الرئيس الإيراني: إيران لن تتراجع عن برنامجها النووي..

ويضيف:"لن نجري محادثات مع أحد بشأن حقنا في التخصيب" * وزيرا الخارجية الروسي والفرنسي يجمعان على أن استخدام القوة ليس حلاً..* رفسنجاني: إيران وسوريا في خندق واحد..

الرئيس الإيراني: إيران لن تتراجع عن برنامجها النووي..
قال الرئيس الايراني، محمود أحمدي نجاد، في ساعة متأخرة من مساء أمس، الاربعاء، إن إيران لن تتراجع عن حقها في تخصيب اليورانيوم، وذلك في تحد للمطالب الدولية المتجددة بوقف الانشطة النووية الحساسة.

وكان الرئيس الايراني قد أعلن أول أمس أن ايران خصبت اليورانيوم لاول مرة الى المستوى المنخفض المستخدم في محطات الطاقة النووية، وانها ستمضي قدما في تخصيبه على المستوى الصناعي.

ونسبت وكالة أنباء الجمهورية الاسلامية الايرانية الى أحمدي نجاد قوله "ردنا على الغاضبين من حصول إيران على الحلقة النووية الكاملة في جملة واحدة.. نقول لهم اغضبوا ما شئتم وموتوا بغضبكم."

وأضاف "لن نجري محادثات مع أحد بشأن حق الامة الايرانية (في التخصيب) ولا أحد يملك الحق في التراجع بوصة واحدة."

وتأتي هذه التصريحات قبيل وصول محمد البرادعي مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية الى ايران صباح يوم الخميس لبحث البرنامج النووي الايراني.

وسيلتقي البرادعي اليوم في طهران بكبير المفاوضين الإيرانيين في الملف النووي علي لاريجاني، كما سيجتمع مع نائب رئيس المنظمة الإيرانية للطاقة الذرية غلام رضا آغازاده، قبل أن يعقد مؤتمرا صحفيا قبل مغادرته العاصمة الإيرانية.

وكان البرادعي قد صرح بأنه سيحث طهران على وقف انشطتها النووية استجابة لمطالب مجلس الامن الدولي التابع للامم المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية.

وقال أحمدي نجاد "اليوم تغير وضعنا وصرنا دولة نووية ونتحدث الى الاخرين من هذا الموقع".

وقد قوبل الاعلان الذي صدر يوم الثلاثاء على لسان نجاد قوبل بانتقادات دولية بينها روسيا والصين في حين قالت الولايات المتحدة انه يتعين على مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ان يتخذ "خطوات قوية". ويملك مجلس الامن سلطة فرض عقوبات.

وتقول ايران انها لن تتراجع عما تسميه حقها السيادي في تخصيب الوقود للأغراض المدنية وتنفي اتهامات الدول الغربية لها بأنها تسعى لصنع أسلحة ذرية.

وقال دبلوماسي في مقر الوكالة الدولية للطاقة الذرية في فيينا "من قبيل التمني الاعتقاد بأن ايران ستوقف العملية النووية بأكملها الآن."

ومن المتوقع أن يجتمع البرادعي مع مسؤولين ايرانيين كبار لكن الدبلوماسي قال ان من غير المتوقع أن يتوسط في صفقة.

وأضاف الدبلوماسي قائلا "من الواضح أنهم حققوا تقدما مهما على صعيد الأبحاث والتطوير ويريدون ان يقدموه كأمر واقع لتعزيز موقفهم التفاوضي مع الغرب."

وردد محللون ايرانيون ذلك الرأي قائلين ان قدرة ايران على تخصيب اليورانيوم قد تعزز الموقف التفاوضي للبلاد.

وقال المحلل السياسي المحافظ أمير مهيبيان "لغة التفاوض مع البرادعي الآن مختلفة جدا عن السابق قبل الوصول الى هذه القدرة."

وقال دبلوماسيون في مجلس الامن ان الاعضاء الخمسة الدائمين بالمجلس اضافة الى المانيا سيجتمعون في موسكو الاسبوع القادم لمناقشة المسألة الايرانية.

واضاف الدبلوماسيون أن المجلس لن يتخذ أي اجراء عقابي الى أن يقدم البرادعي تقريره في نهاية ابريل نيسان.

وأفادت وكالات الأنباء أن وزارة الخارجية الروسية طالبت إيران بوقف كافة عمليات تخصيب اليورانيوم والدراسات النووية.

ونقل عن وزير الخارجية الروسي، سيرجي لافروف، قوله إن استخدام القوى لن يحل مشكلة تخصيب اليورانيوم.

كما جاء أن وزير الخارجية الفرنسي، فيليب دوست-بلازي، قد أيد موقف لافروف، وقال إن الهجوم على إيران ليس إمكانية تستحق الدراسة، وإنه من الأفضل التوصل إلى حل عن طريق المفاوضات.

وفي المقابل قالت وزيرة الخارجية الأميركية كوندوليزا رايس إن هناك حاجة ليتخذ مجلس الأمن خطوات قوية في تعامله مع إيران "ليحافظ على مصداقية المجموعة الدولية"!

ولم تحدد رايس ما تقصده بالخطوات القوية، لكن الناطق باسم الخارجية الأميركية شون مكورماك قال إنها يجب أن تكون أقوى من البيان الرئاسي، ولم يستبعد خيار العقوبات، قائلا إنه مطروح للنقاش.

وأشار إلى أن الدول الأوروبية ودولا أخرى قد تتخذ إجراءات أحادية الجانب ضد طهران إذا فشل مجلس الأمن في الاتفاق على هذا الخيار.

من جهته قال السفير الأميركي لدى الأمم المتحدة جون بولتون إن بلاده تأمل في بقاء جميع الدول الخمس الدائمة العضوية بمجلس الأمن متحدة في مواجهة إيران ومنعها من امتلاك أسلحة نووية.

وأشار إلى أن بلاده تنتظر أيضا تقرير البرادعي نهاية الشهر الجاري، لكن في حالة عدم وفاء إيران بمتطلبات مجلس الأمن فإن صدور قرار ملزم بموجب الفصل السابع يمثل الخطوة المنطقية القادمة.


أكد الرئيس الإيراني السابق هاشمي رفسنجاني، الذي التقى الرئيس السوري بشار الأسد ونائبه فاروق الشرع أمس في مستهل زيارة رسمية الى العاصمة السورية، أن طهران ودمشق في خندق واحد، معتبرا أن أعداء سوريا يحاولون زيادة الضغوط لوأد مقاومة السوريين التي شدد على أنها ستستمر.

وأوضحت وكالة الأنباء السورية (سانا) أن "المحادثات بين الأسد ورفسنجاني تمحورت حول الأوضاع الراهنة في المنطقة، وخاصة العراق وفلسطين والمؤتمر الدولي المزمع عقده في طهران لدعم حقوق الشعب الفلسطيني، واستمرار المشاورات الجدية بين سوريا وإيران بخصوص القضايا الإقليمية".

كما بحث رفسنجاني مع الشرع "تطورات الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية، والتحديات الراهنة، وخصوصا في العراق والأراضي الفلسطينية المحتلة".

وأكد الجانبان، بحسب "سانا"، "أهمية التعاون الثنائي بين البلدين، بما يسهم في تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة".

وكان رفسنجاني أعلن قبيل مغادرته طهران انه سيتوجه، بعد انتهاء زيارته إلى سوريا، إلى الكويت للبحث في العلاقات الثنائية والإقليمية والدولية، موضحا أن مباحثاته مع مسؤولي البلدين ستتمحور حول القضايا الخاصة بفلسطين ولبنان والعراق، وكذلك أوضاع سوريا الراهنة.

ونقلت "سانا" عن رفسنجاني، رئيس مصلحة تشخيص النظام في إيران، قوله لدى وصوله إلى دمشق، "نحن في إيران نرى أنفسنا مع سوريا في خندق واحد"، مضيفا "نحن في إيران نعتبر السوريين في حالة مقاومة وأقوياء"، وأن "أعداء سوريا يحاولون زيادة الضغوط لوأد هذه المقاومة، إلا أن مقاومة الشعب السوري ستستمر".

واعتبر رفسنجاني أن "إكمال إيران لدورة إنتاج الوقود النووي هو إنجاز كبير للشعب الإيراني، ونأمل أن يستمر هذا المشروع إلى نهايته"، مؤكدا أن "الضغوط لن تثني إيران عن الاستمرار في هذا الطريق". وأوضح أن "القلق الدولي تجاه هذا البرنامج هو ذريعة، ونحن لن نهدد أو نضايق أحدا في هذا العالم، وستكون إمكاناتنا في خدمة السلام والتعاون مع الآخرين".

وكان رفسنجاني، قد صرح في مقابلة مع صحيفة "الرأي العام" الكويتية نشرت أمس، إن طهران ستضاعف عدد أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في تخصيب اليورانيوم، وعددها الحالي 164، في إطار المرحلة التالية من برنامجها النووي.

وحذر رفسنجاني من "تأثير سلبي على المنطقة والعالم" إذا تواصلت الضغوط الغربية على إيران، موضحا "لكن إذا كان هؤلاء صادقين ويسعون لبناء الثقة فإنه يمكن تسوية الأمور بيسر، فنحن على استعداد لإزالة هواجسهم وتوفير عوامل الثقة وتأكيد سلمية أنشطتنا، أما إذا كانوا يتابعون الذرائع ويحاولون الضغط علينا من خلال أنشطتنا النووية فإن الأمور ستصبح صعبة وشائكة للجميع، وليس لإيران وحدها".

التعليقات