البيت الأبيض يطمئن إسرائيل بشأن تمسك الإدارة الأمريكية برسالة الضمانات

مكتب شارون: بوش رفض طلبا فلسطينيا بتخطي "الدولة المؤقتة" والتوجه مباشرة للحل الدائم* ويعرب عن ارتياحه من نتائج لقاء بوش مع ابو مازن* على السلطة ان تصبح كيانا دمقراطيا وتوقف التحريض!!

البيت الأبيض يطمئن إسرائيل بشأن تمسك الإدارة الأمريكية برسالة الضمانات


وكان القائم باعمال رئيس الوزراء الاسرائيلي ايهود اولمرت، قد قال أمس الجمعة،انه "لن تجري مفاوضات مع الفلسطينيين حول خارطة الطريق طالما لا يتوقف الارهاب الفلسيطيني وتصبح السلطة كيانا دمقراطيا".

واضاف اولمرت الذي كان يتحدث لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان اقوال جهات في اليمين الاسرائيلي ان الرئيس الامريكي جورج بوش منح رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) تعهدات والتزامات سياسية "هي اقوال عارية عن الصحة".

ويذكر ان بوش وعباس التقيا امس في البيت الابيض وعاود بوش على تصريحات سابقة كان قد اطلقها بخصوص وقف الاستيطان في الاراضي الفلسطينية وحول قيام دولة فلسطينية ضمن تواصل جغرافي بين اجزائها خصوصا في الضفة الغربية.

وقال اولمرت لاذاعة الجيش الاسرائيلي ان "موقف الامريكيين طوال السنوات الماضية كان انه من اجل ان تقوم دولة فلسطينية يجب ان تكون ذات تواصل جغرافي.

"ولا يمكننا ان نبدأ في مفاوضات حول خارطة الطريق قبل وقف الارهاب بشكل مطلق وتسود الدمقراطية ويتوقف التحريض على اسرائيل".

من جهة اخرى قال مصدر رفيع في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ان الرئيس الامريكي رفض طلبا فلسطينيا لتخطي المرحلة الثانية من خطة خارطة الطريق والبدء بمفاوضات حول الحل الدائم بعد تنفيذ خطة فك الارتباط.

ويشار الى ان المرحلة الثانية من خارطة الطريق تقضي باقامة دولة فلسطينية "ضمن حدود مؤقتة".

وكان عباس قد قدم الطلب الفلسطيني بتخطي المرحلة الثانية من خارطة الطريق اثناء لقائه مع بوش امس في البيت الابيض.

ونقلت صحيفة هآرتس أمس الجمعة عن مصدر رفيعه في مكتب رئيس وزراء اسرائيل قوله ان "اطلاق (المقاتلين الفلسطينيين) صواريخ قسام وقذائف الهاون على مدينة سديروت والكتلة الاستيطانية غوش قطيف (في قطاع غزة) أقنع الامريكيين بقبول موقف اسرائيل بان السلطة الفلسطينية لا تنفذ الالتزامات التي تخولها من الدخول الى خارطة الطريق، وهي تفكيك المنظمات الارهابية من السلاح".

وعبرت مصادر في مكتب رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون عن "ارتياح" في اعقاب رفض الرئيس الامريكي تسليم عباس رسالة تعهدات تتعلق بالاستيطان "كتعويض على رسالة التعهدات لشارون" التي تسلمها الاخير من بوش في العام الماضي.

ونقلت هآرتس عن المصادر الاسرائيلية ذاتها قولها انه "خلافا للانطباع الحاصل من خلال التصريحات العلنية لبوش فان الامريكيين تقبلوا الموقف الاسرائيلي القائل ان ابو مازن قيد نفسه بسياسة (مصيدة العسل) التي ينتهجها تجاه حماس".

واعتبر مصدر في مكتب شارون ان "بوش لم يدل بتصريحات مختلفة عن التي ادلى بها في الماضي بخصوص المستوطنات والبؤر الاستيطانية العشوائية، وقد كرر بوش من الناحية الفعلية الاسس التي تنص عليها خارطة الطريق والتي كان شارون قد اعلن انه ملتزم بها".


أفادت مصادر إسرائيلية أن الإدارة الأمريكية قد أكدت أمس، الجمعة، أن موقف الولايات المتحدة بما يتصل بمستقبل المفاوضات بين إسرائيل والفلسطينيين، يبقى كما هو بدون أي تغيير.

وفي أعقاب لقاء الرئيس الأمريكي جورج بوش، برئيس السلطة الفلسطينية أبو مازن، صرح الناطق بلسان المجلس للأمن القومي أن الرئيس الأمريكي لم يغير موقفه وأعاد على مسامع أبو مازن ما جاء في رسالته إلى شارون في نيسان/أبريل 2004 (رسالة الضمانات الأمريكية) وتصريحات أخرى قيلت في السابق.

وبحسب المصادر الإسرائيلية فإن هذه التأكيدات والتوضيحات من البيت الأبيض تأتي لتبديد مخاوف إسرائيل من إحتمال وقوع تناقض بين تعهدات بوش لأبو مازن وبين رسالة التفاهمات التي تلقاها شارون قبل سنة.

وفي الوقت نفسه، نقلت المصادر الإسرائيلية عن أبو مازن قوله في لقاء صحفي في الولايات المتحدة، أن الرئيس بوش على إستعداد للعمل من أجل السلام في الشرق الأوسط بوتيرة متسارعة، وأن أبو مازن امتدح جهود بوش في تلطيف الأجواء في المنطقة، بما في ذلك الجهود الدبلوماسية والمحاولات لإنعاش الإقتصاد الفلسطيني، وأن الإدارة الأمريكية لا تزال ملتزمة بمسيرة السلام.

التعليقات