بكين تعلق مبادلاتها العسكرية مع واشنطن احتجاجا على بيع اسلحة لتايوان

-

بكين تعلق مبادلاتها العسكرية مع واشنطن احتجاجا على بيع اسلحة لتايوان
علقت الصين السبت مبادلاتها العسكرية مع الولايات المتحدة احتجاجا على بيع اسلحة اميركية لتايوان في خطوة من شأنها توتير العلاقات بين البلدين بعد ازمة قضية غوغل.

كما اعلنت وزارة الخارجية الصينية في بيان تجميد المحادثات الامنية الرفيعة المستوى بين البلدين وفرض عقوبات تجارية على شركات الاسلحة الاميركية المعنية بصفقة الاسلحة مع تايوان.

واعلن البنتاغون الجمعة ان الولايات المتحدة ستبيع تايوان شحنة اسلحة بقيمة 6,4 مليارات دولار تتضمن صواريخ مضادة للصواريخ من طراز باتريوت وسفنا كاسحة للالغام وطوافات بلاك هوك.

وردا على هذه الصفقة مع بلد تعتبره اقليما تابعا لها، حذرت الصين من "تداعيات خطيرة". واعلن نائب وزير الخارجية الصيني هي يافاي في وقت سابق في بيان ان "المشروع الاميركي سيضر من دون اي شك بالعلاقات الصينية الاميركية وستكون له تداعيات سلبية خطيرة على المبادلات والتعاون بين البلدين في مجالات كبرى".

واعرب البنتاغون عن اسفه لقرار الصين، فقال المتحدث باسم وزارة الدفاع الاميركي جيف موريل "ناسف لقرار الجانب الصيني خفض المبادلات العسكرية. كما ناسف للاجراءات التي اتخذتها بكين ضد المؤسسات الاميركية التي تصدر معدات دفاعية الى تايون".

وجاء في البيان الصيني ان "الخطوة الاميركية الجديدة لبيع اسلحة الى تايوان التي تشكل جزءا لا يتجزأ من الصين، هي تدخل سافر في الشؤون الداخلية الصينية وتعرض الامن القومي الصيني لخطر جسيم وتقوض الجهود الصينية الرامية الى اعادة توحيد البلاد سلميا". ويتضمن العقد بحسب البنتاغون اجهزة اتصال لمقاتلات من طراز اف-16 تملكها تايوان و114 صاروخ باتريوت بقيمة 2,81 مليار دولار وستين مروحية بلاك هوك بقيمة 3,1 مليارات دولار.

وكانت بكين قطعت علاقاتها العسكرية بالولايات المتحدة لاكثر من عام اثر تسليم تايوان شحنة اسلحة اميركية في تشرين الاول/اكتوبر 2008. واعترفت الولايات المتحدة بالصين الشيوعية في 1979 وتوقفت في الوقت نفسه عن الاعتراف بتايوان، الا ان الكونغرس الاميركي اقر قانونا في السنة نفسها اجاز فيه للحكومة بيع اسلحة دفاعية الى تايوان.

وبالرغم من حصول تقارب كبير في العلاقات الصينية التايوانية، الا ان الشيوعيين الصينيين الذين طردوا الحكومة الوطنية الى تايوان في 1949، ما زالوا يعتبرون الجزيرة المتمردة جزءا لا يتجزأ من الصين ويهددون بالتدخل عسكريا اذا ما اعلنت تايوان استقلالها.

في المقابل، ابدت تايوان ارتياحها للصفقة السبت. فالرئيس التايواني ما ينغ-جيو اعتبر ان صفقة بيع الاسلحة الاميركية الجديدة لبلاده ستشعرها انها "اكثر ثقة وامنا"، الامر الذي سيساعدها على تطوير علاقاتها مع الصين اكثر. ونقلت الوكالة المركزية للانباء في تايوان عن الرئيس الذي كان على متن طائرة تنقله الى اميركا الوسطى في زيارة رسمية "هذا سيجعل تايوان اكثر ثقة واكثر امنا، حتى نتمكن من التفاعل مع الصين اكثر".

وجاء في بيان صادر عن وزارة الدفاع التايوانية "ان الوزارة تبدي ارتياحها وتشكر الولايات المتحدة على قرارها .. وهذا سيعطي تايوان المزيد من الثقة في عملية المصالحة مع الصين، وسيساهم في احلال السلام والاستقرار في مضيق تايوان".

وطرأ توتر على العلاقات الدبلوماسية الصينية الاميركية بعدما اعلن عملاق الانترنت الاميركي غوغل عن تعرضه لهجمات الكترونية كثيفة مصدرها الصين وتنديده بالرقابة المفروضة في هذا البلد، ما دفع واشنطن الى طلب توضيحات من بكين. كما يقوم خلاف بين البلدين حول التغيير المناخي، فضلا عن خلافات تجارية ولا سيما حول قيمة العملة الصينية.

(أ ف ب)

التعليقات