شارون يدعو الفلسطينيين الى المصالحة دون القدس وقسم في الضفة

شارون يلقي خطابا ديماغوغيا في الجمعية العامة للامم المتحدة يحرض فيه على الفلسطينيين ويزعم انه ينشد "المصالحة والتسوية" معهم في وقت يعتبر ان لديهم "ثقافة الكراهية"!!

شارون يدعو الفلسطينيين الى المصالحة دون القدس وقسم في الضفة
قال رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون في خطاب القاه امس الخميس امام الجمعية العامة للامم المتحدة انه يعتبر قضية السلام مع الفلسطينيين مهمته الاساسية لكنه في الوقت ذاته اعلن ان اسرائيل ستبقي على احتلالها للقدس ومساحات من الضفة الغربية.

وغلب على خطاب شارون الديماغوغية الغوغائية حيث تكررت كلمة "السلام" عشرات المرات زاعما انه سيقدم ما يسميها بـ"تنازلات مؤلمة" للفلسطينيين من ارضهم التي احتلها بالقوة والمجازر المسؤول عن تنفيذها هو بشكل مباشر وواصل السيطرة عليها خلال ارهاب الدولة الاشنع في التاريخ المعاصر. كما واصل شارون تحريضه الارعن ضد الفلسطينيين زاعما انهم يحرضون ضد اسرائيل ولم يتردد بان يزعم ان لدى الفلسطينيين "ثقافة الكراهية"!!

وقال شارون الذي نقلت الاذاعات وقنوات التلفاز في اسرائيل خطابه باللغة العبرية في بث مباشر "أمدّ يدي الى جيراننا الفلسطينيين وادعوهم الى المصالحة والتسوية ووضح حد للنزاع الدموي والمضي في الطريق المؤدية الى سلام وتفاهم بين شعبينا".

واضاف شارون ان "هذه ارى مهمتي الاساسية في السنوات القريبة".

لكن شارون شدد في الوقت ذاته على ان "القدس ستبقى موحدة الى الابد".

وكرر شارون تصريحات اطلقها في الماضي حول "تقديم تنازلات مؤلمة من اجل احلال السلام بيننا وبين جيراننا الفلسطينيين".

وتابع ان "حق الشعب اليهودي في ارض اسرائيل لا يعني تجاهل حق اخرين في البلاد.

"وسيبقى الفلسطينيون جيراننا الى الابد ونحن نحترمهم وليس لدينا اية تطلعات للسيطرة عليهم.

"وهم ايضا يستحقون الحرية والسيادة القومية في دولة خاصة بهم".

وذكر شارون ان "اخر الجنود الاسرائيليين خرج هذا الاسبوع من غزة وانتهى بذلك الحكم العسكري في المنطقة" أي في قطاع غزة.

وتابع ان "دولة اسرائيل اثبتت انها مستعدة لتقديم تنازلات مؤلمة من اجل حل الصراع بيننا وبين الفلسطينيين".

واعتبر شارون ان "القرار بخصوص فك الارتباط كان صعبا لي وكانت منوطة بالنسبة لي بثمن شخصي لكن الادراك المطلق بان هذه هي الطريق الصحيحة لمستقبل اسرائيل هو الذي وجه خطواتي".

ومضى قائلا انه "جاء الان دور الفلسطينيين ليثبتوا رغبتهم بالسلام".

واعتبر ان "انتهاء السيطرة والمسؤولية الاسرائيلية على قطاع غزة يمكن الفلسطينيين اذا ارادوا ان يطوروا اقتصادهم وبناء مجتمع يتطلع الى السلام ومتطورة وحرة ترتكز الى القانون والنظام والشفافية والقيم الدمقراطية.

"ان الاختبار الاهم الذي سيواجهه الفلسطينيون هو بتنفيذ التزاماتهم بوضع حد للارهاب وقواعده والقضاء على نظام الفوضى للعصابات المسلحة ووقف التحريض والتربية على الكراهية تجاه اسرائيل واليهود".

واعلن شارون انه "الى حين ينفذ الفلسطينيون ذلك فان اسرائيل ستعرف كيف تدافع عن نفسها من الارهاب".

وزعم "لذلك اقمنا الجدار الامني وسنواصل بناءها حتى استكمالها كما كانت ستفعل كل دولة تحمي مواطنيها".

وادعى شارون ان الجدار العازل الذي تبنيه اسرائيل في الاراضي الفلسطينية المحتلة "تمنع بشكل يومي الارهابيين من الوصول الى مراكز المدن والمس بالمواطنين والاولاد والعائلات.

"ان هذا الجدار ضروري للغاية فهي تنقذ حياة الناس".

واستطرد شارون ان "التنفيذ الناجح لخطة فك الارتباط يفتح نافذة من الفرص للتقدم باتجاه سلام بموجب خطة خارطة الطريق.

"ان دولة اسرائيل ملتزمة بخارطة الطريق وتطبيق تفاهمات شرم الشيخ وانا آمل انه سيكون بالامكان بواسطتهما تجديد العملية السياسية".

وتابع "انني انتمي الى هؤلاء الذين يعتقدون انه بالامكان التوصل الى تسوية معقولة وتعايش بين اليهود والعرب".

لكن شارون اردف ان "علي التأكيد على امر واحد وهو انه لن تكون هناك اية مساومة على حق اسرائيل في الوجود كدولة يهودية في اطار حدود قابلة للدفاع وبأمن كامل ومن دون تهديدات الارهاب" في اشارة الى ابقاء الجدار العازل الذي يضم مساحات واسعة من الضفة الغربية وكل القدس الشرقية.

وهاجم شارون ايران قائلا انها "دولة تدعو الى ابادة اسرائيل ومحوها عن وجه الارض ولا احد يفتح فمه.

"ان محاولة هذه الدولة للتسلح النووي يجب ان تقلق كل محبي السلام والاستقرار في الشرق الاوسط والعالم اجمع".

لقد بدا شارون في خطابه هذا امام العالم وكأنه الرجل الذي ينشد فعلا السلام والاستقرار في المنطقة لكنه خطابه في الوقت ذاته تضمن عناصر استمرار الاحتلال ومقابله مقاومة الاحتلال وعناصر زرع فتيل الحرب في المنطقة من خلال تنصيب نفسه الشرطي فيها.



التعليقات