دراسة استخبارية أمريكية تشمل سيناريو الحرب القادمة على لبنان

إسرائيل تهدف إلى إيقاع هزيمة بحزب الله وتدمير لبنان، وحزب الله إلى التصدي وضرب الجبهتين العسكرية والداخلية، وسورية تهدف إلى دفع إسرائيل إلى الانسحاب من الجولان..

دراسة استخبارية أمريكية تشمل سيناريو الحرب القادمة على لبنان
تناول رجل المخابرات الأمريكي السابق جيفري ويت، في دراسة نشرها الأسبوع الماضي في واشنطن في إطار معهد داعم لإسرائيل "واشنطن انستيتيوت" سينايو الحرب القادمة بين الجيش الإسرائيلي وحزب الله.

وتشير الدراسة إلى أن هدف إسرائيل من الحرب إيقاع الهزيمة بحزب الله وخسائر للقوات السورية ولجم التدخل الإيراني في المنطقة، في حين أن هدف حزب الله سيكون ضرب الجبهتين العسكرية والمدنية الإسرائيلية والتصدي للقوات التي تدخل لبنان والحفاظ على مواقعه، بينما تسعى سورية إلى إيقاع أكبر خسائر ممكنة للقوات الإسرائيلية لدفع إسرائيل إلى الانسحاب من الجولان السوري المحتل.

وبحسب معد التقرير الداعم لإسرائيل فإنه يدعو الولايات المتحدة إلى عدم المسارعة لوقف الحرب، وإنما إلى إطالة أمدها لتحقيق الأهداف الإسرائيلية.

وبحسبه فإن "قيادة الشمال العسكرية الإسرائيلية" ستقوم بتفعيل كتيبة "جيش لبنان" في الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى الكتائب السبعة ( كتيبة المظليين 98، الكتيبة المدرعة 36 التي تعمل في الجولان السوري المحتل، الكتيبة المدرعة التابعة لقيادة المركز 162، كتيبة الجليل لحماية الحدود ولقيادة الهجوم على جنوب لبنان 91، وكتيبتا الاحتياط المدرعتين 366 و 319، وكتيبة أخرى).

وقال ويت في تقريره عن الحرب، في حال اندلاعها، لن تكون مشابهة للحرب الأخيرة في تموز/ يوليو 2006، وإنما ستمتد على مساحات واسعة من لبنان وإسرائيل، وقد تمتد إلى سورية، ومن الممكن أن تجر إيران إلى الحرب. كما ستشمل عمليات عسكرية واسعة تؤدي إلى إصابات عسكرية ومدنية كثيرة وهدم للبنى التحتية. وستتقرر نتيجتها في ساحة القتال بالرغم من الجهود السياسية.

وبحسب ويت فإن الجيش الإسرائيلي على استعداد للحرب بشكل أفضل مما كان عليه في الحرب السابقة (2006). ويضيف أن هدف الحرب بالنسبة لإسرائيل هو فرض تغيير أساسي في المعادلة العسكرية وهزيمة حزب الله. وأنه سيكون في مركز الاستراتيجية العسكرية الإسرائيلية عمليات مشتركة برية وجوية وبحرية من أجل تدمير القوة الصاروخية لحزب الله، والقضاء على قواته البرية في جنوب لبنان، وضرب مراكز القيادة والتحكم، وهدم البنى التحتية في كافة أنحاء لبنان.

ويضيف ويت أن إسرائيل ستحاول منع توسع نطاق الحرب إلى الساحة السورية، عن طريق التهديد، وتجنيد الاحتياط وتحريك القوات وإظهار العضلات، ولكنها لن تتردد في شن هجوم على القوات السورية والبنى التحتية السورية والجهات الإيرانية التي ستحاول تقديم المساعدة لحزب الله. وبحسبه فإن إسرائيل سوف تحاول ردع إيران عن شن هجوم مباشر على أراضيها عن طريق التحذير وأعداد قوات هجومية استراتيجية – جوية وبحرية وصاروخية.

أما بالنسبة لحزب الله فإنه سيعمل على إمطار الجيش الإسرائيلي والجبهة الداخلية بالصواريخ، وضرب قوات الجيش الإسرائيلي التي تدخل إلى لبنان، وتكثيف الجهود لإيقاع أكبر عدد ممكن من الإصابات، وفي الوقت نفسه الحفاظ على قوات حزب الله. كما توقع ويت أن يعمل سلاح الجو السوري على منع اختراق الطائرات القتالية الإسرائيلية وطائرات التصوير للمجال الجوي السوري، وربما سيعمل على إسقاط طائرات فوق سماء لبنان.

ويضيف التقرير أنه في حال دخلت سورية الحرب فإن سورية ستعمل على الحفاظ على النظام في دمشق وعلى حزب الله في لبنان، وعلى قدرات حزب الله في توجيه الضربات لإسرائيل، وإعادة التواجد العسكري السوري في لبنان لتوجيه ضربة لإسرائيل من شأنها أن تحرك جهودا سياسية لإعادة الجولان السوري المحتل إلى سورية.

ويتابع التقرير أن التصعيد في رد الفعل الإيراني سيبدأ بتزويد حزب الله وسورية بالسلاح، ليرتقي لاحقا إلى تواجد مستشارين وفنيين وقوات قتالية لضرب أهداف إسرائيلية ورفع مستوى التوتر في المنطقة (عمليات في مضيق هرمز- على سبيل المثال)، ومن الممكن أن يصل التصعيد إلى حد قصف إسرائيل بالصواريخ.

وبحسب ويت لا يوجد ما يؤكد أن حركة حماس سوف تدخل الحرب، خاصة لأن إسرائيل من الممكن أن تستغل الفرصة من أجل إسقاط حماس في قطاع غزة. ويضيف أنه في نهاية حرب تمتد لأسابيع يحتل الجيش الإسرائيلي أجزاء من لبنان وربما غزة أيضا.

ويضيف أن مثل هذه الحرب ستكون الأكثر جدية منذ الحرب عام 1973، وأنه سيتوجب على الجيش الإسرائيلي أن ينتصر فيها. ويقول إنه إذا تمكنت إسرائيل من تحقق نجاح عسكري فسوف يتم كسر القوة العسكرية لحزب الله وإضعافه سياسيا، كما سيضعف النظام السوري بسبب خسائر عسكرية وأمنية مهمة، ويتقلص نشاط إيران في المنطقة مع تراجع حلفائها، وإذا تدخلت حماس فسوف تفقد قواتها العسكرية في قطاع غزة، إضافة إلى جزء من قوتها السياسية.

ويطالب ويت في تقريره الولايات المتحدة بعدم الإسراع إلى وضع حد للقتال، وإنما إلى توفير الوقت والمجال للجيش الإسرائيلي لتنفيذ عملياته ضد حزب الله وسورية. وأن الدور الأمريكي يتمثل في ردع إيران عن التدخل في الحرب في الساحة اللبنانية السورية أو في الخليج العربي.

وتتضمن الفكرة العملانية التي يرسمها ويت التقدم على ثلاثة محاور؛ القطاع الشمالي والمركزي والشرق على طول الحدود مع لبنان، وبعد ذلك التقدم بمحورين شمال نهر الليطاني.

تجدر الإشارة إلى أن ويت عمل مدة 34 عاما في وكالة الاستخبارات التابعة للبنتاغون (دي آي إيه)، وله خبرة في الدراسات العسكرية، وكان قد تابع حزب الله وحماس ومنظمات مقاومة للاحتلال الأمريكي في العراق، إضافة إلى البرنامج النووي الإيراني.

كما عمل في العام الماضي على وضع دراسة مشتركة مع نائب رئيس الشاباك حول الأداء العسكري لحركة حماس في قطاع غزة.

التعليقات