بلير: الصراع في الشرق الأوسط أحد أسباب الإرهاب!

-

بلير: الصراع في الشرق الأوسط أحد أسباب الإرهاب!

وعلى الصعيد نفسه تبنى تنظيم القاعدة في أوروبا هجمات لندن التي أسفرت عن مقتل 50 شخصا وإصابة نحو 700 آخرين بجروح, ويأتي هذا البيان بعد يومين من صدور بيان مماثل تبنت الهجمات فيه جماعة تطلق على نفسها اسم "التنظيم السري للقاعدة في أوروبا".

وجاء في بيان موقع باسم "كتائب أبوحفص المصري– لواء أوروبا" ونشر اليوم على شبكة الإنترنت أن "ثلة من المجاهدين في كتائب أبي حفص المصري قامت بتوجيه الضربة تلو الأخرى في عاصمة الكفر عاصمة الإنجليز فقتل من قتل وجرح من جرح".

وبارك البيان "هذه الغزوة المباركة", متوعدا بتنفيذ المزيد من الهجمات على "من أعلنوا الحرب على الإسلام والمسلمين". ويثير بيان الكتائب تضاربا في المعلومات عن الجهة المسؤولة عن الهجمات لأن جماعة التنظيم السري للقاعدة في أوروبا تبنت في بيان مماثل الخميس مسؤولية التفجيرات التي استهدفت شبكة قطارات الأنفاق وحافلة للنقل العام.

وكان الداعية الإسلامي المقيم في لندن عمر بكري قد حذر في مقابلة مع صحيفة بوبليكو البرتغالية قبل 15 شهرا من أن جماعة "تنظيم القاعدة في أوروبا" التي تتخذ من لندن مقرا لها, تستعد لشن هجوم كبير على العاصمة البريطانية.

وقال بكري السوري الأصل في المقابلة التي أجريت بعد شهر من هجمات مدريد إن الهجوم على لندن أمر حتمي وإن عددا من الجماعات تعد العدة لشن مثل هذا الهجوم.

وذكرت الصحف البريطانية اليوم أن الشرطة البريطانية طلبت من أجهزة الشرطة في الدول الأوروبية بعد هجمات لندن, معلومات عن مغربي يدعى محمد الغربوزي يقيم في بريطانيا ويشتبه في تورطه في هجمات مدريد والدار البيضاء.

وأوضحت صحيفتا ديلي ميل وإندبندنت أن الغربوزي المقيم منذ الثمانينيات في بريطانيا والذي منح الجنسية البريطانية مع زوجته وأولاده الستة, غادر منزله في شمال غرب لندن. وقد نجا عدة مرات من طلبات استرداد تقدم بها المغرب كان أولها قبل هجمات الدار البيضاء.

وقالت الإندبندنت إن الشرطة الإسبانية ذكرت أن المغربي جمال زوكام الذي يعد أحد أبرز منفذي هجمات مدريد التي أسفرت عن مقتل 191 شخصا, اتصل عدة مرات على أرقام هواتف ثابتة ونقالة للغربوزي. وذكرت ديلي ميل والقناة الرابعة البريطانية أن فريقا من الشرطة الإسبانية سيصل اليوم إلى لندن لمساعدة المحققين البريطانيين.

وكانت صحيفة أوجوردوي المغربية نشرت في أبريل/ نيسان 2004 اعترافات الأمير السابق للجماعة المغربية الإسلامية المقاتلة نور الدين نفيعة, قال فيها إن الغربوزي هو "الرجل الأول الذي يعمل على تجنيد أعضاء الجماعة والمنسق الرئيسي بين خلاياها في أوروبا".

وأضاف نفيعة الذي حكم عليه بالسجن عشرين عاما لتورطه في هجمات الدار البيضاء, أن الجماعة المغربية الإسلامية المقاتلة تملك "خلية نائمة" في كندا وأربع خلايا بأوروبا في فرنسا وإيطاليا وبلجيكا وبريطانيا.

وفي لندن تواصل الشرطة البريطانية البحث عن الأشخاص الذين فجروا قنابل في ثلاثة قطارات أنفاق وحافلة بلندن, بينما يواصل المدنيون البحث عن ذويهم المفقودين.

وبالرغم من أن الشرطة أكدت مقتل 50 شخصا, فإن عمال الإغاثة ما زالوا يخرجون جثثا محاصرة تحت الأرض بعد مرور أكثر من 36 ساعة على وقوع هذه الهجمات في ساعة الذروة الصباحية الخميس.

ولم تعتقل الشرطة أحدا لحد الآن, لكن المسؤولين الأمنيين ينشرون بشكل تدريجي تفصيلات عن هذه التفجيرات, قائلين إن كل قنبلة كانت تحتوى على حوالي 4.5 كيلوغرامات من المتفجرات وربما تكون قد وضعت في حقائب تحمل على الظهر.

وتقول الحكومة البريطانية إن هذه الهجمات تحمل بصمات تنظيم القاعدة. وقال مسؤول أميركي رفيع في مكافحة الإرهاب "نعرف أن هناك تعليمات أصدرها أسامة بن لادن للزرقاوي للتوجه غربا وتنفيذ هجمات في أوروبا ومناطق أخرى". من جهته قال غيغيس دي فريز منسق الاتحاد الأوروبي لمكافحة الإرهاب في بروكسل "لا توجد دولة واحدة في أوروبا تستطيع اعتبار نفسها محصنة ضد هذا النوع من الخطر".

من جهتها أعلنت مصلحة النقل المشترك في لندن أن أجزاء من مترو لندن ستبقى مقفلة عدة أسابيع بعد هجمات الخميس. وأوضحت أنه ليس في وسعها تقدير حجم الأضرار قبل الوصول إلى وسط المواقع الثلاثة المتضررة وإجراء دراسات بشأن وضع البنى التحتية فيها.
ذكر موقع "يديعوت أحرونوت" الألكتروني أنه في الوقت الذي طلب فيه رئيس الحكومة الإسرائيلية، أرئيل شارون من وزرائه بالإمتناع عن الربط بين إسرائيل وتفجيرات لندن، بادر رئيس الحكومة البريطانية إلى هذا الربط، في حديثه مع إذاعة (بي.بي.سي)، حيث قال:" علينا معالجة أسباب الإرهاب وبضمنها الفقر وغياب الديمقراطية والنزاع المتواصل في الشرق الأوسط".

وأضاف:" أعتقد أن مثل هذه العمليات التي وقعت في لندن يوم الخميس ذات جذور عميقة جداً".

وبحسب أقواله فإن ذلك يعني التفاهم والحوار بين الديانات المختلفة، وتقديم المساعدة للشرق الأوسط في رؤية طريق الديمقراطية والتخفيف من حدة النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وطالب بلير زعماء العالم بالتجند لمواجهة القضايا التي اعتبرها من أسباب الإرهاب.

التعليقات