تفجيرات لندن: الشرطة البريطانية تقول ان عدد القتلى قد يتجاوز الـ50

حصيلة الشرطة الرسمية تفيد أن عدد القتلى هو 37 على الأقل * مصادر في الشرطة البريطانية تشكك في صحة البيان الذي ينسب العمليات إلى تنظيم القاعدة *

تفجيرات لندن: الشرطة البريطانية تقول ان عدد القتلى قد يتجاوز الـ50
ونقلت شبكة "بي. بي. سي" البريطانية نقلاً عن مصادر استخبارية في العالم العربي، تقديرها ان تنظيم "القاعدة" يقف وراء الانفجارات الضخمة التي هزت العاصمة البريطانية لندن، قبل ظهر اليوم، والتي اسفرت عن سقوط عشرات الضحايا ومئات الجرحى.

وانتشرت قوات من الجيش حول عدد مواقع الانفجارات لمساعدة الشرطة في السيطرة على جموع المواطنين المحتشدين هناك.

وقال وزير الداخلية البريطاني، كينيث كلارك، ان اصابات خطيرة وقعت من جراء الانفجارات. ودعا المواطنين والسياح الى عدم استقلال وسائل النقل العام في المحطات المستهدفة الى حين يتم الانتهاء من التحقيق وصدور بيان رسمي.

وقالت تقارير انه تم العثور على عبوة ناسفة باحد صناديق القمامة بلندن وتم ابطال مفعولها.

وقالت هيئة اسعاف لندن انها لن ترسل سياراتها الا الى حالات الاصابات الخطيرة فقط بسبب زيادة الطلب عليها.

كما قالت ست شركات للتليفون المحمول بلندن ان شبكات الاتصالات تأثرت من كثرة الضغط عليها وانها تحتفظ بجزء من طاقتها للطوارئ.

وقد هرعت سيارات الاطفاء والشرطة والاسعاف الى مواقع الانفجار. كما أخليت جميع محطات المترو في العاصمة البريطانية كإجراء احترازي.

وقالت المصادر البريطانية ان احد الانفجارات وقع بالقرب من الموقع الذي ستقام فيه القرية الأولومبية علما انه اعلن امس عن فوز لندن باستضافة الالعاب الاولومبية لعام 2012.

وقال مساعد لوزير المالية الاسرائيلي، بنيامين نتنياهو، المتواجد في لندن، ان الانفجار وقع في محطة المترو الواقعة تحت الفندق الذي كان نتنياهو سيحاضر فيها صباح اليوم في اطار مؤتمر دولي.

واعلنت وزارة الخارجية الاسرائيلية عن اقامة غرفة عمليات خاصة في القدس لمتابعة انباء الانفجارات وتقصى احوال الاسرائيليين الموجودين في لندن. كما اعلنت السفارة الاسرائيلية في العاصمة البريطانية لندن حالة الاستنفار

وعلم ان السفارات الدولية في لندن اعلنت حالة تأهب قصوى. السير ايان بلير مدير شرطة العاصمة البريطانية لندن إن عدد القتلى الذين سقطوا جراء الهجمات التي استهدفت بالامس قطارات الانفاق وحافلة لنقل الركاب قد يتجاوز الـ50.

واكد بلير في مؤتمر صحفي إنه لم يتسن لحد الآن التأكد من خلو موقعين من مواقع التفجيرات من الضحايا.

وكان تشارلز كلارك وزير الداخلية البريطاني قد قال في وقت سابق من يوم الجمعة إن الحكومة البريطانية تأخذ مأخذ الجد الادعاء الذي ورد في موقع في الانترنت يستخدمه اسلاميون متطرفون من ان مجموعة تطلق على نفسها اسم "تنظيم قاعدة الجهاد في اوروبا" هي التي نفذت الهجمات التي اودت بحياة 37 شخصا في العاصمة لندن امس الجمعة.

وقال كلارك ايضا إن الشرطة البريطانية تنظر في احتمال ان يكون احد التفجيرات الذي استهدف حافلة لنقل الركاب انتحاريا.

واضاف الوزير البريطاني بأن التحقيقات تجري في احتمال ان تكون الهواتف المحمولة قد استخدمت في تفجير العبوات التي استخدمت في الهجمات على غرار ما جرى في تفجيرات مدريد في العام الماضي.

ولكن كلارك حث المواطنين على ممارسة حياتهم بصورة عادية.

وبدأت شبكات قطارات الأنفاق (المترو) بالعودة تدريجيا الى العمل بشكل شبه طبيعي، ولكن لوحظا ان أعدادا المسافرين تقل عن المعتاد.

وكان وزير الداخلية الفرنسي نيكولا ساركوزي قد اعلن مساء امس الجمعة أن عدد القتلى في تفجيرات لندن ارتفع إلى 50 شخصا وجرح نحو 300 بينهم 50 حالتهم خطرة.

وكانت الشرطة البريطانية ذكرت قبل ذلك أن عدد القتلى وصل إلى 37 شخصا وأن أكثر من 700 شخص أصيبوا بجروح بعضها خطير.

ووقعت الانفجارت في بعض شبكات قطارات الأنفاق وحافلة بالمدينة. وقال نائب رئيس الشرطة براين باديك خلال المؤتمر الصحفي إن أحداث اليوم نجمت عن أربعة تفجيرات.

وأوضح أن سبعة أشخاص قتلوا في الهجوم الأول في نفق قرب مورغيت على أطراف حي المال داخل المدينة. وفي الهجوم الثاني الذي وقع بعد خمس دقائق في نفق بين محطتي كينغز كروس وراسل سكوير قتل 21 شخصا.

وقتل خمسة آخرون في انفجار ثالث في محطة مترو إجوار رود. مشيرا إلى أن قطارين آخرين تضررا في الانفجار، وذكر أن الانفجار الرابع الذي وقع بعد نصف ساعة على التفجيرات السابقة داخل حافلة من طابقين في إبر وبورن سكوير قرب راسل سكوير (شمال لندن) أسفر عن قتلى لم تكشف الشرطة عن عددهم.

من جانبه قال مساعد رئيس جهاز الإسعاف راسل سميث إن 45 شخصا نقلوا إلى المستشفى في حالة خطرة أو حرجة لإصابتهم بحروق أو بتر لأعضائهم أو إصابات في الصدر وكسور، وذكر أنهم عالجوا نحو 300 شخص آخر من إصابات أقل خطورة كالجروح الخارجية واستنشاق الدخان والصدمة والكدمات.

ووصف شهود عيان من الذين خرجوا من تحت الأنفاق بأنهم عاشوا أوقات صعبة وقال أحدهم إنهم كانوا بالفعل بانتظار الموت، مشيرا إلى أنهم حشروا في الأنفاق كـ"علب السردين"، وذكر آخر أن الأدخنة غطت الأنفاق وانعدمت الرؤية تماما.

وأكد العديد من الناجين أن الانفجارات كانت قوية وأنهم شاهدوا العديد من الجثث تملأ المكان ووصف أحدهم الهجوم الذي حدث في ساحة راسل سكوار بأنه كان قويا، حيث اقتلع سقف حافلة من طابقين.

وفور تناقل أخبار الانفجارات أصيبت لندن بالشلل الكامل والتزم الناس بيوتهم وخلت الشوارع من المارة.

الانفجارات التي هزت العاصمة البريطانية فتحت باب التكهنات واسعا بشأن الجهة التي تقف وراء هذه العملية.

وقال رئيس الوزراء البريطاني توني بلير الذي غادر قمة الثماني بأسكتلندا إلى لندن ليرئس لجنة الأزمة التي شكلت لمتابعة الموضوع إن منفذي الهجمات تحركوا باسم الإسلام في إشارة إلى اتهام لإسلاميين متشددين.

وفي بيان من مقر إقامته في لندن شكر بلير مجلس مسلمي بريطانيا لإدانته القاطعة لمرتكبي التفجيرات، وقال "نحن نعلم أن هؤلاء الناس يعملون باسم الإسلام لكننا نعلم أيضا أن الأغلبية الكبرى والساحقة من المسلمين سواء هنا أو في الخارج هم أشخاص محترمون ملتزمون بالقانون يمقتون هذا النوع من الإرهاب بقدر ما نمقته نحن".

وقال الخبير في الشؤون الأمنية بجامعة أندروز بأسكتلندا بول ويلكنسن إن "الهجوم يحمل كل بصمات شبكة القاعدة, وأريد له أن يوقع ضحايا ويستهدف شبكة المواصلات كما فعلوا في الماضي بمدريد"، وهو الرأي الذي يشاطره فيه الخبير الأمني بجامعة كينغز كوليدج بلندن والذي يرى أن الهجمات استهدفت بلدا عضوا في التحالف الدولي بالعراق.

وقد أعلن تنظيم مجهول أطلق على نفسه التنظيم السري لقاعدة الجهاد في أوروبا مسؤوليته عن الهجوم، وحذر التنظيم في بيان نشر على الإنترنت إيطاليا والدانمارك من استمرار الإبقاء على قواتهما في العراق وأفغانستان. ولم يتسن التحقق من صحة نسب البيان والذي لم ينشر على أي من مواقع الإنترنت التي يستخدمها تنظيم القاعدة عادة.

ولكن الشرطة البريطانية وجهاز سكوتلند يارد قالا إنه من السابق لأوانه تحديد الجهة الفاعلة، ولم تؤكد الشرطة البريطانية علاقة القاعدة بالتفجيرات.

التعليقات