رايس تتراجع عن خطتها وتستجيب لمطالب أولمرت..

مع تأكيد أولمرت على خارطة الطريق، رايس تنازلت عن خطتها الجديدة وتستجيب لطلب أولمرت بعدم الحديث عن القدس واللاجئين والحل الدائم، كما تراجعت عن فكرة الوساطة الأمريكية..

رايس تتراجع عن خطتها وتستجيب لمطالب أولمرت..
رغم أن وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، نفت أن يكون تأجيل المؤتمر الصحفي من الأمس إلى اليوم قد جاء نتيجة للخلافات بينها وبين رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، إلا أن ما صرحت به اليوم يؤكد أنها تنازلت في النهاية واستجابت لكافة مطالب أولمرت، وخاصة مطالبه بعدم التطرق إلى الحل الدائم وقضية القدس وقضية اللاجئين الفلسطينيين، كما تراجعت عن خطتها في إجراء محادثات منفصلة بين الطرفين، واستجابت لطلب أولمرت في إجراء مفاوضات مباشرة بدون وساطة أمريكية. وتكون بذلك قد تراجعت عن خطتها التي أعلنت عنها يوم أمس، والتي نفى أولمرت علمه بها، لصالح الإلتزام بخارطة الطريق.

ففي المؤتمر الصحفي الذي عقد صباح اليوم، الثلاثاء، قالت وزيرة الخارجية الأمريكية كونداليزا رايس إن رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، ورئيس السلطة الفلسطينية، محمود عباس، سيقومان بإجراء لقاءات دورية مرة كل أسبوعين. وأن هذه اللقاءات سوف تتركز على خطوات عينية لبناء الثقة، مثل وقف إطلاق الصواريخ من قطاع غزة، وتسهيل حركة كبار المسؤولين الفلسطينيين، بهدف وضع أساس يمكن الانطلاق منه، على حد قولها.

وبحسب أقوالها فإن الهدف هو إقامة إطار لبناء الثقة، لرفع احتمالات النجاح في المفاوضات. وأضافت أنه من المهم أن تبدي إسرائيل تفكيراً جديداً وممارسة جديدة. كما توقعت أن تتناول المحادثات الثنائية بين أولمرت وعباس تسهيل الظروف المعيشية للفلسطينيين.

وتابعت أنه من المهم تأسيس أفق سياسي غير قائم الآن لكون خارطة الطريق عالقة. وبحسبها فإنه بالرغم من إقامة حكومة الوحدة ورفض حماس الاستجابة لشروط الرباعية الدولية الأمر الذي جعل الوضع أكثر تعقيداً، فهناك مسار يتيح التقدم، خاصة وأن الرئيس عباس متحمس لذلك.

تجدر الإشارة إلى أن المؤتمر الصحفي كان يفترض أن يعقد يوم أمس، الإثنين، إلا أنه تأجل بسبب الخلافات بين أولمرت ورايس بشأن فحوى التصريح. وادعت رايس أن التأجيل لم ينبع من أسباب سياسية وإنما لكونها كانت متعبة يوم أمس..

وفي أعقاب مطالب أولمرت، لم تتطرق رايس في أقواله إلى القضايا الملتهبة في التسوية الدائمة مثل قضية القدس واللاجئين والحدود الثابتة. كما امتنعت عن تحديد تواريخ محددة.

وكان أولمرت قد أصر على أن تكون أية معادلة لتجديد المفاوضات تستند إلى خارطة الطريق ومسار المراحل (الحرب على الإرهاب وتفكيك البؤر الاستيطانية، ودولة فلسطينية بحدود مؤقتة والحل الدائم).

وقال أولمرت إنه على استعداد لمناقشة أمور أقل حساسية، مثل الترتيبات الأمنية للدولة الفلسطينية المستقبلية بشرط أن يكون تطبيق التسوية بموجب خارطة الطريق.

كما تنازلت رايس لأولمرت بالنسبة لاستبدال المفاوضات المباشرة بين الطرفين بوساطة أمريكية، الأمر الذي عارضه أولمرت، وقالت في المؤتمر الصحفي أنه "لا بديل عن المفاوضات بين الطرفين، وأن الولايات المتحدة لن تقوم بدورهما".

التعليقات