اختلاف اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية في تحديد موعد انتاج القنبلة النووية الايرانية

اسرائيل تزعم ان ايران ستملك مركبات تصنيع القنبلة في العام 2008، واميركا تدعي ان ذلك لن يتم قبل العام 2015* التقييمات الاميركية والاسرائيلية اثبتت عدم صحتها منذ العام 1995

اختلاف اجهزة الاستخبارات الاسرائيلية والاميركية في تحديد موعد انتاج القنبلة النووية الايرانية
اختلفت اجهزة الاستخبارات الاميركية والاسرائيلية في تحديد موعد توصل ايران الى تصنيع مركبات القنبلة النووية. ففي الوقت الذي ادعى فيه ضابط اسرائيلي، امس الاثنين، ان ايران باتت قريبة من تصنيع هذه المركبات، وتقديره بأن ذلك سيتم في العام 2008، قال تقرير للاستخبارات الاميركية، تم تسريبه، صباح اليوم، ان ايران ما زالت بعيدة عن تحقيق ذلك، مقدرا ان ايران لن تتوصل الى تصنيع هذه المركبات قبل العام 2015، علما ان التقديرلت الاميركية والاسرائيلية الجديدة تتنافى مع تقديرات سابقة كانت توقعت انتاج القنبلة النووية الايرانية بين 2007 و 2010.

ونشرت صحيفة "واشنطن بوست" الاميركية، صباح اليوم الثلاثاء، التقديرات الجديدة التي تم تسريبها اليها، والتي تدعي ان لدى اجهزة الاستخبارات الاميركية "دلائل تشير الى قيام الجيش الايراني بأعمال سرية" لكنه لا تتوفر اية معلومات تربط بين هذه الأعمال وانتاج القنبلة النووية.

وكان التقييم الاميركي السابق للقوة النووية الايرانية قد اجري في العام 2001. وفي شباط الماضي، فقط، ادعى لافيل جاكوبي، مدير وكالة الاستخبارات القومية الاميركية، ان ايران ستتمكن من انتاج القنبلة بعد خمس سنوات فقط، علما ان الجهات الاميركية طرحت مثل هذا الادعاء مرارا منذ العام 1995، وكانت تزعم في كل مرة، ان ايران ستنتج القنبلة بعد خمس سنوات.

الا ان التقديرات الجديدة التي استقتها الصحيفة الاميركية من اربعة مصادر تقول انها مطلعة، تدعي ان ايران لن تتمكن من انتاج الكمية المطلوبة من الوقود النووي قبل عشر سنوات.

وكان ضابط في الجيش الاسرائيلي قد ادعى في تصريحات نشرت امس الاثنين، ان التقديرات الاسرائيلية للموعد الذي يحتمل ان تتمكن فيه ايران من تصنيع قنبلة نووية تراجع عاما الى 2008 بعد اعادة استعراض القدرات الايرانية.

وقال الضابط الكبير ان اسرائيل تخلت عن اعتقادها السابق بان لدى ايران برنامجا نوويا مستقلا للاغراض العسكرية وترى حاليا انها تعتمد بالكامل على مشروعها النووي السلمي الاكثر بطئا لتصنيع قنبلة.

وقال هذا الضابط لصحيفة جيروزالم بوست "لم نعد نعتقد أن هناك مسارا عسكريا سريا يسير موازيا للمسار المدني. لو كان (موجودا) لتمكنوا من تصنيع اسلحة بحلول عام 2007."

واضاف "الان نعتقد ان المسار العسكري يعتمد على المدني. ولو أنه عند نقطة معينة سيتمكن من العمل مستقلا. لكن ليس قبل عام 2008."

وادعت مصادر عسكرية تأكدها من صحة التفاصيل التي اوردتها الصحيفة في تقريرها.

وتتهم الولايات المتحدة واسرائيل ايران منذ فترة طويلة بالسعي الى تطوير اسلحة نووية في منشآت سرية. وتنفي ايران تلك الاتهامات وتؤكد ان طموحاتها في المجال النووي تقتصر على محطات توليد الكهرباء بالطاقة النووية.

ومن جانبهم يتهم المسؤولون الايرانيون اسرائيل بمحاولة ابعاد انظار المجتمع الدولي عن ترسانتها النووية المفترضة وتأليب الرأي العام العالمي على اخر خصم في الشرق الاوسط يمكن ان يتحداها عسكريا.

وكانت مصادر امنية اسرائيلية ذكرت لرويترز في عام 2000 ان ايران ستصبح لديها "قدرات نووية" في غضون خمسة اعوام وانها تطور صواريخ بعيدة المدى يمكن ان تصل الى تل ابيب.

وعدلت تلك التوقعات في العام الماضي الى 2007 . وذكر محللون ان تزايد رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية ودول الاتحاد الاوروبي الثلاث بريطانيا وفرنسا والمانيا تؤدي الى بطء معدل العمل.

وقالت ايران انها استأنفت امس الاثنين بعض انشطتها الحساسة المتعلقة بالوقود النووي بعد ان انتهت المهلة التي حددتها ايران للاتحاد الاوروبي لتقديم مقترحات لتسوية الازمة الدبلوماسية.

ويمكن ان يؤدي ذلك الى احالة موضوع ايران الى مجلس الامن الذي يحتمل ان يفرض عليها عقوبات.

التعليقات