شالوم يعرض على مبارك "خطة طريق" للسلام مع 7 دول عربية!

الزيارة كادت تلغى بسبب تكريم اسرائيل لبعض مجرمي فضيحة لافون..

شالوم يعرض على مبارك

ذكرت مصادر إسرائيلية أن وزير الخارجية الإسرائيلية، سيلفان شالوم، إلتقى صباح اليوم، الثلاثاء، في القاهرة الرئيس المصري، حسني مبارك، وعرض أمامه "خطة طريق" للسلام مع دول عربية!

وأفادت المصادر أنه بحسب الخطة التي عرضها شالوم، فإن إسرائيل ستقيم أو تجدد علاقات دبلوماسية مع سبع دول عربية أخرى، بالإضافة إلى الأردن ومصر وموريتانيا. ولم تذكر المصادر أسماء الدول إلا أنها رجحت أن يكون الحديث عن دول شمال أفريقيا والخليج.

وأضافت المصادر أن شالوم قد صرح في مؤتمر صحفي في أعقاب لقائه مع مبارك، حول الشأن الفلسطيني بأنه " يجب بذل الجهود حتى لا تضيع فرصة الدفع بعملية السلام، فالوقت ليس في صالحنا".

ومن المقرر أن تستغرق زيارة شالوم بضع ساعات، يجرى خلالها محادثات مع نظيره المصري احمد ابو الغيط، ومدير المخابرات اللواء عمر سليمان.

وتأتي هذه الزيارة في ظل الغضب المصري على قرار الحكومة الاسرائيلية، الاسبوع الماضي، تكريم المتورطين في "فضيحة لافون" (أنظر أدناه). وكانت مصادر مصرية قد اشارت الى احتمال تأجيل الزيارة بسبب ذلك، الا انه تم الاتفاق بين الجانبين على اتمامها حسب البرنامج المقرر مسبقا.

ورغم الحديث عن ان شالوم سيوقع مع مصر على البروتوكول الذي سيضاف الى "معاهدة السلام المصرية ـ الاسرائيلية"، والخاص بنشر 750 جندياً من سلاح حرس الحدود المصري على الحدود الدولية بعد الانسحاب الاسرائيلي من غزة، الا ان رئيس لجنة الخارجية والامن البرلمانية الاسرائيلية، يوفال شطاينتس، المعادي لكافة الاتصالات مع مصر بشأن تسليمها المسؤولية الامنية عن المحور، يدعي ان وجهة نظر قانونية تمنع الحكومة من توقيع اتفاق مع مصر بهذا الشأن ما لم تصادق الكنيست على ذلك مسبقا.

ويتسلم شطاينتس وجهة نظر بهذا الشأن من المستشارة القضائية للجنته، اليوم. هي أحد أشهر عمليات التخريب التي قامت بها إسرائيل في الخمسينيات على الاراضي المصرية، بهدف زعزعة الامن المصري بعد ثورة يوليو 1952 وتوتير الأوضاع بين مصر والولايات المتحدة

ويطلق عليها "فضيحة لافون" فى إشارة إلى "بنحاس لافون" وزير الدفاع الإسرائيلى فى ذك الوقت غير أن الإسم الحقيقي للعملية هو "سوزانا"

وفيما يلي بعض تفاصيل تلك الفضيحة:

تعتبر البداية الحقيقية لتلك العملية عندما جاء موشى شاريت فى رئاسة الوزراء وبنحاس لافون فى وزارة الامن الاسرائيلية، فى الوقت الذى أصبح وضع اسرائيل دوليا فى منتهى التعقيد، فالاتحاد السوفيتى أصبح دولة عظمى معادية، وبريطانيا على وشك سحب قواتها المرابطة في منطقة السويس، والادارة الأمريكية الجديدة بقيادة الرئيس ايزنهاور تنكرت جزئيا لاسرائيل، على أمل فتح قنوات جديدة مع النظام المصري بقيادة الرئيس جمال عبد الناصر

وكان الإعتقاد السائد لدى إسرائيل فى هذا الوقت هو أن الدول العربية لن تلبث أن تعمل على الانتقام لكرامتها المهدورة فى حرب 1948، وستستعد لحرب جديدة ضد اسرائيل، ولذلك فمن الأفضل توجيه ضربة وقائية لمصر قبل أن تتسلح بالعدة والعتاد

وبناء على هذا الإعتقاد وضعت المخابرات العسكرية فى الجيش الاسرائيلي خطة للتخريب والتجسس في مصر تقوم باعتداءات على دور السينما والمؤسسات العامة، وبعض المؤسسات الأمريكية والبريطانية، وكان الأمل معقودا على أن تؤدى هذه الأعمال الى توتر العلاقات المصرية الأمريكية، وعدول بريطانيا عن سحب قواتها من السويس
في يوم الأربعاء الثاني من يوليو 1954، إنفجرت ثلاثة صناديق فى مبنى البريد الرئيسى فى الاسكندرية ملحقة أضراراً طفيفة

وفى الرابع عشر من يوليو انفجرت قنبلة فى وكالة الإستعلامات الأمريكية في الاسكندرية. غير أن السلطات المصرية رأت أن الشبهات تنحصر حول الشيوعيين والأخوان المسلمين. وبرغم أن الصحافة لم تتجاهل الموضوع هذه المرة لكنها أشارت إلى الحريق بإعتباره ناتج عن تماس كهربائى

وفي مساء اليوم نفسه أنفجرت قنبلة آخرى في المركز الثقافي الأمريكي بالقاهرة وعثر على جرابين من نفس النوع يحتويان على بقايا مواد كيميائية

وفي الثالث والعشرين من يوليو (الذكرى السنوية الثانية للثورة) كان من المفترض وضع متفجرات فى محطة القطارات ومسرح ريفولي بالقاهرة وداري السينما (مترو وريو) فى الاسكندرية، غير أن سوء الحظ لعب دوره وأشتعلت إحدى المتفجرات في جيب العميل المكلف بوضع المتفجرات بدار سينما ريو ، وبتفتيش الشاب عثر معه على قنبلة آخرى . وتم إعتقاله، وقال ان أسمه فيليب ناتاسون، وهو يهودي الديانه وعمره 21 عام وجنسيته غير معروفه، وأعترف بأنه عضو في منظمة إرهابية هي المسئولة عن الحرائق


وبناء على أعترافات ناتاسون والتحريات التى قامت بها أجهزة الامن المصرية فى غياب دور المخابرات العامة التى كانت فى وقتها فى بداياتها تم القبض على كل من فيكتور موين ليفي ، روبير نسيم داسا ، صمويل باخور عازار ، ماير موحاس ذو الأصل البولندي

وكان أخطر ما أعترف به موحاس هو إشارته إلى جون دارلينج أو ابراهام دار الذى اتضح فيما بعد أنه قائد الشبكة ومؤسس فرعيها بالقاهرة والإسكندرية وأحد أخطر رجال المخابرات الإسرائيلية في ذلك الوقت

كما كشف ميوحاس عن الطبيب اليهودي موسى ليتو وهو طبيب جراح وهو مسؤول فرع القاهرة، وتم القبض عليه، ومن أعترفاته تم القبض على فيكتورين نينو الشهيرة بمارسيل وماكس بينيت وإيلى جاكوب ويوسف زعفران وسيزار يوسف كوهين وإيلى كوهين الشهير بالجاسوس الذى أفرج عنه فيما بعد
فى الحادى عشر من ديسمبر عام 1954 جرت محاكمة أفراد الشبكة في محكمة القاهرة العسكرية التى أصدرت أحكامها كالتالي: الإعدام شنقا لموسى ليتو مرزوق وصمويل بخور عازار (تم تنفيذ الحكم في 31 يناير 1955)، الأشغال الشاقة المؤبدة لفيكتور ليفي وفيليب هرمان ناتاسون ، الأشغال الشاقة لمدة 15 سنة لفيكتورين نينو وروبير نسيم داسا، الأشغال الشاقة لمدة 7 سنوات لماير يوسف زعفران وماير صمويل ميوحاس، براءة إيلي جاكوب نعيم وسيزار يوسف كوهين

وتجاهل الحكم ماكس بينت لأنه كان قد أنتحر في السجن ، وأعيدت جثته لاسرائيل بعد ذلك بأعوام، هذا بالاضافة الى هروب كل من ابراهام دار (جون دارلينج) وبول فرانك المشرف على التنظيم

وفي بداية عام 1968 تم الافراج عن سجناء القضية ضمن صفقة تبادل للأسرى مع مصر في أعقاب نكسة يونيو

وأستقبلوا في إسرائيل إستقبال الأبطال وحضرت رئيسة الوزراء الإسرائيلية جولدا مائير بنفسها حفل زفاف مرسيل نينو بصحبة وزير الدفاع موشى ديان ورئيس الأركان

وتم تعيين معظم هؤلاء الجواسيس في الجيش الإسرائيلي كوسيلة مضمونة لمنعهم من التحدث بشأن القضية.
مؤخرا قام الرئيس الاسرائيلي، موشيه كتساب بتكريم ثلاثة من عناصر الشبكة ما زالوا على قيد الحياة وجميعهم فى العقد السابع من العمر وهم مارسيل نينيو وروبرت داسا ومئير زافران

وأعتبرت مصر أن اسرائيل بهذ التكريم تكشف عن الوجه الحقيقى القبيح للدولة العبرية التى بدلا من ان تحاول التكتم ونسيان تلك المؤامرة فانها وبعد مرور نصف قرن على تلك العملية تكرم مجموعة من المجرمين قاموا بعملية ارهابية لزعزعة أمن واستقرار مصر وخلق حالة أزمة فى المنطقةا

التعليقات