 دبابة ام60.

وينص عقد يجري تنفيذه على تزويد انقرة 10 طائرات من دون طيار من طراز حيرون. واوضح غونول ان هذا المشروع سينفذ بكامله. واضاف ان آخر اربع طائرات من دون طيار ستسلم في حزيران/يونيو او تموز/يوليو.

وقال الدبلوماسي التركي لوكالة فرانس برس "اننا نقوم بتقييم علاقاتنا ونبحث في الاثمان المحتملة على تركيا". واضاف "نحن عازمون على المضي قدما، حتى لو واجهت تركيا خطر" خسائر محتملة لعقود تغطي مجالات مثل الاقتصاد والتكنولوجيا العسكرية والسياحة او الثقافة.

التعليقات