ساترفيلد، السفير الأمريكي السابق في لبنان، متورط في قضية تجسس لإسرائيل

التهم الموجهة نقل أسرار دفاعية قومية إلى حكومة أجنبية يعتقد أنها إسرائيل، وتشمل تقارير غاية في السرية عن السياسة الخارجية الأميركية وهجمات تنظيم القاعدة

ساترفيلد، السفير الأمريكي السابق في لبنان، متورط في قضية تجسس لإسرائيل
تتواصل تداعيات فضحية تجسس إسرائيل على الولايات المتحدة والتي تتناول تسريب معلومات سرية إلى موظف في لجنة الشؤون العامة الأميركية الإسرائيلية (إيباك) كبرى منظمات اللوبي اليهودي في أميركا.

وكشفت صحيفة نيويورك تايمز أن ديفد ساترفيلد السفير الاميركي السابق في لبنان ونائب السفير الأميركي في العراق حاليا متورط في الفضحية التي يحاكم فيها مسؤولين سابقين في إيباك ومحلل في وزارة الدفاع الأميركية.

وتوصف القضية بأنها أكبر أزمة تجسس بين إسرائيل والولايات المتحدة منذ القبض على اليهودي الأميركي جوناثان بولارد عام 1985 والحكم بسجنه مدى الحياة في الولايات المتحدة.

ورد اسم ساترفيلد بالرمز في لائحة الاتهام الصادرة بحق المتهمين الثلاثة المدير السابق لشؤون السياسة الخارجية في إيباك ستيفن روزين، وموظف آخر يدعى كيث فايسمان ومحلل البنتاغون لورنس فرانكلين.

وحسب الصحيفة فإن ساترفيلد أشير إليه في لائحة الاتهام بـ USGO-2 وناقش قضايا سرية تتعلق بالأمن القومي في اجتماعين عام 2002 مع روزين المتهم الرئيسي في القضية.

وكان ساترفيلد خلال اللقاءات نائب مساعد وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى وجنوبي آسيا، ما يجعله ثاني أكبر مسؤول عن الشرق الأوسط في وزارة الخارجية.

وتفيد أنباء أن وزارة الخارجية الأميركية اطلعت على هذه المعلومات بالتنسيق مع وزارة العدل ولم تر أنها تعوق إمكانية تسلم المسؤول مهمة عمله في بغداد.

يوصف ساترفيلد (50 عاما) بأنه أحد النجوم الصاعدين في وزارة الخارجية وقد خدم في ولايتي الرئيسين بيل كلينتون وجورج بوش كخبير في شؤون الشرق الاوسط، كما شغل منصب سفير في لبنان بين عامي 1998 و2001، وصادق الكونغرس في العام 2004 على تعيينه سفيراً في الاردن، لكنه لم يشغل هذا المنصب مطلقاً.

نقلت الصحيفة عن زملاء حاليين وسابقين لساترفيلد قولهم إنه اختار الذهاب إلى بغداد لأن ذلك يشكل تحديا أكبر من تعيينه في عمان. ويتمتع السفير الأميركي في العراق زلماي خليل زاده بقدرات سياسية مميزة، لكن زملاء ساترفيلد يشيرون إلى أنه عين مساعداً له ليوفر قدرات إدارية قوية.

وقد اتسع نطاق التحقيقات الأميركية في القضية ليشمل استجواب دبلوماسي إسرائيلي في واشنطن ومن المتوقع أيضا استجواب دبولماسي آخر عاد إلى تل أبيب مؤخرا يدعى نآور غولين. وقد أكد السفير الإسرائيلي في واشنطن دانيال آيالون استعداد غولين لأي استجواب وأن تل أبيب لن تتدخل لمنع ذلك.

وأشار الادعاء الأميركي في القضية إلى أن روزين وفايسمان حصلا بشكل غير شرعي على معلومات سرية من فرانكلين وساترفيلد واثنين من المسؤولين الاميركيين لا تزال هويتهما غير معروفة.

وعلى صعيد الوضع القانوني في القضية فقد دفع المتهمون الثلاثة ببراءتهم من التهم الموجهة إليهم بنقل أسرار دفاعية قومية إلى حكومة أجنبية يعتقد أنها إسرائيل. وتشمل الوثائق المحظورة تقارير غاية في السرية عن السياسة الخارجية الأميركية وهجمات تنظيم القاعدة وتفجيرات الخبر في السعودية التي قتل فيها 19 جندي أميركي.

وتبدأ محاكمة المتهمين في 3 يناير/ كانون الثاني المقبل وأفرج عنهم بعد أن تعهدوا بالمثول أمام المحكمة، وبالنسبة للمحلل في البنتاغون لورنس فرانكلين فمازال يمارس عمله بإدارة سياسات الشرق الأوسط بالوزارة ولكن من منزله منذ توجيه الاتهامات إليه.

التعليقات