مخاوف أمريكية: العالم النووي الإيراني عمل لصالح بلاده..

صحيفة بريطانية تثير دور أميري في إعداد التقرير السنوي المختلف عليه في العام 2007، والذي قال أن إيران تخلت في العام 2003 عن برنامج تطوير أسلحة نووية..

مخاوف أمريكية: العالم النووي الإيراني عمل لصالح بلاده..
كتبت صحيفة "ساندي تيليغراف" البريطانية، اليوم الأحد، أن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه) تشتبه بأن العالم النووي الإيراني الذي زودها بمعلومات عن البرنامج النووي الإيراني كان يعمل لصالح بلاده.

وعندما عاد شهرام أميري، الأسبوع الماضي إلى إيران، بعد اختفائه الغامض في السعودية قبل أكثر من سنة، قال إنه تم اختطافه ونقله إلى الولايات المتحدة، وأنه جرى تعذيبه من قبل وكالة الاستخبارات المركزية. في المقابل نفت واشنطن صحة هذه الادعاءات، وادعت أنه تعاون معها برغبته، وأنه كان مصدر وكالة الاستخبارات في طهران.

وادعت الصحيفة البريطانية أن قرار أميري العودة إلى بلاده انطلاقا من رغبته، وادعاءات ضد السي آي إيه والسعودية تثير الشبهات بكونه "عميلا مزدوجا". وتثار علامات استفهام حول سماح السلطات الإيرانية له بالسفر لوحدة إلى السعودية رغم مركزه الحساس، ولماذا أبقى عائلته في إيران إذا كان يفكر بترك بلاده.

كما أثيرت قضية أخرى هي المساعدة التي قدمها أميري في إعداد التقرير السنوي المختلف عليه في العام 2007، والذي قال أن إيران تخلت في العام 2003 عن برنامج تطوير أسلحة نووية.

وجاء أن سي آي إيه لم تشكك في السابق في صدقية أميري، الذي تم التحقيق معه في أريزونا، وأنه كشف عن كيفية تحويل جامعة في طهران إلى مقر سري للبرامج النووية. ونقل عن ضابط سابق في الوكالة قوله إن الوكالة لم تكن لتدفع له 5 ملايين دولار لو لم تكن واثقة من روايته.

وتخشى وكالة الاستخبارات الأمريكية من قيام أميري بالكشف أمام محققيه في إيران عما يعرفه الأمريكيون عن برنامجها النووي في أعقاب عودته إلى إيران. علما أن الوكالة نشرت على غير المعتاد أنها دفعت له مبلغا وصل إلى 5 ملايين دولار لقاء المعلومات التي يفترض أنه أدلى بها.

ونقلت الصحيفة عن محلل في الوكالة قوله إنه مع عودة أميري إلى طهران وجد نفسه في وسط حرب إعلامية بين إيران والولايات المتحدة، وترفض الوكالة التزام الصمت في الوقت الذي تكسب فيه طهران النقاط ضد واشنطن.

ولم يستبعد المحلل أن يكون أميري عميلا مزدوجا، وأنه تم إرساله إلى الولايات المتحدة من قبل المخابرات الإيرانية من أجل الإدلاء بمعلومات كاذبة حول برامجها النووية. ويشير في المقابل إلى إمكانية أن يكون قد عاد إلى إيران بعد أن غير رأيه، وأنه من المتوقع أن يخضع لتحقيقات مكثفة، وعندما يحصل ذلك سيتبين إذا كانت إيران تريد إعدامه أم استخدامه لمواصلة الحرب الإعلامية من باب كونه ضحية للوكالة الأمريكية.
من جهته أكد مجددا عالم الفيزياء الإيراني أنه خطف في حزيران/يونيو 2009 في السعودية بيد عملاء أجهزة مخابرات أميركية، وقال إن الولايات المتحدة عرضت عليه ان يكون جزءا من صفقة "تبادل جواسيس" مع ايران.

وفي مقابلة مطولة بثها التلفزيون الإيراني الرسمي مساء السبت بعد يومين على عودته الى إيران، أكد اميري ان وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي ايه) عرضت عليه تسليمه الى طهران في إطار صفقة تبادل مع "ثلاثة جواسيس أميركيين" تحتجزهم طهران.

ويشير اميري بذلك الى الأميركيين الثلاثة الذين اعتقلوا في تموز/يوليو 2009 على الحدود الإيرانية مع العراق.

وقال اميري "كانوا (العملاء الاميركيون) يريدون أن أقول إني عميل في أجهزة الاستخبارات الإيرانية تسللت الى السي آي ايه".

وأضاف "قالوا إن بإمكاني عندئذ أن أكون جزءا من صفقة تبادل والعودة الى إيران مقابل عودة ثلاثة جواسيس أميركيين اعتقلوا على الحدود العراقية".

وتابع اميري أن عملاء الاستخبارات الاميركية عرضوا عليه ذلك في حزيران/يونيو الماضي بعد أن علموا أنه نجح في إجراء "اتصال" مع الاستخبارات الإيرانية بينما كان في الولايات المتحدة.

واعتقل ثلاثة اميركيين هم شين بوير (27 عاما) وسارة شورد (31 عاما) وجوش فتال (27 عاما) في 31 تموز/يوليو 2009 لعبورهم الحدود بين إيران والعراق.

وأكد مسؤولون إيرانيون أن الأميركيين الثلاثة الذين لا يزالون محتجزين في إيران، سيحاكمون بتهمة الدخول غير المشروع الى الأراضي الإيرانية وحتى بتهمة التجسس.

وأكد اميري مجددا أنه خطف في حزيران/يونيو 2009 بيد عملاء أجهزة الاستخبارات الأميركية والسعودية ونقل الى الولايات المتحدة.

التعليقات