الأسد: المشكلة ليست في العمل العسكري فقط بل في السياسة الاميركية

"نراقب بقلق الوضع في العالم حاليا. ولا يمكن استبعاد أي خيار عندما تتبنى دولة معينة سياسة تتناقض مع اغلبية الدول، وهذا ما يجعلنا قلقين جدا".

الأسد: المشكلة ليست في العمل العسكري فقط بل في السياسة الاميركية
قال الرئيس بشار الاسد، الذي يزور موسكو حاليا، إن الحرب في العراق تمثل تهديدا مباشرا لبلاده، وعلى الاخص وجود القوات الامريكية في الجانب الآخر من الحدود. ‏

‏ واوضح الرئيس السوري، في محاضرة القاها امام طلاب معهد موسكو للعلاقات الدولية، ان "الوضع في العراق يعد تهديدا، ليس فقط من وجهة نظر وجود القوات الامريكية، بل ايضا من وجهة نظر العواقب التي قد تنتج من الحرب" في العراق.

‏ وقال الرئيس الاسد، في رد على احتمال تعرض بلاده إلى هجوم عسكري من قبل الولايات المتحدة، إن "المشكلة ليست فقط في العمل العسكري بل في السياسة الفعلية التي تمارسها الولايات المتحدة، فالولايات المتحدة بلد قوي وهي تستغل تفوقها العسكري". ‏

‏ وحول الاوضاع في العراق قال الاسد: "نحن بلد صغير ونراقب بقلق الوضع في العالم حاليا. ولا يمكن استبعاد أي خيار عندما تتبنى دولة معينة سياسة تتناقض مع اغلبية الدول، وهذا ما يجعلنا قلقين جدا". ‏

ودافع الرئيس الأسد عن حق بلاده في امتلاك أسلحة للدفاع عن أراضيها رغم نفيه اعتزامه توقيع صفقات تسلح خلال زيارته الحالية لموسكو وهي الأولى منذ توليه منصبه عام 2000. وقال:" إذا عارضت إسرائيل صفقات الشراء فهذا يعني أنها تنوي مهاجمة سوريا دون أن تتمكن من الدفاع عن نفسها".

‏ ‏ وحول مباحثاته مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتن قال الاسد، في تصريح لصحيفة ازفستيا الروسية، انها ستتركز على الوضع في الشرق الاوسط. ‏

‏ وقال الرئيس السوري، في مقابلة إن "روسيا قوة عظمى وتتحمل مسؤوليات كبيرة تجاه الشؤون العالمية، ولذا عليها المساعدة في تحقيق الاستقرار في الشرق الاوسط". ‏

‏ كما بين ان محادثاته في موسكو ستتناول الازمة المتفاقمة في ايران، التي تتلقى مساعدات روسية لبناء مفاعل نووي، وهو تعاون لا تؤيده واشنطن. ‏

‏ وحول هذا الامر قال الاسد: "اذا لم نتوصل الى حل لهذه الازمة فإنها ستنعكس على اوروبا". ‏
‏ واكد الرئيس السوري ما كان قد تردد على لسان مسؤولين روس قالوا إن دمشق لا تتفاوض مع موسكو على صفقة لشراء جيل جديد من صواريخ "اس ايه 1" ‏

‏ وقال: "اود الاشارة إلى أن اننا لا نحتاج الى التفاوض على التفاصيل الفنية لمثل هذه الصفقات خلال زيارات رسمية". ‏
‏ وقد نفت موسكو ما رددته الولايات المتحدة عن عزمها بيع تلك الصواريخ، المزودة بتكنولوجيا متطورة يمكنها بوساطتها تفادي الانظمة الدفاعية الغربية. ‏

‏ وكان وزير الدفاع الروسي سيرجي ايفانوف قد نفى في وقت سابق هذا الشهر تقارير عن إجراء موسكو محادثات مع دمشق لبيعها صواريخ معقدة بعد أن ناقشت الولايات المتحدة هذه المسألة معه أثناء زيارته لها. ‏


تجري مفاوضات ماراثونية بين وزيري المال السوري محمد الحسين والروسي اليكسي كودرين لتجاوز عقبة الديون بين الطرفين وتوقيع «صفقة متكاملة» خلال زيارة الرئيس بشار الاسد التي بدأت مساء امس وتستمر الى يوم الخميس. ‏

‏ في موازاة ذلك، علمت مصادر صحفية ان مفاوضات سياسية تجرى في شأن بعض النقاط في البيان السياسي المقرر اصداره غداً بعد لقاء الرئيس الاسد ونظيره الروسي فلاديمير بوتين، بينها اضافة فقرتين تتعلقان بـ «خط الرابع من حزيران (يونيو) 1967» والقرار الدولي 1559 الخاص بلبنان.

‏ وأكدت مصادر سورية رفيعة المستوى وجود «توجيهات بعدم العودة الى دمشق من دون حل مشكلة الديون، لأن ذلك سيشكل الاساس لتطوير العلاقات الثنائية في جميع المجالات»، لكن هذه المصادر رفضت تأكيد معلومات روسية بأن موسكو مستعدة لحسم 9.7 بليون دولار اميركي من اصل اجمالي الدين المقدر بنحو 13 بليون دولار. ‏

‏ ويسعى رئيس هيئة تخطيط الدولة عبد الله الدردري الذي يشارك في المحادثات الرسمية، الى تكرار التجربة المنجزة مع دول اوروبا الشرقية القائمة على اساس دفع 15 في المئة من اجمالي الدين بتسهيلات، علماً بأن الجانب السوري يقدر اجمالي الديون العسكرية العائدة الى الاتحاد السوفياتي بأقل من 11 بليون دولار. ‏

‏ وفيما تأمل دمشق بالتوصل الى تسوية بـ «تعهد» موسكو القيام بدور سياسي كبير في المنطقة والتزامات بإمدادات عسكرية بحيث تكون روسيا الاتحادية «وريثة شرعية» للاتحاد السوفياتي مع ادراكها ضرورة القيام بذلك على اساس «المصالح وليس الشعارات»، يسعى الطرفان الى «صفقة متكاملة» تشمل جوانب اقتصادية وعسكرية يوفر من خلالها الجانب السوري واردات ‏مالية لدعم الصناعة العسكرية الروسية، على أن تدفع سورية قسماً من الديون بالعملة او بالبضائع السورية. وقالت المصادر ان «الصفقة المتكاملة في انتظار قرار سياسي» اليوم. ‏

‏ وقالت مصادر رسمية ان الطرفين أعدا مشاريع ستة اتفاقات ليتم توقيعها بعد محادثات الرئيسين الاسد وبوتين ظهر اليوم في الكرملين. وهي تشمل التعاون في مجالات النقل البري والنفط والغاز وحماية الاستثمارات المشتركة وتطوير العلاقات بين ممثلي القطاع الخاص، اضافة الى «حماية المعلومات السرية». ‏

شام برس

التعليقات