زعيم الكنيسة الانجليكانية يتهم الغرب "باستثارة" خطر الارهاب

هاجم رئيس الكنيسة الأنجليكانية ، الأسقف روان وليامز الحكومات الغربية لتبنيها ما أسماه "استثارة" خطر الارهاب ونشر رسالة "التهديدات الإرهابية" بدلا من العمل على تخطي أزمة الفقر الدولية.

وانتهز كبير اساقفة الكنيسة الانجليكانية التي يتبعها 70 مليون مسيحي، قداس عيد الميلاد في كاتدرائية كانتربري البريطانية لانتقاد الدول الغنية لفشلها في تحقيق تقدم كبير في اهداف تنمية الالفية التي حددتها الامم المتحدة , موضحا أن احتمال خفض نسبة الفقر إلى نصف معدلاتها الحالية بحلول العام 2015 أصبح حلما الآن أكثر منه خلال السنوات الأربع الماضية. وأضاف أن بعض الدول المتقدمة تبدو غير مكترثة بالأهداف التي اتفق عليها المجتمع الدولي.

وقال وليامز ان خطر الارهاب مصدر قلق مشروع لكن البعض تلاعب به وجعل العالم يهمش قضايا الفقر.

ومضى قائلا "من السهل جدا توجيه اهتمام أكبر الى مسائل اخرى بعيدا عن المخاوف العميقة بشان الامن المنتشرة في الوقت الحالي والتي تستثيرها قوى متعددة في حياتنا العامة في الغرب."

وحث وليامز بريطانيا على استخدام رئاستها لمجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى في عام 2005 لبدء حرب جديدة على الفقر.

واشار وليامز الى الافكار الكثيرة التي طرحتها شخصيات في الحكومة البريطانية واخرون لخفض الديون وخفض اسعار الادوية وتشجيع البرامج الائتمانية للفقراء وجعل قواعد التجارة أكثر عدالة.

وذكر الأسقف المناهض لغزو العراق المصلين في الكنيسة باقتباس من البرنامج الوثائقي "قوة الكوابيس" الذي أنتجته هيئة الإذاعة البريطانية (BBC) والذي يتهم واشنطن ولندن بتخويف الشعوب من أجل فرض نفوذهما. ويقول الاقتباس "عندما لا يؤمن مجتمع بأي قيم تكون أجندته الوحيدة الخوف".

وقال وليامز "عندما لا يؤمن مجتمع بشيء فان الخوف يكون جدول الاعمال الوحيد" مقتبسا العبارة التي وردت في البرنامج الوثائقي (سلطان الكوابيس) الذي اذاعه تلفزيون هيئة الاذاعة البريطانية.

لكنه أقر بوجود تهديدات خطيرة قائلا "لا أحد يمكنه ان ينكر اننا نواجه مستويات غير عادية من انعدام الامن ومشكلات خطيرة مرتبطة بشبكة من التنظيمات منتشرة على نطاق واسع ولا يمكن التكهن بها اهدافها القتل والفوضى."

"ليس خطأ ان يقلق المرء من الارهاب... في هذا العام المنصرم رأينا ..في العراق واوسيتيا.. ما يكفي من الوحشية المقززة والمنعدمة الضمير التي تحيط بنا."

وتأتي رسالة وليامز عقب عظة عيد الميلاد التي القاها الكردينال كورماك ميرفي اوكونور زعيم الكنيسة الكاثوليكية في بريطانيا والتي تساءل فيها عن انفاق اموال طائلة على الصراع في الشرق الاوسط بدلا من تخفيف الفقر في العالم.

وقال "يا له من شيء مفزع ان تنفق مليارات ..وأعني بذلك مليارات الجنيهات... على الحرب في الشرق الاوسط كان يمكن ان تنفق على انتشال الناس من الفقر المدقع وسوء التغذية والامراض."