بن لادن ما زال طليقا بعد ثلاث سنوات على 11 ايلول

وليس هناك أي اثر لبن لادن ولا لمساعده ايمن الظواهري بالرغم من الشائعات الاعلامية المستمرة

بن لادن ما زال طليقا بعد ثلاث سنوات على 11 ايلول
بعد ثلاث سنوات من هجمات 11 ايلول/سبتمبر في الولايات المتحدة، لا تزال عمليات البحث عن اسامة بن لادن مستمرة دون نتيجة حتى الآن، بالرغم من الوسائل الضخمة التي وظفت للعثور عليه.

وبينما يعتمد المسؤولون الاميركيون خطابا يميل الى اعتبار القبض على بن لادن امرا وشيكا، يقر المسؤولون الباكستانيون الذي هم في طليعة خطوط البحث عنه انهم لا يمسكون بخيوط تقود الى زعيم تنظيم القاعدة.

وقال وزير الاعلام الباكستاني شيخ رشيد خلال هذا الاسبوع "لا نملك اي معلومات حول اسامة بن لادن، لا شيء على الإطلاق".

وفي الاتجاه نفسه، اعلن وزير الداخلية الباكستاني افتاب احمد شرباو انه "من السابق لاوانه اعتبار ان السلطات اقتربت من بن لادن".

ورصد بن لادن آخر مرة في كانون الاول2001 في جبال تورا بورا على حدود افغانستان مع المنطقة القبلية الباكستانية. ومنذ ذلك الحين لم يعط بن لادن أي اشارة باستثناء اشرطة مسجلة مرئية او مسموعة وهي وثائق يصعب تحديد تاريخها وتحوي معطيات جغرافية قليلة جدا.

وينتشر اكثر من 15 الف جندي أميركي في الجهة الافغانية لتلك المنطقة الحدودية ذات الطبيعة الجبلية القاسية، في محاولة للعثور على العدو الأول للولايات المتحدة الذي رصدت مكافأة 25 مليون دولار لالقاء القبض عليه.

ومن الجهة الاخرى للحدود، نشرت القوات الباكستانية للمرة الاولى في تاريخها عشرات آلاف الجنود في المنطقة القبلية الممتدة على طول 700 كيلومتر من الحدود مع افغانستان.

وتواجهت هذه القوات الباكستانية في معارك مهمة خصوصا في آذار الماضي، مع عناصر مفترضين من القاعدة من أصول أجنبية، مما يؤكد مرة أخرى الدور الذي تلعبه هذه المنطقة في ايواء المقاتلين اللاجئين من افغانستان.

وليس هناك أي اثر لبن لادن ولا لمساعده ايمن الظواهري بالرغم من الشائعات الاعلامية المستمرة.

وتساءل احد الدبلوماسيين الغربيين في اسلام اباد كيف يمكن لبن لادن بمظهره المميز وبرفقة حراسه المقربين ان "يختبئ في هذه المنطقة القبلية المقفرة والتي تطوقها القوات الباكستانية؟".

وتشير فرضيات اخرى الى وجود بن لادن في جبال كشمير اقصى شمال باكستان، حيث قد يحظى بحماية اسلاميين يخوضون تمردا ضد الوجود الهندي في المنطقة.

وهناك ايضا فرضية تتحدث عن وجوده في "مثلث الشيطان" وهي منطقة صحراوية عازلة على الحدود بين باكستان وافغانستان وايران تسيطر عليها قبائل البلوش الخارجة عن اي سلطة.

كما ولا تستبعد فكرة وجود بن لادن في احدى المدن الكبرى في باكستان، في احدى المدارس القرآنية التي مرت بها اعداد كبيرة ومن المقاتلين الاسلاميين للاستعداد للجهاد ضد الغرب.

اما الخبير الاميركي بيتر بيرغن المتخصص في تنظيم القاعدة فقد اشار مؤخرا الى ان جميع مسؤولي القاعدة الذين تم القبض عليهم في افغانستان، كانوا في المدن الكبرى مثل كراتشي او لاهور او حتى راولبندي المتاخمة للعاصمة اسلام اباد.

وتبقى افغانستان حيث ما زالت مناطق واسعة خارج سيطرة قوى الامن، تقدم دوريا كاحدى الفرضيات المحتملة لمكان اختباء بن لادن.

ويريد مسؤولو الاستخبارات الباكستانية ان يحافظوا على تفاؤلهم بالرغم من فشل مساعيهم حتى الآن اذ اكد احدهم ان "الوقت يخدم مصلحتنا".

التعليقات