توافق اسرائيلي فرنسي ضد سورية ولبنان وايران

شارون يطالب فرنسا: "الجموا حزب الله" وشيراك يرد: "المشكلة تكمن في سورية"!* الموضوع الفلسطيني احتل حيزا هامشيا في محادثات شيراك - شارون* تقديرات حول "شهر عسل" مؤقت..

توافق اسرائيلي فرنسي ضد سورية ولبنان وايران
سجل رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون امس الاربعاء في فرنسا نجاحا في المعركة داخل اسرائيل على كسب تأييد الرأي العام حول خطة فك الارتباط لكن محللين سياسيين اسرائيليين يؤكدون ان "شهر العسل" في العلاقات الاسرائيلية - الفرنسية لا تتعدى كونها مؤقتا وانه بعد تنفيذ فك الارتباط ستعود الخلافات بين اسرائيل وفرنسا الى سابق عهدها.

وساهمت وسائل الاعلام الاسرائيلية في كسب شارون المعركة الحالية على الرأي العام في اسرائيل من خلال التشديد على ان خطة شارون لفك الارتباط ادت الى انهاء عزلة اسرائيل في المحافل الدولية وفي اوروبا وحتى في فرنسا التي منعت شارون من زيارتها خلال السنوات الاربع الماضية.

وصدرت الصحف الاسرائيلية اليوم الخميس في حالة نشوة من العناق والدفء اللذين منحهما الرئيس الفرنسي جاك شيراك لرئيس وزراء اسرائيل في فترة كان شارون فيها بأمَسّ الحاجة الى تحقيق هذا النجاح.

وزاد من حالة النشوة هذه تحقيق الانسجام بين الموقفين الاسرائيلي والفرنسي تجاه سورية ولبنان وايران.

ووصفت صحيفة معاريف استقبال شيراك لشارون بـ"شهر العسل" فيما وصفت يديعوت احرونوت ذلك بـ"بداية صداقة رائعة" أما هآرتس فراحت تصف الاستقبال برزانتها المعهودة لتخلص الى ان "شارون حظي باحترام بالغ الى ابعد الحدود، وحتى ان استقبال الرئيس الامريكي جورج بوش لشارون في مزرعته الخاصة هذا العام لا يصل الى حد المقارنة" مع استقبال الرئيس الفرنسي لشارون.

وتظهر التقارير المنشورة في الصحف الاسرائيلية الصادرة صباح اليوم ان مراسليها تلقوا ارشادات ومعلومات حول المباحثات بين شارون وشيراك من مسؤولين في حاشية شارون ولذلك تضمنت جميع هذه التقارير معلومات شبه موحدة.

وطالب شارون الرئيس الفرنسي بممارسة تأثيره في لبنان وايران من اجل الضغط على حزب الله ومنعه من تسخين الحدود اللبنانية الاسرائيلية في اثناء تنفيذ فك الارتباط.

ونقلت الصحف الاسرائيلية عن شيراك رده على شارون بان حزب الله هو "عامل يدفع نحو الاستقرار في لبنان" وان المشكلة "تكمن في سورية".

واضاف شيراك بحسب المصادر في حاشية شارون ان "ايران منشغلة الان في اجراء محادثات مع المجتمع الدولي حول برنامجها النووي وهي ليست معنية في فتح جبهة اخرى، بينما ترزح سورية الان تحت ضغوط كبيرة وقد تطلق النار في جميع الاتجاهات".

ووصف شيراك سورية بانها "الخطر على استقرار المنطقة" واضاف "لدي مخاوف كبيرة من السوريين، ولا يمكن فهم عقليتهم".

وتابع الرئيس الفرنسي ان "حكومة لبنان لا تسيطر على حزب الله ولا نعتقد ان المعني بالتصعيد هي ايران وانما سورية".
وتطرق الرئيس الفرنسي ورئيس الوزراء الاسرائيلي بشكل مقتضب جدا الى العلاقات الفلسطينية الاسرائيلية.

ونقلت الصحف الاسرائيلية عن شيراك قوله ان الادارة الامريكية توجهت اليه طالبة ان يطرح موضوع تعزيز قوة الاجهزة الامنية الفلسطينية "التي تفتقر الى وسائل دفاعية" امام شارون وان تسمح اسرائيل بتزويد اجهزة الامن الفلسطينية بالذخيرة.

يذكر ان شارون كان قد رفض طلبا مماثلا تقدمت به وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس خلال لقائهما في مزرعة شارون الخاصة يوم الجمعة الماضي.

ورفض شارون امس ايضا طلب الرئيس الفرنسي في هذا الصدد وادعى انه "يوم السبت الماضي قتل زوجان اسرائيليان (في عملية اطلاق نار في قطاع غزة) وكان احد مطلقي النار عنصرا في الشرطة الفلسطينية يرتدي زي الشرطة.

"لماذا نعطيه (لرئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس – ابو مازن) ذخيرة؟

"لديهم ما يكفي من الاسلحة، ربما ليست بايدي (وزير الداخلية الفلسطيني) نصر يوسف، لكن ليجمعوا (الاسلحة) من اماكن اخرى" في اشارة الى الفصائل الفلسطينية المسلحة.

ووصف شيراك خطة فك الارتباط بانها "فرصة تاريخية" وفي الوقت ذاته لفت الى "وجوب قيام دولة فلسطينية".

وفي موضوع اخر ابلغ الرئيس الفرنسي شارون بان الاوروبيين سيقدمون في اب/اغسطس المقبل لايران اقتراحا متكاملا يتعلق بمعالجة البرنامج النووي الايراني.

وقال شيراك انه اذا تلتزم ايران بعدم انتاج مواد مخصبة فان فرنسا ستؤيد تحويل الملف النووي الايراني الى مجلس الامن الدولي.

كذلك التزم شيراك امام شارون حيال "اصراره على محاربة آفة الارهاب والعداء للسامية".

وانفردت هآرتس بنشر مقالة تحليلية حول زيارة شارون الى فرنسا والعلاقات الاسرائيلية الفرنسية بقلم مراسلها السياسي الوف بن الذي يرافق شارون الى باريس.

وكتب بن انه عندما قال شارون ان شيراك هو "احد كبار زعماء العالم" اخذ الصحفيون الاسرائيليون يتبادلون النظرات فيما بينهم "غير مصدقين".

واضاف بن "هذا الرجل (شيراك) الذي تتكون علاقته مع اسرائيل وقيداتها عبارة عن مجموعة محرجة من الاحداث والادعاءات المتبادلة؟

"وحكومته تعظ منذ 38 عاما باتجاه انسحاب اسرائيل من جميع المناطق (الفلسطينية)؟

"والذي تعانق مع (الرئيس العراقي السابق) صدام حسين ومع (الرئيس الفلسطيني الراحل) ياسر عرفات؟".

وتابع ان "هذا ليس زمنا عاديا لان شارون يريد ان يظهر لجمهور في اسرائيل ان خطة فك الارتباط تؤتي ثمارا سياسية وتحسن صورة اسرائيل في العالم".

لكن الكاتب اشار الى التحضيرات التي قام بها سفير اسرائيل في فرنسا نيسيم زفيلي عشية زيارة شارون.

فقد طلب زفيلي من مستشاري الرئيس الفرنسي "الا تواجهوا شارون باسئلة لن يتمكن من الاجابة عليها، فهو يصارع الان على كسب الرأي العام".

وقد استجاب الفرنسيون لهذا الطلب ومحوا من قائمة المواضيع لمحادثات شيراك – شارون النقاط المتعلقة بالمستوطنات والجدار العازل والحواجز العسكرية في الاراضي الفلسطينية والاحتلال "وهي المسائل التي اشغلت بال الفرنسيين كثيرا قبل مجيء شارون" بحسب بن.

وكتب بن ان "النتيجة كان انه بدلا من ان يتناقشا اختار الزعيمان توجيه الانتقادات الى اللاعبين السلبيين في المنطقة: سورية وايران".

ونقل عن مصادر في حاشية شارون قولها ان "التقارب بين فرنسا واسرائيل نابع من تجانس المواقف بخصوص البرنامج النووي الايراني والتعاون الوثيق للجمه".

لكن بن خلص الى انه "لا يمكن التحرر من الانطبتع بان المواقف الاساسية للمضيف والضيف لم تتغير وانما تم تخزينها فحسب.

"واذا سارت الامور وفقا للتوقعات والمخططات واصبحت العملية السياسية مع الفلسطينيين عالقة بعد فك الارتباط، فانه بالامكان التوقع ان الامور ستعود الى سابق عهدها بين اسرائيل وفرنسا".

التعليقات