بعد عام من التعتيم-صور لنعوش الجنود الأميركيين القادمة من العراق

تلقت الادارة الاميركية صفعة قوية بعد عام من نجاحاتها المبهرة في التعتيم الاعلامي على حقيقة خسائرها في العراق، حيث نشر موقع الكتروني على الانترنت عشرات الصور لنعوش القتلى من الجنود الاميركيين لدى وصولها الى اكبر مقبرة عسكرية في الولايات المتحدة، مما دفع وزارة الدفاع (البنتاغون) الى اصدار اوامر فورية بتضييق الخناق على حرية نشر المعلومات المتصلة بالحرب في العراق. واعطيت الصور وهي الاولى من نوعها الى الناشط الاميركي روس كيك، الذي كان قد تقدم بطلب رسمي بموجب مرسوم حرية المعلومات للحصول على الصور في اطار القانون.

ورفض مسئولو سلاح الجو في البداية طلب كيك، لكنهم قرروا الكشف عن الصور بعد ان استأنف كيك ضد قرارهم. وبعد ان نشر كيك اكثر من 350 صورة لنعوش الجنود الاميركيين القادمة من العراق، قررت وزارة الدفاع حظر الافراج عن مزيد من الصور لوسائل الاعلام.

وقال الكولونيل جون اندرسون، الناطق باسم قاعدة دوفر الجوية: «المسئولون في البنتاغون منزعجون من نشر الصور». والتقطت الصور المنشورة في قاعدة دوفر التي تضم المقبرة العسكرية، ومعظم الصور كانت لنعوش ملفوفة بالعلم الأميركي.

وقال العقيد غاري كيك، الناطق باسم البنتاغون ان قوانين وزارة الدفاع تحظر التغطية الاعلامية لمشاهد الجثث التي تصل الى دوفر، ومن الواضح ان نشر هذه الصور يتعارض مع سياسة البنتاغون. وتذرّع مسئولو الدفاع الاميركيون بأن الهدف من هذه السياسة هو حماية خصوصية عائلات الجنود القتلى، وليس الالتفاف حول مرسوم حرية المعلومات. او اي قانون آخر.

وفي مظاهرة احتجاجية نظمها الشهر الماضي مناهضو الحرب، انتقد المتظاهرون الرئيس الاميركي جورج بوش لمواصلة سياسة عدم السماح للناس او وسائل الاعلام بمشاهدة وصول جثث القتلى من الجنود الاميركيين الى قاعدة دوفر