تشومسكي: سورية وإيران تتعرضان لضغوط لأنهما تتحديان السياسة الخارجية الأميركية برفض طاعة أوامر البيت الأبيض..

"الولايات المتحدة تعاقب الشعوب على سياسات بلدانها" ويضيف "إسرائيل أصبحت صورة للولايات المتحدة بوصفها اقتصادا متطورا يرتكز على الصناعة العسكرية لتوسيع نفوذها في المنطقة"

تشومسكي: سورية وإيران تتعرضان لضغوط لأنهما تتحديان السياسة الخارجية الأميركية برفض طاعة أوامر البيت الأبيض..
في زيارته الأولى إلى لبنان، انتقد المفكر الأميركي البارز نعوم تشومسكي سياسة الإدارة الأميركية في العالم، وشبه سياستها بسياسة زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن من حيث معاقبتها للشعوب.

وقال تشومسكي في محاضرة تحت عنوان "جبروت السلطة" إن سياسة الولايات المتحدة تجاه الشعب الفلسطيني الذي تعاقبه لأنه أقدم على اختيار حركة حماس تشبه زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن الذي يعاقب الشعب الأميركي لأنه حسب بن لادن اختار خطأ إدارته".

وتساءل تشومسكي الذي قاطعه الحضور بالتصفيق الحار مرارا لماذا تعاقب الشعوب على سياسات بلدانها، واستغرب "كيف تتحدث الإدارة الأميركية دوما عن الديمقراطية والسعي إلى نشرها في العالم، بينما هي تعاقب الفلسطينيين عبر تجويعهم".

وأشار المفكر الأميركي إلى أنها "ليست المرة الأولى التي تعاقب فيها إدارة أميركية شعبا ما كالشعب الفلسطيني، فهي عاقبت الشعب الكوبي عندما حاصرت بلاده عقب تولي فيدل كاسترو سدة الحكم قائلة إن الشعب الكوبي يجب أن يتحمل مسؤولية خياره".

كما قال تشومسكي إن الولايات المتحدة تسعى إلى "معاقبة العصيان وكل رفض للسلطة" الأميركية. وأوضح أن دولا مثل سوريا وإيران تتعرض لضغوط لأنها "نجحت في تحدي" السياسة الخارجية الأميركية "برفضها طاعة" أوامر البيت الأبيض.

وانتقد تسومسكي أيضا إسرائيل التي أصبحت "صورة للولايات المتحدة بوصفها اقتصادا متطورا يرتكز على الصناعة العسكرية" لتوسيع نفوذها في المنطقة.

وقد أحدثت زيارة تشومسكي ضجة كبيرة وسط المثقفين والأكاديميين الذين تدفقوا إلى الجامعة الأميركية في بيروت بالمئات حول المفكر اليهودي المعروف بمناهضته لإسرائيل لسماع آرائه حول السياسات الأميركية في أفغانستان وإيران والعراق وكوبا وإندونيسيا ويوغسلافيا وفلسطين.

يشار إلى أن تشومسكي الذي ولد في فيلادلفيا بولاية بنسلفانيا عام 1928 كتب وحاضر في الفلسفة وتاريخ الفكر والقضايا الدولية والسياسة الخارجية الأميركية.

وقد نال شهادات الدكتوراه الفخرية من جامعات عدة، وهو عضو في الأكاديمية الأميركية للفنون والعلوم والأكاديمية الوطنية للعلوم والعديد من الجمعيات الأكاديمية كما أن له عشرات المؤلفات.

وتشومسكي من أشد المدافعين عن القضايا العربية في الولايات المتحدة، ومن أكثر نقاد السياسة الأميركية في الشرق الأوسط، ويصف هذه السياسة بأنها "ضالة ومضللة وخادمة وتكيل بمكيالين، وقد تؤدي بالعالم إلى الدمار الكوني لأن الشرق الأوسط من المناطق شديدة الالتهاب في العالم".

التعليقات