شارون يسعى الى افشال زيارة ابو مازن الى واشنطن

اسرائيل توفد فايسغلاس الى واشنطن لحث الادارة على منع تقديم أي تعهدات للرئيس الفلسطيني بشأن أي خطوات ملموسة باتجاه اقامة دولة بزعم تخوف اسرائيل من قيام دولة "حماس" في قطاع غزة...

شارون يسعى الى افشال زيارة ابو مازن الى واشنطن
رأت تقارير صحفية اسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي ارييل شارون يسعى في هذه الاثناء الى إفشال زيارة رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس (ابو مازن) الى واشنطن التي ستبدأ غدا.

وكتب المحلل السياسي في صحيفة يديعوت احرونوت ناحوم برنياع اليوم الثلاثاء انه "كان من المفترض ان تحتضن الادارة الامريكية ابو مازن والسلطة الفلسطينية (لكن) شارون على طريقته الخاصة خرّب هذه الاحتفال".

واضاف برنياع "من جهة، يدعو (شارون)، من خلال خطاب سيلقيه اليوم في واشنطن، ابو مازن الى تنسيق عملية فك الارتباط مع اسرائيل.

"من جهة ثانية يقول في كل مناسبة ان اي اتفاق مع جهة عربية لا يساوي الورق المكتوب عليه.

"من جهة ثالثة يمتنع عن عقد لقاءات سياسية (مع الفلسطينيين) من شأنها ان تثير الانطباع بانه يقوم بعملية تنسيق.

"ومن جهة رابعة يرسل مستشاره دوف فايسغلاس الى البيت الابيض ليوضح للمسؤولين هناك ان ابو مازن لم يفعل شيئا ملموسا حتى اليوم لتقليص الارهاب ولذلك لا حق له بالحديث".

واشار برنياع الذي يرافق شارون كصحفي الى الولايات المتحدة الى جولة شارون الحالية واصفا اياها بـ"غير العادية" لان شارون لم ولن يلتقي خلال جولته هذه مع مسؤولين امريكيين وانما انحصرت فقط على لقاء قادة اليهود الامريكيين وخصوصا قادة تنظيم اليهود الامريكيين المساندين لاسرائيل-ايباك.

واضاف الكاتب ان شارون استفسر خلال زيارته الماضية الى الولايات المتحدة في الشهر الماضي فيما اذا كانت الادارة الامريكية تقاطع منظة ايباك في اعقاب الكشف عن تسريب مسؤول في البنتاغون لمعلومات الى قياديين في ايباك.

وعندما اتضح لشارون ان الادارة الامريكية لا تقاطع هذه المنظمة بل ان وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس ستلقي خطابا في مؤتمرها الحالي اعلن شارون انه سيشارك في هذا المؤتمر.

ورغم ان شارون لم يلتق بمسؤولين امريكيين خلال جولته الحالية في الولايات المتحدة للتباحث في قضايا تتعلق بالصراع الاسرائيلي الفلسطيني الا ان برنياع اشار في هذا السياق الى لقاء سيعقده شارون مع قادة "تنظيمات مسيحية اصولية".

واضاف برنياع انه "في عهد الرئيس الامريكي جورج بوش لا يوجد تنظيمات اهم منهم" في اشارة الى قرب الرئيس بوش من هذه التنظيمات.

ولفت برنياع الى ان "قسما من قادة هذه التنظيمات المسيحية الاصولية يعارض اي انسحاب اسرائيلي، لاعتبارات دينية مسيحية او بسبب تأثير قادة اليمين المتطرف الاسرائيلي، امثال عضو الكنيست بنيامين الون، علي القسم الاخر منهم.

"وسيحاول شارون ان يقتعم بان الانسحاب من غزة (في اطار خطة فك الارتباط) هو امر جيد للمسيحيين".

من جهة اخرى كانت صحيفة هآرتس قد ذكرت مطلع هذا الاسبوع مع بدء جولة شارون الى الولايات المتحدة ان شارون يعمل من اجل عدم منح الادارة الامريكية ضمانات لرئيس السلطة الفلسطينية على غرار الضمانات التي منحتها الادارة لشارون العام الماضي.

وتخشى اسرائيل ان يصدر عن لقاء بوش وابو مازن تصريحات امريكية تتعلق بطبيعة المفاوضات والحل المستقبلي بين اسرائيل والفلسطينيين بادعاء ان هذا "سيثقل على شارون في الحلبة السياسية الاسرائيلية قبل تنفيذ فك الارتباط".

وتأتي هذه التحسبات الاسرائيلية، بحسب هآرتس، على اثر ورود معلومات من واشنطن الى اسرائيل تفيد بان الادارة الامريكية تنوي اطلاق تصريحات مؤيدة للموقف الفلسطيني "لتعزيز مكانة ابو مازن في الاراضي الفلسطينية مع اقتراب موعد الانتخابات التشريعية الفلسطينية خصوصا مقابل تزايد قوة حركة حماس".

ونقلت هآرتس عن مصادر سياسية اسرائيلية قولها ان هناك خلافات في الرأي بين المسؤولين الامريكيين حول "منح ابو مازن تعهدات سياسية خلال لقائه مع بوش وحول حجم هذه التعهدات"
من جهة اخرى قالت مصادر فلسطينية مطلعة لوكالة أنباء اجنبية، ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، يريد ان تثمر زيارته الاولى للبيت الابيض هذا الاسبوع عن تأكيدات من الرئيس الامريكي جورج بوش بالضغط على اسرائيل كي تبدأ في تنفيذ خارطة الطريق للسلام في الشرق الاوسط، وان كان لا يتوقع الكثير من القمة التي ستجمعه بالرئيس بوش في البيت الأبيض.

ويغادر عباس الاراضي الفلسطينية متوجها الى واشنطن، اليوم. وسيلتقي في عمان بالملك الاردني عبد الله، قبل أن يستأنف رحلته الى العاصمة الاميركية للقاء بوش، يوم الخميس.

وحسب ما نقلته وكالة "رويترز" عن مصادر مقربة من عباس فان الرئيس الفلسطيني يخفض توقعاته بالحصول على وعود ملموسة من بوش بشأن مفاوضات "الوضع النهائي" الخاصة باقامة دولة فلسطينية، فور اخلاء اسرائيل لقطاع غزة المحتل .

وأضاف مسؤول فلسطيني بارز "ان عباس يريد تأكيدات من بوش بأنه سيحمل اسرائيل على تنفيذ خارطة الطريق بعد الانسحاب من غزة (لتهيئة الساحة) لاقامة دولة ذات سيادة وأراض متصلة."

وسيطلع عباس بوش على أحدث الاصلاحات في الأجهزة الأمنية وسعيه لتجنيد المطاردين في الشرطة.

وقال رفيق الحسيني رئيس ديوان الرئاسة الفلسطينية ان الرئيس سيحاول توصيل رسالة مفادها أن "تغيير ثقافة العمل الارهابي" على حد تعبيره، "أفضل من تفكيك البنية الاساسية لجماعات النشطاء بالقوة، . وان اجتذاب الجماعات للتيار الرئيسي سيجعلهم أكثر اعتدالا".

وتسعى اسرائيل الى افشال قمة عباس - بوش ومنع تقديم أي وعود للرئيس الفلسطيني بشأن أي خطوات ملموسة باتجاه اقامة دولة. ولهذا الغرض يزور دوف فايسجلاس المستشار الامني لشارون واشنطن اليوم الثلاثاء لحث البيت الابيض على عدم تقديم اي وعود لعباس.

وحسب مصدر اسرائيلي فان "فايسجلاس سيشرح للامريكيين أن هناك مخاوف متنامية في اسرائيل من اقامة (ارض حماس) في قطاع غزة بعد أن نتركها وأن اعطاء عباس جائزة قبل أن يقضي على "الارهاب" سيضر بموقف شارون من المضي قدما في خطة فك الارتباط."

وقالت مصادر اسرائيلية ان رئيس الوزراء الاسرائيلي، اريئيل شارون المتواجد في واشنطن لحضور مؤتمر اللوبي الصهيوني (ايباك) والذي سيلقي كلمة امامه مساء اليوم، بث رسالة بهذه الروح الى المسؤولين الاميركيين عبر تصريحات ادلى بها في نيويورك ولوسائل الاعلام.

وقالت كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الامريكية في كلمة القتها امام مؤتمر ايباك "ان الرئيس بوش سيؤكد على أهمية تعزيز عباس للديمقراطية في المناطق الفلسطينية".

وقالت رايس "سيكون الرئيس واضحا بان هناك التزامات يتعين الوفاء بها وان هناك أهدافا يتعين تحقيقها ولكن الديمقراطية هي هدف لا يمكن التعدي عليه أو الجدل بشأنه".

التعليقات