شهادة رايس، أمام الكونجرس تكشف عن الغرض الفعلي من لقاء أنابوليس..

"رغبة في تشكيل محور من الدول العربية المعتدلة وإسرائيل وخلق حالة اندماج في حوار وتجارة واستثمارات، لحماية المصالح الأمريكية من أكبر تحد بالنسبة لها الآن، ألا وهو إيران"

شهادة رايس، أمام الكونجرس تكشف عن الغرض الفعلي من لقاء أنابوليس..
وكانت قد اعتقلت قوات الشرطة في الكونغرس الأمريكي أمس ناشطة سلام مناهضة للحرب في العراق اعترضت طريق رايس ولوحت بيديها الملطختين بلون الدم في وجهها ووصفتها بأنها مجرمة حرب.

وطالب على الفور رئيس لجنة العلاقات الخارجية السناتور الديموقراطي توم لانتوس بإبعاد المرأة وتفريق المحتجين المنتمين لمنظمة «كود بينك» المناهضة للحرب، فيما واجهت رايس المرأة ببرود وتابعت طريقها نحو مجلس النواب للإدلاء بشهادتها حول سياسة الولايات المتحدة الأمريكية في منطقة الشرق الأوسط.

إلى ذلك قدم ريتشارد غريفين مساعد وزيرة الخارجية الأمريكية لشؤون الأمن والدبلوماسية أمس استقالته من منصبه على خلفية إقدام عناصر شركة "بلاك ووتر" الأمنية الأمريكية الخاصة الشهر الماضي على قتل /17/ من العراقيين الأبرياء.

وجاء إعلان الاستقالة خلال اجتماع أسبوعي في الخارجية الأمريكية وفقاً لرسالة قرأها غريفين أمام زملائه. وتأتي الاستقالة في أعقاب الجدل المتصاعد في واشنطن حول دور واستخدام الشركات الأمنية الخاصة في العراق.فضحت شهادة وزيرة الخارجية الأمريكية، كوندوليزا رايس، أمام الكونجرس، أمس الأربعاء، الغرض الفعلي الذي تريده إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش من وراء دعوتها لعقد لقاء الخريف في أنابوليس، خصوصاً رغبة الولايات المتحدة في تشكيل محور من الدول العربية التي توصف بـ“المعتدلة” و”إسرائيل” وخلق حالة اندماج في حوار وتجارة واستثمارات، لحماية المصالح الأمنية الأمريكية في الشرق الأوسط من أكبر تحد بالنسبة لها الآن، ألا وهو إيران.

وقالت رايس في الجلسة التي عقدتها لجنة العلاقات الخارجية بمجلس النواب الأمريكي برئاسة النائب توم لانتوس (ديمقراطي) “إن الولايات المتحدة بحاجة لإعطاء دفعة لقوى الاعتدال بالمنطقة وضربة لقوى التطرف”، وأضافت “إيران هي أكبر عقبة بالنسبة لرؤية الولايات المتحدة للشرق الأوسط، فالرؤية الأمريكية هي جعل دول المنطقة تتاجر وتستثمر وتتحاور في ما بينها بشكل أكثر وتعمل معاً بطريقة بناءة لحل المشكلات، أما الحكومة الإيرانية فهي تسير وراء سياسات معادية ومؤذية لمصالح جيرانها على المدى الطويل، ومؤذية للمنطقة وللشعب الإيراني”.

وأضافت “أن لقاء أنابوليس لم يتحدد موعده بعد، لكنه سيعقد قبل نهاية العام الحالي"، مشيرة إلى أن المؤتمر يأتي في وقت يتعرض الشرق الأوسط للخطر بعد سلسلة من الأحداث بما فيها مجهودات لتأييد من سمتهم متشددي “حماس”، وبالتالي فإن إدارة بوش قررت عقد اللقاء حتى لا تتم خسارة الفرصة، حيث يتنامى القلق من أنه من دون وجود احتمال حل سياسي جاد أمام الفلسطينيين بما يعطي للمعتدلين أفقاً يمكن أن يظهروه لشعوبهم، بأنه سيكون هناك حل لدولتين وأنه أصبح ممكناً، فإننا سنفقد فرصة حل الدولتين”، رفضت رايس اعتبار مؤتمر أنابوليس لعبة سياسية أو دعاية لإدارة بوش وهي تنتهي فترتها رداً على سؤال لتوم لانتوس الذي ركز مع عدد من أعضاء اللجنة على الموضوع العربي “الإسرائيلي”.

وأضافت رداً على سؤال للنائب لانتوس المعروف بولائه الشديد لـ”إسرائيل” عما إذا كانت إدارة بوش قد ضغطت على مصر بدرجة كافية لكي تقوم بضرب “حماس”، قالت رايس إن الحكومة المصرية لم تفعل بما فيه الكفاية لوقف تهريب الأسلحة الى داخل قطاع غزة، وأن عدم حدوث تقدم على هذا الصعيد يعرض المجهودات التي تستهدف تأييد الزعماء الفلسطينيين المعتدلين، وأوضحت أنها أبلغت هذه الرسالة خلال لقائها الرئيس حسني مبارك وكبار المسؤولين المصريين خلال رحلتها الاسبوع الماضي الى المنطقة.

وقالت رايس: “لقد كنت في منتهى الوضوح مع المصريين انه بغض النظر عن التحديات والصعوبات لوقف التهريب، يجب عليهم ان يفعلوا المزيد وأن يفعلوا ذلك بسرعة”. وأبلغت رايس الكونجرس بأن الولايات المتحدة سترسل وفدا على مستوى كبير لمساعدة المصريين ليتم التأكد من أن “حماس” غير قادرة على الحصول على أسلحة مهربة من خلال مصر، وأضافت ان هناك مجهودات اضافية لا بد أن تبذل “لأن الموقف ببساطة غير مقبول”.

التعليقات