باراك أوباما أدى القسم كأول رئيس للولايات المتحدة من أصول أفريقية

أقف أمامكم بتواضع إزاء المسؤولية العظمى التي أوليتموني إياها"، بهذه الكلمات بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابه في حفل تنصيبه الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة، بعد أن أدى القسم

باراك أوباما أدى  القسم كأول رئيس للولايات المتحدة من أصول أفريقية
"أقف أمامكم بتواضع إزاء المسؤولية العظمى التي أوليتموني إياها"، بهذه الكلمات بدأ الرئيس الأمريكي باراك أوباما خطابه في حفل تنصيبه الرئيس الرابع والأربعين للولايات المتحدة، بعد أن أدى القسم. ويدخل أوباما التاريخ حين يصبح يوم الثلاثاء أول رئيس من أصول أفريقية للولايات المتحدة وهو يركب موجة من التفاؤل الشعبي سيحتاج اليها للتعامل مع أسوأ أزمة اقتصادية في 70 عاما وحربين.

وبذلك أصبح باراك أوباما اول رئيس أسود للولايات المتحدة يوم الثلاثاء بعدما أدى اليمن الدستورية أمام حشود هائلة وأعلن أن الولايات المتحدة في خضم أزمة يمكن التغلب عليها من خلال توحيد الهدف.

وقال في كلمة أثناء مراسم تنصيبه بعد فترة وجيزة من ادائه اليمين الدستورية "اقول لكم اليوم ان التحديات التي نواجهها حقيقية. انها تحديات خطيرة وكثيرة. لن يتم التعامل معها بسهولة أو خلال فترة قصيرة. لكن لتعلم أمريكا.. سيتم التعامل معها."

وعلت صيحات التأييد من جانب مئات الالاف الذين تجمعوا في الساحة الوطنية الواسعة بينما كانوا يتابعون أوباما وهو يقف ويرفع احدى يديه ويضع الاخرى على الكتاب المقدس الذي استخدمه الرئيس الامريكي الاسبق ابراهام لينكولن يوم تنصيبه للمرة الاولى عام 1861 ويردد اليمين ليصبح الرئيس الرابع والاربعين للولايات المتحدة خلفا لجورج بوش.

ومثل تنصيب أوباما (47 عاما) وهو ابن لاب كيني أسود وأم بيضاء من كنساس معاني رمزية للامريكيين من اصل افريقي الذين عانوا على مدى عقود من العبودية ثم التفرقة العنصرية التي جعلتهم مواطنين من الدرجة الثانية.

وبعد مزاح سريع تحول اوباما الى المهمة القريبة وسعى لتخفيف التفاؤل الشديد بشأن زعامته بالحديث عن الواقع. وتسلم أوباما الديمقراطي السلطة من الجمهوري بوش الذي تولى السلطة لفترتين وهوت معدلات التأييد له الى مستويات قياسية.

وأشار أوباما الى أسوأ أوضاع اقتصادية تشهدها الولايات المتحدة منذ 70 عاما ومشاركة الولايات المتحدة في الحربين بالعراق وأفغانستان وقال انها وضعت البلاد "في خضم أزمة".
وقال "نتجمع في هذا اليوم لاننا اخترنا الامل على الخوف.. وحدة الهدف على الصراع والنزاع."

وتعهد بتحرك جريء وسريع بخصوص الاقتصادي الامريكي "شديد الضعف" وجعل ذلك اولوية قصوى في حين يعمل مع الكونجرس الامريكي بشأن حزمة تحفيز اقتصادي تقدر بنحو 850 مليار دولار تهدف لاعادة الحياة الى الاقتصاد.

وواصلت مؤشرات الاسهم الامريكية خسائرها وانخفضت الى أدنى مستوياتها خلال الجلسة بعد كلمته التي لم يفصح خلالها عن تفاصيل تذكر بشأن كيفية مواجهة الازمة.

وبعد سنوات من توتر العلاقات مع العرب عقب هجمات 11 سبتمبر ايلول قبل نحو سبع سنوات والتي دفعت واشنطن الى اعلان «الحرب على الارهاب» قال أوباما في رسالة الى العالم العربي والاسلامي انه سيسعى "لنهج جديد للمضي قدما" يقوم على المصلحة المشتركة والاحترام المتبادل.

واضاف "لن نعتذر عن طريقتنا في الحياة.. ولن نتردد في الدفاع عنها .. ولاولئك الذين يسعون لتحقيق أهدافهم من خلال اثارة الارهاب وقتل أبرياء.. نقول لكم الان ان عزيمتنا اقوى ولا يمكن كسرها .. لا يمكنكم أن تفوقونا صمودا.. وسنهزمكم."

وفي أول مزاولة منه للعمل أصدر البيت الابيض تحت قيادة أوباما تصريحا يعلن يوما وطنيا من أجل التجديد والمصالحة ويدعو الامريكيين لخدمة بعضهم.

وفيما يبرز المشكلات الاقتصادية التي سيواجهها اوباما تراجعت مؤشرات الاسهم الامريكية الرئيسية يوم الثلاثاء مدفوعة بتنامي المخاوف بسبب سوء نتائج الاعمال وسلامة القطاع المصرفي.

وقال أوباما ان الازمة الاقتصادية نتيجة "للجشع وانعدام المسؤولية" من جانب البعض وتعهد بأن من يديرون نقود الامريكيين " سيتحملون المسؤولية".

وتعهد أيضا "بعين يقظة" لضمان عدم خروج الاسواق المالية عن السيطرة.

وأثقل الركود كاهل البلاد بعجز بلغ تريليون دولار ورفع عدد العاطلين الى 11 مليون. وأصبحت تلك المخاوف الاقتصادية محط الاهتمام الرئيسي للامريكيين وساعدت أوباما في هزيمة المرشح الجمهوري جون مكين في الانتخابات التي جرت في نوفمبر تشرين الثاني.

وجرت مراسم التنصيب وسط اجراءات أمنية لم يسبق لها مثيل. ونشر نحو 8000 شرطي وهناك اجمالا 32 ألف عسكري اما في الخدمة أو في وضع الاستعداد. وقالت وزارة الامن الداخلي ان السلطات تحقق في تهديد محتمل قالت ان مدى مصداقيته غير معروف فيما يتصل بتنصيب أوباما.

وتشير بعض التقديرات الى أن عدد من حضروا مراسم تنصيب الرئيس الجديد أكثر من مليوني شخص. وتسببت الحشود في ازدحام شبكة قطارات الانفاق في المدينة وتكدس أمام نقاط التفتيش.

وتشير استطلاعات الراي الى تأييد شعبي واسع لاوباما وتفاؤل بشأن سنوات رئاسته الاربع القادمة.

ويترك بوش السلطة بعد ثماني سنوات ويعود الى منزله في تكساس يوم الثلاثاء.

وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن أوباما يعتزم ضمن أول أعماله كرئيس تعيين السناتور السابق جورج ميتشيل مبعوثا له الى الشرق الاوسط.

وسيجتمع أيضا مع قادة الجيش يوم الاربعاء لمناقشة احتمال تسريع انسحاب القوات الامريكية من العراق من أجل الوفاء بوعد قطعه خلال حملته الانتخابية بسحب جميع القوات خلال 16 شهرا.

ويتوقع أيضا أن يناقش الحاجة لمزيد من القوات في أفغانستان بالبيت الابيض مع وفد من وزارة الدفاع الامريكية يقوده وزير الدفاع روبرت جيتس والاميرال مايك مولين رئيس هيئة الاركان الامريكية المشتركة.


وتجمع مئات الالاف وهم يحتمون من البرد بملابس ثقيلة في الساحة الوطنية في واشنطن التي تمتد لنحو ثلاثة كيلومترات من أمام مبنى كابيتول هيل حيث مقر الكونجرس الامريكي الى نصب لينكولن التذكاري على نهر بوتوماك وعلى طول طريق بنسلفانيا وحتى البيت الابيض.

وكان تنصيب أوباما (47 عاما) وهو ابن لاب كيني أسود وأم بيضاء من كنساس مليء بالمراسم والمعاني الرمزية للامريكيين من اصل افريقي الذين عانوا على مدى عقود من العبودية ثم التفرقة العنصرية التي جعلتهم مواطنين من الدرجة الثانية.

عرب48، رويترز
...

التعليقات