بيلوسي تقول إنها نقلت رسالة تفيد استعداد إسرائيل للسلام، وإسرائيل تعيد تكرار شروطها..

د.بلال يؤكد الاستعداد لاستئناف عملية السلام وفق المبادرة العربية؛ الانسحاب حتى خطوط 67 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، وضمان حق العودة، وعودة الجولان ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا.. ‏

بيلوسي تقول إنها نقلت رسالة تفيد استعداد إسرائيل للسلام، وإسرائيل تعيد تكرار شروطها..
وكانت تناقلت وكالات الأنباء عن نانسي بيلوسي، رئيسة مجلس النواب الامريكي، الأربعاء، قولها إنها سلمت الرئيس السوري بشار الاسد رسالة من اسرائيل تفيد استعداد إسرائيل لإجراء محادثات سلام.

وقالت بيلوسي وهي نائبة ديمقراطية للصحفيين في العاصمة السورية دمشق بعد محادثاتها مع الأسد "اجتماعنا مع الرئيس مكننا من نقل رسالة من رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، تفيد أن إسرائيل مستعدة لإجراء محادثات سلام."

وأضافت بيلوسي "إن السلام في الشرق الأوسط له أولوية كبيرة... نحن سعداء جدا من التأكيدات التي حصلنا عليها من الرئيس باستعداده لاستئناف عملية السلام. إنه مستعد للدخول في مفاوضات مع اسرائيل."

وفي المقابل يتبين من التقارير الإسرائيلية أن الرسالة المذكورة لم تحمل أي جديد، وتعيد تكرار شروط إسرائيلية قيلت أكثر من مرة في السابق، بشأن الدعم السوري للمقاومة الفلسطينية والعراقية واللبنانية، خاصة وأن مصادر إسرائيلية قد صرحت أن إسرائيل تشترط البدء بالمفاوضات بوقف دعم سورية لما أسمته "منظمات إرهابية"، وذلك في إشارة إلى حركة حماس وحزب الله والمقاومة في العراق.

ونقل عن مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية التأكيد على أنه حتى الآن لا تجري أية مفاوضات مع السوريين. وأضافت المصادر ذاتها أن أولمرت كان قد صرح خلال لقائه مع بيلوسي قبل سفرها إلى سورية أن "عدداً من أعضاء الكونغرس الذين زاروا دمشق مؤخراً تكون لديهم انطباع بأنه رغم تصريحات الرئيس السوري، بشار الأسد، فإنه لا يوجد أي تغيير في توجه سورية نحو عملية سلام ممكنة مع إسرائيل".

كما نقل عن أولمرت قوله إنه "بالرغم من رغبة إسرائيل في السلام مع سورية، إلا أن دمشق تواصل تحالفها مع محور الشر وتشجع الإرهاب في الشرق الأوسط. ومن أجل إجراء مفاوضات حقيقية مع سورية، يتوجب عليها أن تتوقف عن دعم الإرهاب، وأن تمتنع عن توفير الملاذ لمنظمات حماس والجهاد الإسلامي، ووقف تدفق الأسلحة إلى حزب الله، ووقف دعم المقاومة في العراق، والتنصل من العلاقة الاستراتيجية التي تبنيها مع إيران"، على حد قوله.

ومن جهتها قالت الوكالة العربية السورية للأنباء-سانا- أن الرئيس الأسد قد أكد لبيلوسي والوفد المرافق أن زيارتهم الى سورية تحمل رسالة واضحة أن الحوار والسلام هما اللغة المشتركة بين الشعوب.

واضاف أن الحوار المباشر من شأنه ان يوضح الكثير من الوقائع ويعالج القضايا الرئيسية التى تهم البلدين، سورية والولايات المتحدة، وأمن المنطقة.

وجدد الأسد حرص سورية على السلام منوها بالدور الذي قامت به سورية والولايات المتحدة منذ انطلاقة عملية السلام فى مدريد والمحادثات التى اعقبتها وصولا الى تبنيها لمبادرة السلام العربية ما يثبت صدقية توجه سورية السلمي كخيار استراتيجي.

وحول الوضع فى العراق اكد الرئيس السوري حرص سورية على وحدة العراق واستعادة استقلاله وتحقيق الامن والاستقرار فيه عبر مصالحة وطنية شاملة وجدول زمني لانسحاب القوات الاجنبية منه.

واكد ان التوافق بين اللبنانيين هو الأساس لمعالجة القضايا الأساسية التى تضمن عودة الاستقرار الى لبنان.. مجددا دعم سورية الكامل للجهود الرامية لتحقيق ذلك.

من جانبها أكدت بيلوسى ان زيارتها لدمشق تستهدف فتح افاق للحوار بين سورية والولايات المتحدة تساعد على معالجة قضايا المنطقة الساخنة منوهة بالانطباعات الجيدة التى تكونت لديها ولدى اعضاء الوفد بعد زيارتها الأولى الى سورية.

وفي الاطار ذاته التقى نائب رئيس الجمهورية فاروق الشرع، ووزير الخارجية وليد المعلم، قبل ظهر الأربعاء، بيلوسى والوفد المرافق بحضور الدكتور فيصل المقداد نائب وزير الخارجية والدكتور عماد مصطقى سفير سورية في واشنطن والقائم بأعمال السفارة الاميركية بدمشق.وصف الدكتور محسن بلال وزير الإعلام لقاء الرئيس بشار الأسد ونانسي بيلوسي رئيسة مجلس النواب الاميركي في دمشق أمس بأنه كان مثمراً وايجابياً.

وقال الوزير بلال في أحاديث متلفزة الليلة الماضية: إن الزيارة عملت على كسر الحاجز الذي أرادت الإدارة الاميركية إقامته حول سورية، ولاسيما أن بيلوسي التي تمثل الكونغرس والشعب الاميركي تتمتع بروح الحوار والتفهم للاوضاع في المنطقة ودور سورية المهم فيها، مشددا على أهمية الحوار للوصول الى حلول للمشاكل القائمة في المنطقة. ‏

وجدد الدكتور بلال استعداد سورية لاستئناف عملية السلام وفق المبادرة العربية المرتكزة على قرارات الشرعية الدولية ومبدأ الارض مقابل السلام ومرجعية مدريد، وبما يضمن الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي العربية المحتلة حتى خط الرابع من حزيران عام 1967 وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشريف، وضمان حق العودة للاجئين الفلسطينيين، وعودة الجولان السوري المحتل ومزارع شبعا وتلال كفر شوبا اللبنانية. ‏

ودعا الوزير بلال الإدارة الاميركية الى تحمل مسؤولياتها كراع نزيه ومحايد في عملية السلام وتوفير الأمن والاستقرار في المنطقة، محملا اسرائيل المسؤولية الكاملة عن تعطيل عملية السلام التي انطلقت في مدريد عام 1991.

‏ وأشار الوزير الى أن الحكومة الاسرائيلية تتهرب من عملية السلام بسبب ضعفها وعدم قدرتها على الايفاء بمتطلبات السلام العادل والشامل، وان آخر استطلاعات الرأي الاسرائيلية بينت ان حكومة أولمرت لا تتمتع بتأييد سوى أقل من 2 بالمئة من الاسرائيليين. ‏

وحول الوضع في العراق قال الدكتور بلال: إن سورية تعمل على مساعدة الشعب العراقي بما يضمن وحدة العراق ارضا وشعبا، ومن هذا المنطلق شاركت سورية في المؤتمر الاقليمي في بغداد مؤخرا، ودعت الى جدولة انسحاب القوات الاجنبية منه وإعادة دور العراق العربي والاقليمي. ‏

التعليقات