برلماني كبير: تركيا بحاجة الى اعادة تفسير العلمانية..

قال عضو بحزب العدالة والتنمية مسؤول عن وضع مسودة دستور جديد إن على تركيا اعادة تفسير مباديء العلمانية حتى تتكيف مع مجتمع متغير لينضم الى جدل متزايد بشأن هوية الدولة التي يغلب على سكانها المسلمون.

برلماني كبير: تركيا بحاجة الى اعادة تفسير العلمانية..

قال عضو بحزب العدالة والتنمية مسؤول عن وضع مسودة دستور جديد إن على تركيا اعادة تفسير مباديء العلمانية حتى تتكيف مع مجتمع متغير لينضم الى جدل متزايد بشأن هوية الدولة التي يغلب على سكانها المسلمون.

وأسس كمال اتاتورك تركيا - القوة الاقليمية الصاعدة التي تتطلع الى الانضمام للاتحاد الاوروبي - لتكون جمهورية علمانية على أنقاض الامبراطورية العثمانية بعد الحرب العالمية الاولى.

لكن تغيرا في ميزان القوى تقوده طبقة متوسطة جديدة من المسلمين المتدينين تمثل العمود الفقري لحكومة حزب العدالة والتنمية يتحدى قدرة تركيا على تحقيق توافق بين الاسلام والعلمانية.

وفي أحدث منعطف بالنزاع المستمر منذ فترة طويلة أمر المجلس الاعلى للتعليم الاسبوع الماضي جامعة اسطنبول وهي واحدة من اكبر الجامعات التركية بمنع المدرسين من طرد الطالبات اللاتي يرتدين الحجاب من المحاضرات.

ويحظر ارتداء الحجاب في الجامعات والمنشآت العامة وهي احدى أكثر القضايا حساسية في حرب الثقافات.

وقال برهان كوزو رئيس اللجنة الدستورية بالبرلمان الذي يهيمن عليه حزب العدالة والتنمية "نحترم المبادئ العلمانية لتركيا لكن يجب اعادة تفسيرها."

وأضاف "قضية الحجاب على سبيل المثال لا تتعلق بالعلمانية بل بحريات الافراد. يجب أن يركز دستور تركيا الجديد على القيم الديمقراطية والحقوق الفردية."

وأعلن رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان الذي فاز في استفتاء الشهر الماضي على اصلاحات دستورية ترعاها الحكومة اعتزامه وضع دستور جديد يحل محل ذلك الذي تم وضعه في أعقاب انقلاب عسكري عام 1980 .

وخرج حزب العدالة والتنمية من رحم أحزاب اسلامية محظورة ولا يثق به خصومه الذين يشتبهون في أنه يريد الغاء العلمانية وتطبيق الشريعة الاسلامية.

وفي مقابلة مع رويترز في وقت متأخر يوم الثلاثاء كرر كوزون موقف الحزب قائلا ان الاتهامات بأن له جدول أعمال سريا تنتمي لاساليب سياسة الترويع. وقال انه يجب الوصول الى اجماع بشأن مسودة دستور جديد سيجري كشف النقاب عنها بعد انتخابات تجري في يونيو حزيران.

وأضاف "حزب العدالة والتنمية يحكم منذ عام 2002 ولا توجد واقعة واحدة لتدخل الحكومة في نمط حياة الشعب."

ويشبه الحزب نفسه بالاحزاب المسيحية الديمقراطية المحافظة في اوروبا الليبرالية فيما يتعلق بالسياسات الاقتصادية لكنها محافظة فيما يتعلق بالقضايا الاجتماعية. وترتدي زوجة اردوغان الحجاب.

ويخشى العلمانيون الذين كانوا مهيمنين حتى مجيء الحزب من أن يؤدي الاتجاه الاجتماعي المحافظ الذي يتزايد و"ضغوط الجوار" الى فرض تغيير على تركيا كما يشعرون بالقلق من أن يفتح رفع الحظر عن ارتداء الحجاب في الكليات الباب امام أسلمة المجتمع بسرعة.

وقال يوسف اوزجان رئيس المجلس الاعلى للتعليم انه مصمم على الدفاع عن حقوق الطالبات غير المحجبات بنفس الدرجة.

وكتب جونجور منجي رئيس تحرير صحيفة وطن اليومية يقول "ضمان اوزجان اثبات أنه يتفق مع وجود خطر بتعرض الفتيات غير المحجبات لهذا الضغط."

وأطاح الجيش الذي يصف نفسه بأنه حامي العلمانية بأربع حكومات منتخبة. وكادت محاولة من حزب العدالة والتنمية لرفع الحظر عن ارتداء الحجاب قبل نحو ثلاث سنوات أن تؤدي الى اصدار المحكمة الدستورية قرارا باغلاق الحزب.

لكن صلاحيات الجنرالات قيدتها اصلاحات تهدف الى تقريب تركيا من الانضمام الى الاتحاد الاوروبي.

وقال كمال كيليجدار اوغلو زعيم المعارضة العلمانية انه يريد الوصول الى حل لمشكلة الحجاب.

وفي وجود مؤشرات على ازدياد الاسلام شيوعا ثارت تكهنات بشأن ما اذا كان الجنرالات سيحضرون حفل استقبال بالقصر الرئاسي بمناسبة العيد الوطني في 29 اكتوبر تشرين الاول.

ويقيم الرئيس عبد الله جول وزوجته محجبة هي الاخرى حفلي استقبال منفصلين عادة حتى لا يصافح الجنرالات زوجته لكن تقارير أفادت بأن جول يعتزم اقامة حفل واحد هذا العام.

التعليقات