حماس تؤكّد لموسكو قبولها التنفيذ المتزامن للاتفاقات

فكت روسيا، امس، طوق العزلة الدولية على حركة حماس عندما استقبلت قيادتها في موسكو وأجرت معها محادثات قالت انها أسفرت عن موافقة الحركة الفلسطينية على تنفيذ جميع الاتفاقات التي أقرتها السلطة الفلسطينية السابقة بما فيها خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية، شرط أن يسير كلا الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي في هذا الاتجاه، وعلى تشكيل "آلية دولية للرقابة" على وصول المساعدات المالية إلى الفلسطينيين.

وضم وفد حماس، بالاضافة الى مشعل، خمسة قياديين هم موسى ابو مرزوق وسعيد صيام ومحمد نزال وسامي ابو خاطر وعزة الرشق. والتقى الوفد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ونائبه ألكسندر سلطانوف في مبنى وزارة الخارجية الروسية في موسكو.

وأثار قول مشعل ان النزاع في الشيشان "مسألة روسية داخلية، ونحن لا نتدخل في الشؤون الداخلية للدول الاخرى"، احتجاج الموفد الشيشاني في لندن أحمد زكاييف، الذي قال "لم نتوقع أن يكون هناك أي فارق بين حماس وياسر عرفات" مضيفاً "لقد وضعوا مصالح الحكومة الروسية فوق تلك الخاصة بالتضامن الديني مع المسلمين الشيشان".

ونقلت وكالة "نوفوستي" الروسية عن لافروف قوله بعد المحادثات، إن قادة الحركة "أكدوا أن حماس ستنفذ جميع الاتفاقات السابقة الخاصة بتسوية نزاع الشرق الأوسط بما فيها خريطة الطريق ومبادرة السلام العربية التي تتضمن الاعتراف بإسرائيل في مقابل تسوية جميع مسائل الاحتلال، بشرط ان يسير كلا الطرفين في هذا الاتجاه".

وأوضح لافروف أن "الجانب الروسي أبلغ قادة حماس أن اللجنة الرباعية ترى ضرورة الالتزام بالاتفاقات التي أشارت إليها الرباعية في بيانها الصادر في كانون الثاني من العام الحالي، بما فيها الاعتراف بحق إسرائيل في الوجود ورفض استخدام العنف كوسيلة لتحقيق أهداف سياسية"، مضيفا ان "قادة حماس يدركون مسؤوليتهم عن تحقيق السلام في المنطقة والوصول إلى قيام دولة فلسطينية تعيش جنبا إلى جنب بأمن وسلام إلى جانب إسرائيل".

وأشار لافروف الى أن "حماس مستعدة لتشكيل آلية دولية للرقابة على وصول المساعدات المالية إلى حساب السلطة الوطنية الفلسطينية". وقال "لقد أكدت لنا حماس... أن الموارد المالية التي تخصص لفلسطين ستصل إلى حساب السلطة الوطنية الفلسطينية بالذات، ولن تقوم حماس بتوجيه تلك المساعدات إلى أي أهداف أخرى".

وقال لافروف "إننا راضون عن المحادثات" مشيراً إلى ان "الجانب الروسي سيطلع جميع الشركاء وبلدان المنطقة على نتائج المحادثات مع وفد حماس". أضاف "قدم لنا وفد حماس تأكيدات بأن هدفهم الأساسي هو السلم الإقليمي ومنع انفجار الوضع الذي يمكن أن يؤدي إلى مأزق. الأولوية الواضحة هي لحل المشكلات الاجتماعية الاقتصادية الحادة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني". وتابع "لقد اتفقنا على مواصلة الاتصالات مع قيادة حماس مع تشكيل البرلمان والحكومة الفلسطينيين. ولن نقدم أي توقعات مفرطة بالتفاؤل، ولكننا نرى أن هذه الخطوة في الاتجاه الصحيح".

ونقلت وكالة اسوشييتد برس عن لافروف قوله "لا أعتقد انه سيكون لحماس أي مستقبل جدي، ما لم تتغير" مشبهاً الامر بعملية نزع سلاح الجناح العسكري للجيش الجمهوري الايرلندي، والابقاء على جناحه السياسي "شين فين". وقال ان حماس بحاجة الى ان "تعيد تقييم دورها الجديد، وهو الذي ربما لم تكن على استعداد لتقوم به حين أجريت الانتخابات".

وحول رفض حماس الاعتراف بإسرائيل، قال لافروف "لا نتوقع أن تتغير حماس بين ليلة وضحاها" مضيفا ان ثمة "حاجة بالنسبة الى حماس، بعدما انتخبت كهيئة سياسية، لان تتحول الى حزب سياسي وان تتأكد من ان يصبح الجناح العسكري جزءاً شرعياً من هياكل أجهزة الامن الفلسطينية".

وذكر بيان لوزارة الخارجية الروسية أن حماس أبلغت موسكو أنها مستعدة لتمديد التهدئة مع اسرائيل، المنتهية منذ مطلع العام الحالي، إذا أوقفت اسرائيل اعتداءاتها.

وقال مشعل، من جهته، ان المحادثات كانت "جيدة وبناءة ومفتوحة". أضاف ان "موقف حماس الواضح هو انها ستتعامل مع الاتفاقات القائمة وفقاً لمصالح الشعب الفلسطيني". وتابع "أود القول هنا في موسكو انه إذا أعلنت إسرائيل استعدادها وأظهرت التزامها بالانسحاب من الأراضي المحتلة في 1967، وأكدت عودة اللاجئين وفككت المستوطنات اليهودية وأزالت جدار الفصل وأفرجت عن الاسرى، فإن حركتنا ستتخذ خطوات باتجاه السلام" مضيفاً "نريد السلام في المنطقة، لكن السلام المستند إلى العدل والاعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني".

وتابع "هذا السلام يجب أن يقوم على الانسحاب الإسرائيلي من الأراضي الفلسطينية المحتلة وإنهاء الاحتلال" لافتاً الى ان "ياسر عرفات واسرائيل بقيا جالسين الى طاولة المفاوضات أكثر من عشرة أعوام. النتيجة ان اسرائيل قتلت عرفات فهل تريدون قتل حماس؟".

وقال مشعل "في العام الماضي تقدم الفلسطينيون بمبادرة هدنة لمدة سنة، لكن إسرائيل لم توقف عدوانها ولم توافق على هذه المبادرة".

وأوضح مشعل ان حماس تعرض "ضمانات" للمانحين المحتملين بأن الحركة لن تستخدم أموالهم. وقال ان هذه الاموال "ستذهب للشعب الفلسطيني ولن تذهب الى ميزانية حماس".

وأعلن قصر الاليزيه ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصل مساء امس بنظيره الفرنسي جاك شيراك لإطلاعه على محادثات المسؤولين الروس مع وفد حماس. وأوضح الاليزيه ان شيراك الذي "شكر" بوتين "شدد على الاهمية التي توليها اللجنة الرباعية لإعادة تأكيد المبادئ الاساسية التي يفترض ان تؤسس للحوار مع الحكومة الفلسطينية المقبلة... الاعتراف بإسرائيل والتخلي عن العنف والاعتراف بالاتفاقات المعقودة منذ اتفاقات اوسلو".

وتزامنت زيارة وفد حماس، مع إعلان الكرملين ان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أجرى امس محادثة هاتفية مع نظيره المصري حسني مبارك، بحثا خلالها "الوضع في الشرق الاوسط لا سيما على ضوء اتصالات العمل التي بدأت اليوم مع قيادة حركة حماس الفلسطينية".