عنان يحث على مكافحة "الارهاب النووي" منتقدًا مع ذلك انتهاكات حقوق الانسان!

-

عنان يحث على مكافحة
صرح الأمين العام للأمم المتحدة، كوفي عنان، اليوم (الخميس)ن أمام "قمة مكافحة الإرهاب"، في العاصمة الإسبانية مدريد، بأنه "يتعيّن حرمان الإرهابيين من وسائل شنّ هجوم نووي مدمر"، لكنه انتقد في الوقت ذاته الأساليب التي تتبعها بعض الدول في مكافحة الإرهاب والتي قال إنها تنتهك حقوق الإنسان.

وكان عنان يشرح تفاصيل استراتيجية عالمية لمكافحة الإرهاب تدعو إلى تطبيق إجراءات وقائية ورادعة دون التعدي على حقوق الإنسان.

وقال عنان إنّ الوقت "قد حان لتجريم جميع صور الإرهاب"، مضيفًا أنّ خبراء حقوق الإنسان الدوليين "أجمعوا على أن الإجراءات التي تتبناها بعض الدول حاليا في مكافحة الإرهاب تنتهك حقوق الإنسان والحريات الأساسية".

ويتزامن المؤتمر مع الذكرى السنوية الأولى لهجمات 11 آذار على قطارات في مدريد والتي خلفت 191 قتيلا.

يذكر أنّ المؤتمر شارك فيه نحو 300 خبير وأكاديمي دولي لثلاثة أيام، في مناقشة سبل مكافحة الإرهاب مع الحفاظ على الديموقراطية.

وقال عنان إن الأولويات تشمل جعل السفر وتلقي الدعم المالي والحصول على مواد نووية أمرًا عسيرًا على الإرهابيين. كما حثّ عنان الدول الأعضاء في المنظمة الدولية على تبني معاهدة دولية بشأن الإرهاب النووي.

وقال: "لا يزال الإرهاب النووي ينظر إليه على أنه خيال علمي - أتمنى لو كان كذلك. لكن للأسف، فنحن نعيش في عالم توجد به الكثير من المواد الخطرة وتتوفر به المعرفة التقنية، والتي أعلن بعض الإرهابيين بوضوح اعتزامهم استخدامهما في إيقاع عدد كبير من الإصابات تصل إلى حد الكارثة"!

وأضاف عنان أنه "في حال حدوث مثل هذا الهجوم، فلن تقتصر نتائجه على التسبب في دمار وموت واسعي النطاق، بل سيؤثر سلبا على الاقتصاد العالمي ويلقي بملايين الناس في الفقر المدقع".

وقال عنان إن عدم وقوع مثل هذا الهجوم حتى الآن ليس مبررا للتقاعس عن اتخاذ إجراءات وقائية لتجنب حدوثه.

وأشار عنان إلى استراتيجية من خمس نقاط ضرورية:

- إثناء الجماعات الساخطة والناقمة عن اختيار الإرهاب كتكتيك لتحقيق أهدافهم؛

- حرمان الإرهابيين من سبل شن هجماتهم؛

- ردع الدول عن تأييد الإرهابيين؛

- تطوير آلية على مستوى الدول لمكافحة الإرهاب؛

- والدفاع عن حقوق الإنسان في الصراع ضد الإرهاب.

وأضاف عنان: "يجب أن تنص كل السلطات الأخلاقية والسياسية المحتملة بشكل واضح، على أن الإرهاب غير مقبول تحت أي ظرف وفي أي ثقافة."

وقال عنان إنه "يتعين دائما احترام حقوق الإنسان وحكم القانون. أرى أن الإرهاب في حد ذاته هجوم مباشر على حقوق الإنسان وعلى حكم القانون. وإذا ضحينا بهما في رد فعلنا، نكون بذلك نهدي نصرا للإرهابيين. قانون حقوق الإنسان يوفر متسعا لعمل قوي مضاد للإرهابيين، حتى في أقصى الظروف الاستثنائية".

وأضاف: "التنازل عن حقوق الإنسان لا يخدم الصراع ضد الإرهاب، بل على العكس من ذلك، فهو يخدم الهدف الذي يسعى الإرهابيون لتحقيقه. التمسك بحقوق الإنسان لا يتماشى فقط مع السياسات الناجحة لحقوق الإنسان، بل إنه عنصر أساسي منها."

ورغم أنّ عنان لم يُسمِّ أية دولة، فإن كثيرًا من الحاضرين فسّروا ذلك بأنه انتقاد مستتر لإجراءات مكافحة الإرهاب التي تنتهجها إدارة الرئيس الأمريكي، جورج بوش.

التعليقات