أولمرت يقول إن تقرير المخابرات الأمريكية يؤكد على ضرورة تشديد العقوبات على إيران..

تقرير استخباري مشترك لـ 16 وكالة استخبارات أمريكية يقول إن إيران أوقفت برنامجا لتطوير أسلحة نووية في العام 2003، وأنها تعمل على تطوير قدرات نووية لأغراض مدنية..

أولمرت يقول إن تقرير المخابرات الأمريكية يؤكد على ضرورة تشديد العقوبات على إيران..
وكان قد ادعى تقرير للمخابرات الأمريكية يمثل 16 وكالة استخبارات أمريكية، أن إيران أوقفت برنامجها لتطوير أسلحة نووية في خريف العام 2003، وذلك في أعقاب الضغط الدولي الذي مورس عليها، إلا أنها لا تزال تقوم بتخصيب اليورانيوم. وبحسب التقرير فإن مواصلة تخصيب اليورانيوم سوف يتيح لإيران تطوير أسلحة نووية في الأعوام 2010-2015.

وكان قد ادعى تقرير سابق، نشر قبل سنتين، أن إيران مصممة في قرارها على تطوير قدرات نووية عسكرية، وتوصل تطوير برامجها للأسلحة النووية. ويقول التقرير الجديد إن التغيير في موقف إيران يشير إلى أنه من الممكن أن تتأثر إيران من الضغط الدبلوماسي الذي يمارس عليها.

ومن المتوقع أن تؤثر نتائج التقرير المذكور على الاتصالات الجارية لفرض عقوبات أقسى على إيران. وكان قد التقى، السبت الماضي، ممثلو الدول الخمس العظمى، بالإضافة إلى ألمانيا، في باريس من أجل بلورة قرار بشأن برنامج إيران النووي.

كما ادعى التقرير أن أهداف طهران من الحصول على أسلحة نووية غير واضحة. وقال التقرير: "قرارات إيران يتم اتخاذها بموجب التكلفة والفائدة، وليس من خلال نوايا لا يمكن لجمها من أجل الحصول على سلاح نووي، وتتجاهل الثمن السياسي والاقتصادي والعسكري الذي قد تدفعه لقاء ذلك".

وبحسب التقرير المذكور، فإنه وحتى أواسط العام 2007 لم يكن هناك أية دلائل تشير إلى أن إيران قد جددت برنامجها النووي العسكري، إلا أنها تواصل مع ذلك عملية تخصيب اليورانيوم من أجل برنامجها النووي المدني، وأنه من الممكن أن يتم توجيهها لمنشآت سرية من أجل تخصيبها بمستويات عالية أكثر والمطلوبة لإنتاج الأسلحة النووية.

كما يقترح التقرير تبنى سياسة "العصا والجزرة" تجاه إيران؛ التهديد بالضغط الدولي والعقوبات الاقتصادية من جهة، ومن جهة أخرى تقديم اقتراحات بتحقيق الأمن والثراء والمكانة الإقليمية بطرق أخرى غير تطوير أسلحة نووية. كما يقول التقرير إنه يجب الاهتمام بأن تكون الاقتراحات التي تعرض على إيران صادقة، لأن سياسة كهذه من الممكن أن تؤدي بطهران إلى تجميد برنامجها النووي، على حد قول التقرير.

وتابع التقرير أنه في حال واصلت إيران برنامجها النووية من النقطة التي قامت بتجميده عندها، فإن ذلك يتطلب سنتين على الأقل إلى حين تنجح بتخصيب كمية من اليورانيوم تكفي لإنتاج قنبلة نووية. ومع ذلك، فإن التقديرات المعقولة أكثر، حسب التقرير تشير إلى أن إيران تستطيع أن تنتج قنبلة نووية فقط في بداية العقد القادم.

إلى ذلك، تشير تقديرات دائرة الدراسات والاستخبارات في وزارة الخارجية إلى أن إيران لن تستطيع إنتاج قنبلة نووية قبل العام 2013، وذلك بسبب مشاكل بنيوية وتقنية متوقعة.

ونقل عن نائب رئيس الاستخبارات الوطنية، دونالد كار، أن هناك أهمية لنشر نتائج التقرير الجديد علانية من أجل ضمان عرض المعطيات بشكل دقيق. وأن التقرير المذكور كان يفترض أن ينشر قبل نصف سنة، إلا أن نشره قد تأخر بأن وكالات الاستخبارات كانت تأمل أن تحصل على معطيات أخرى تدعم النتائج التي توصلت إليها.

أما المستشار للأمن القومي، ستيفان هادلي، فقد قال إن التقرير المذكور يؤكد على أن الخطر في حصول إيران على سلاح نووية لا يزال شديدا. وبحسبه فهو يأمل أن يتم حل المشكلة برمتها بطرق دبلوماسية بدون استخدام القوة.

وبحسب هادلي فإن السياسة التي ينتهجها الرئيس الأمريكي جورج بوش إزاء خطر الأسلحة الإيرانية هي الصحيحة، لأن ممارسة الضغط الدولي مع إبداء الجاهزية لإجراء مفاوضات مع إيران للتوصل إلى حل يخدم أهدافها ويضمن نزع قدرتها النووية العسكرية.

وقال إنه من أجل نجاح هذه الاستراتيجية يجب على المجتمع الدولي زيادة الضغط على إيران، وعزلها بطرق دبلوماسية، وفرض عقوبات وضغوطات اقتصادية من قبل الأمم المتحدة، وأنه على إيران أن تقرر إذا ما كانت معنية بإجراء مفاوضات من أجل التوصل إلى حل، على حد قوله.

قال رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، اليوم الثلاثاء، إن تقرير المخابرات الأمريكية بشأن البرنامج النووي الإيراني يؤكد على ضرورة تشديد العقوبات على إيران من قبل المجتمع الدولي وضمان عدم توصلها إلى القدرة على إنتاج أسلحة نووية.

وأضاف أن تفاصيل التقرير كانت معروفة له قبل نشرها، وأنه ناقش ذلك مع كبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية لدى لقائه معهم في واشنطن في الأسبوع الماضي.

وبحسبه فإنه من الضروري، بموجب التقرير وبموجب الموقف الأمريكي، مواصلة بذل الجهود من أجل منع إيران من الحصول على قدرات نووية عسكرية. وتابع أن إسرائيل ستبذل جهدها مع الولايات المتحدة والعالم من أجل منع إيران من الحصول على أسلحة غير تقليدية.

وكانت قد قالت مصادر سياسية إسرائيلية، الإثنين، إن إدارة الرئيس بوش سوف تجد صعوبة في مهاجمة إيران عسكريا، وذلك في أعقاب نشر تقرير المخابرات الأمريكية، والذي يقول إن إيران لا تقوم بتطوير قدرات عسكرية نووي.

وبحسب المصادر ذاتها فإن الإدارة الأمريكية فقدت الإحساس بعامل السرعة والتصميم على مهاجمة إيران في العام 2008، وأن مثل هذا الهجوم لن ينفذ إلى حين نهاية ولاية بوش، وبدلا من ذلك ستكتفي الولايات المتحدة بالعمل على فرض عقوبات شديدة على إيران.

وكان تقرير المخابرات الأمريكية، المشترك لـ 16 وكالة استخبارات، والذي قدم لبوش، قد أفاد أن إيران توقفت عن إنتاج سلاح نووي في العام 2003 في أعقاب الضغط الدولي، وأنها تعمل الآن على تطوير قدرات نووية لأغراض مدنية، الأمر الذي يتناقض مع تقارير سابقة للاستخبارات الأمريكية، ولتقديرات الوضع في إسرائيل وكبار المسؤولين في الإدارة الأمريكية.

وقالت المصادر الإسرائيلية إن الإدارة الأمريكية قد أطلعت رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، ووزير الأمن إيهود باراك، ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني، بتفاصيل التقرير الإستخباري لدى زيارتهم إلى الولايات المتحدة.

وقالت المصادر ذاتها أيضا أنه يتضح من التقرير المذكور أن إيران عملت على تطوير برنامج نووي عسكري، إلا أنها فوجئت بالغزو الأمريكي لأفغانستان في العام 2001، وللعراق في العام 2003. وكانت تقديرات الاستخبارات الإسرائيلية، التي تتحرك إسرائيل بموجبها، تدعي أن إيران ستمتلك تكنولوجيا إنتاج أسلحة نووية في نهاية العام 2009 أو 2010. وقال أولمرت للإدارة الأمريكية أنه ينتهج سياسة تعتمد على هذه التقديرات.

التعليقات