باريس تطالب بتجريد حزب الله، وكوفي أنان يقول أن المهمة منوطة بالحكومة اللبنانية

الوثيقة الفرنسية التي وزعت على الصحافيين، قد تتحول الى مشروع قرار او تصريح للرئيس بعد المناقشات والتعديلات التي قد يطلب اعضاء المجلس ادخالها

باريس تطالب بتجريد حزب الله، وكوفي أنان يقول أن المهمة منوطة بالحكومة اللبنانية
وزّعت فرنسا في مجلس الامن الدولي امس، وثيقة تتضمن عناصر الرد على التقرير الاخير للامين العام للامم المتحدة كوفي انان بشأن تطبيق القرار 1559، تعرب فيها عن "الخيبة من عدم تسجيل تقدم في نزع اسلحة الميليشيات اللبنانية والاجنبية"، وفي "كون الحكومة اللبنانية لا تزال لا تمارس نفوذها بالكامل على كافة أراضيها" وهما مطلبان تضمنهما القرار المذكور.

من جهته، شدد انان على ان الحكومة اللبنانية، هي التي ينبغي ان تضطلع بمهمة نزع سلاح حزب الله وليس سوريا، فيما اعرب مبعوثه الخاص المكلف متابعة تنفيذ القرار 1559، تيري رود لارسن، عن ترحيبه بقرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تنظيم الانتخابات النيابية في المهلة المحددة لها دستوريا اعتبارا من 29 ايار، موضحا ان المنظمة الدولية سترسل فريقا لمساعدة الحكومة في الاعداد لها، وستضغط على الحكومة ايضا لتدعو مراقبين دوليين لمراقبة الاقتراع.

ونقلت وكالة فرانس برس، عن مصدر دبلوماسي قوله ان الوثيقة، التي وزعت على الصحافيين، قد تتحول الى مشروع قرار او تصريح للرئيس بعد المناقشات والتعديلات التي قد يطلب اعضاء المجلس ادخالها. اضاف المصدر انه من المقرر ان تجرى المناقشات الاولية على مستوى الخبراء بعد غد الاثنين.

وتقترح الوثيقة الفرنسية ان يقر المجلس بأن الاطراف المعنية "سجلت تقدما كبيرا وواضحا في اطار تطبيق بعض ما نص عليه القرار 1559"، مضيفة ان المجلس "يعرب عن الخيبة من عدم تسجيل تقدم في نزع اسلحة الميليشيات اللبنانية والاجنبية، وفي كون الحكومة اللبنانية لا تزال لا تمارس نفوذها بالكامل على كافة اراضيها"، وهما مطلبان تضمنهما القرار المذكور.

وردا على سؤال بشأن الفقرات في القرار 1559 التي يعتقد انها لم تطبق بعد، قال انان بعدما استمع مع مجلس الامن الى كلمة رود لارسن، ان "القرار يدعو ايضا الى نزع السلاح، على سبيل المثال، الى نزع سلاح جميع الميليشيات، وهذا الوجه من القرار لم يطبق. اننا نراقب الانتخابات ايضا، على امل انها ستكون حرة ونزيهة، لان القرار لم يشر الى ذلك".

وقال انان "انا مسرور للغاية باننا شهدنا تقدما في لبنان... بالطبع، ثمة تقدم منظور ونحن نراقب الوضع وسنعمل مع الحكومة (اللبنانية) حول اوجه اخرى للقرار".

واعتبر انان ان مطالبة سوريا بضرورة المشاركة في مسألة نزع سلاح حزب الله هو "سؤال اخرق، لاننا بصراحة اذا كنا قد طلبنا منهم ان ينسحبوا وقد انسحبوا، فان نزع السلاح ينبغي ان تضطلع به الحكومة اللبنانية".

وأعرب انان عن "امله بان توافق الجماعات المعنية على ان تنزع سلاحها بنفسها وان تتعاون مع السلطات اللبنانية، لانها لن تكون مهمة سهلة اذا تمت باستخدام القوة او الاكراه".

واضاف "آمل ان الحكومات ذات النفوذ في المنطقة ويمكنها ان تساعد في هذه العملية، ان تقوم بذلك".

واعرب الامين العام للمنظمة الدولية عن "اعتقاده" بأن فريق التحقق التابع للامم المتحدة الموجود في بيروت، والمؤلف من ثلاثة اشخاص، يمكنه القيام بالمهمة الموكلة اليه. وقال "بالطبع، قد لا يكون بامكاننا ان نتحقق من كل شيء، لكن يجب ان يكون بامكاننا ان نتحقق من المواقع، العسكرية منها وتلك التابعة الى اجهزة الامن، وان نتأكد من انها لم تعد هناك. سنعمل ايضا، بالطبع، مع السلطات اللبنانية التي لديها بعض المعلومات لمشاركتنا بها".

وقال انان، ردا على سؤال حول رسالة وزير الخارجية السوري فاروق الشرع إلى مجلس الأمن والتي أعلن فيها لبنانية مزارع شبعا، "تتذكر أنه في العام 2000، عندما عملت مع الحكومة اللبنانية والحكومة الإسرائيلية لانسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان، لم نرسم فقط الخط الأزرق، لكننا أصدرنا أيضا تقريرا إلى مجلس الأمن يشير إلى أن الحكومة الإسرائيلية طبقت القرار 426 بالكامل. وأن مزارع شبعا، كما هو وارد في وثائقنا وسجلاتنا الرسمية التي تحققنا منها، كانت سورية وليست لبنانية. وبالفعل، تقع مزارع شبعا في مجال عمليات قوات الأمم المتحدة في سوريا"!

وحول رأيه ببعض الاقتراحات التي طرحت على مجلس الامن ومن بينها اصدار بيان رئاسي او قرار لمواصلة الضغط على سوريا وعلى حزب الله، اعرب انان عن "أمله في ان يقدم تقرير التحقق من الانسحاب السوري الكامل الى مجلس الامن ما ان يتم اعداده، لانني حين ناقشت مسألة التحقق مع الرئيس (السوري بشار) الاسد...تم التوافق على انه ما ان احصل على تأكيد منهم بانهم انسحبوا، سيذهب فريق التحقق، سيتحقق وسيسلمني تقريرا ساطلع المجلس عليه. وعندئذ سوف تختتم العملية عند هذه المرحلة، ومن ثم ينبغي ان انتظر حتى يتم اعداد تقرير التحقق".

وسئل انان عما اذا كان سيعدل تقريره الذي اشار فيه الى ان الفلسطينيين في لبنان يعتبرون انهم مقاومة وليسوا ميليشيات، على غرار حزب الله، فاجاب "ليس بالضرورة، لانني اعتقد ان الحكومة اللبنانية واشخاصا آخرين على الارض يرون ان بالامكان اعتبارهم ميليشيات. انهم ميليشيات. بالطبع يصر حزب الله على انه يعمل من اجل المقاومة، وهذا امر آخر. لذا لست بحاجة لان اعدل التقرير".

وردا على سؤال حول ما اذا كان انسحاب قوات سوريا من لبنان يشكل دعما او تداعيا لاستقرارها، قال انان "يصعب القول. لكن الاهم هو ان كل ما نقوم به يجب ان نفعله بطريقة تؤدي الى الاستقرار وتعزز الحكومات في المنطقة".

وبعدما شدد على ان مجلس الامن لا يعتزم زعزعة استقرار اي حكومة، ألح انان على "اننا نولي اهمية كبيرة لذلك ونريد تعزيز الاستقرار والوحدة في لبنان وفي المنطقة".

وعما اذا كان يأخذ دعوة الحكومة السورية عند اعلانها الرسمي اتمام انسحاب قواتها من لبنان، بأن تنفذ اسرائيل قرارات مجلس الامن ذات الصلة المتعلقة بمرتفعات الجولان المحتلة والاراضي العربية المحتلة الاخرى بجدية، ام انه يعتقد انها لمجرد الاستهلاك المحلي، اجاب انان "انا آخذ هذه الدعوة بجدية، واعتقد ان السوريين كانوا يعنون ذلك. وليس السوريون وحدهم الذين يقولون ذلك. ثمة قادة بارزون في المنطقة يقولون الشيء نفسه، وانا قلت الشيء نفسه طوال الوقت".

وفي كلمة القاها امام مجلس الامن امس، اعرب رود لارسن عن ارتياحه للثقة الكبيرة التي حصلت عليها حكومة ميقاتي من البرلمان. وقال " نعتبر هذا التصويت تعبيرا قويا لارادة الشعب اللبناني، ودعما لالتزام ميقاتي باجراء الانتخابات في موعدها المحدد".

وكشف رود لارسن ان الامم المتحدة كانت قلقة من احتمال ارجاء الانتخابات، "الامر الذي قد يساهم في تفاقم الانقسامات السياسية في لبنان ويهدد الامن واستقرار وازدهار البلاد".

واوضح انه ناقش مع السلطات اللبنانية امكان تقديم الامم المتحدة مساعدة تقنية لهذه الانتخابات، موضحا انه "سيصل خبراء من الامم المتحدة في مجال الانتخابات الى بيروت مطلع الاسبوع المقبل على أساس تفاهم كامل مع الحكومة اللبنانية، وسيساعدون الحكومة في استعداداتها لاجراء انتخابات حرة وذات مصداقية".

اضاف رود لارسن "شجع الامين العام ايضا فكرة دعوة مراقبين دوليين لمراقبة الانتخابات. ومن خلال تعاون وثيق مع الاتحاد الاوروبي بصورة خاصة سنواصل حوارنا البناء مع الحكومة اللبنانية بشأن هذه المسألة".



"السفير"

التعليقات