توقيع اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب في جنوب السودان

-

توقيع اتفاق سلام شامل لإنهاء الحرب في جنوب السودان
وسط الأغاني والرقصات والصلوات وقّعت الحكومة السودانية ومتمرّدو الجنوب اتفاق سلام شاملاً، اليوم الاحد، لانهاء أطول حرب أهلية في القارة الافريقية.

وقع الاتفاق علي عثمان محمد طه، النائب الاول للرئيس السوداني، وجون قرنق، زعيم الحركة الشعبية لتحرير السودان، في حفل أقيم في العاصمة الكينية نيروبي، لانهاء صراع استمر 21 عاما في جنوب السودان وأودى بحياة ما يقدر بنحو مليونيْ شخص، مات معظمهم بسبب المجاعات والأمراض.

ولا يشمل الاتفاق حربًا منفصلة تدور رُحاها في منطقة دارفور بغرب السودان حيث أسفر قتال اندلع منذ نحو عامين عمّا وصفته الامم المتحدة بإحدى أسوأ الكوارث الانسانية في العالم.

ورقص محاربون من قبائل الدنكا وهم يرتدون زيهم التقليدي المرقط وقد طلوا وجوههم باللون الابيض، بينما لوّح آلاف من المنفيين واللاجئين باللافتات مُعبّرين عن تشوقهم للعودة الى الوطن.

وحثّ وزير الخارجية الامريكي، كولن باول، الذي حضر حفل التوقيع، حكومةَ الخرطوم والحركة الشعبية لتحرير السودان على العمل معًا على الفور لانهاء الفظائع في دارفور، وقال إنّ واشنطن لن تطوّر علاقاتها مع السودان لتصبح "علاقة ايجابية" إلا إذا تم ذلك.

وللولايات المتحدة مصلحة خاصة في السودان الذي تعتبره من الدول الراعية لما تسميه واشنطن "الارهاب"، بسبب سجل الخرطوم في مجال استضافة متشددين اسلاميين منهم أسامة بن لادن، في أوائل التسعينات. وتفرض واشنطن عقوبات اقتصادية ضد الخرطوم.

واتخذ مجلس الامن في اجتماع عقده في نيروبي بعيدا عن مقره في نيويورك لاول مرة منذ 14 عاما قرارًا بالاجماع في تشرين الثاني المنصرم يتعهد بتقديم مساعدات سياسية واقتصادية فور انتهاء الحربين في السودان.

ومن المتوقع أن يؤدي الاتفاق إلى عودة أكثر من نصف مليون سوداني فرّوا الى الدول المجاورة واعادة توطين تدريجي لأربعة ملايين نسمة، نزحوا من ديارهم داخل السودان من جراء الصراع.

وأعرب الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، عن أمله في أن يجلب السلامُ الرخاءَ والرفاهيةَ والخيرَ للسّودان. وقال إنّ ما كان يُهدر على القتال سيُنفق الآن على الصحة والتعليم وغيرهما من الخدمات.

وبموجب الاتفاق سيشكل حزب المؤتمر الوطني الحاكم والحركة الشعبية لتحرير السودان ائتلافًا حكوميًا وتصبح السلطة لا مركزية ويقتسم الجانبان عائدات النفط ويدمجان الجيش. وفي ختام فترة مؤقتة مدتها ست سنوات يستطيع الجنوب إجراء استفتاء على الانفصال.

وخاض السودان صراعات على جبهات عديدة خاصة في الجنوب حيث قاتل المتمردون الحكومة منذ عام 1983 حين حاولت الخرطوم تطبيق الشريعة الاسلامية في شتى أنحاء البلاد. وعقد النفط والعرقية والايديولوجية الصراع.

واندلع العنف في اقليم دارفور ايضا حيث بدأ تمرد في شباط عام 2003 بعد سنوات من صراع قبلي على الموارد الشحيحة. واتهم المتمردون الحكومة بالاهمال واستخدام ميليشيات عربية تعرف باسم "الجنجويد" في نهب وحرق القرى غير العربية.

وتعترف الخرطوم بتسليح بعض الميليشيات لقتال المتمردين لكنها تنفي أية صلة بالجنجويد وتصفهم بانهم خارجون على القانون.

وقتل عشرات الالاف بالفعل خلال القتال في دارفور واضطر نحو مليونين الى الفرار من ديارهم.

التعليقات