في أعقاب استقالة وولفنسون: الرباعية تناقش دورها في الشرق الأوسط ومدى صلة خارطة الطريق..

تقرير وولفنسون النهائي ينتقد بشدة قرار الدول الغربية قطع كل المعونات كما ندد بسياسة اسرائيل لفرض الحصار على الشعب الفلسطيني واغلاق المعابر وخصوصا معبر المنطار..

في أعقاب استقالة وولفنسون: الرباعية تناقش دورها في الشرق الأوسط ومدى صلة خارطة الطريق..
قال مبعوث الرباعية الدولية إلى المنطقة جيمس وولفنسون في تقرير نهائي قدمه عشية استقالته من منصبه أن استمرار الصراع الاسرائيلي - الفلسطيني يؤثر على السلام العالمي. ونقلت صحيفة هآرتس امس الثلاثاء عن وولفنسون مطالبته الرباعية الدولية بعدم ارجاء العمل على وضع حد لهذا الصراع والا فان الرباعية الدولية ستفقد أهميته كهيئة لحل النزاعات.

وانتقد وولفنسون في تقريره النهائي الى رباعي الوساطة في الشرق الاوسط بشدة قرار الدول الغربية قطع كل المعونات ماعدا المساعدات الانسانية عن الحكومة الفلسطينية التي تقودها حركة المقاومة الاسلامية (حماس).

وبعد انفاق أكثر من مليار دولار سنويا على المساعدات للفلسطينيين وجزء كبير منها لبناء مؤسسات حكومية واقتصاد مطلوب من أجل قيام دولة فلسطينية لها مقومات البقاء تساءل التقرير قائلا "هل سنتخلى الان ببساطة عن هذه الاهداف."

وقال التقرير ان الامم المتحدة والمنظمات غير الحكومية لن يمكنها سد الفراغ اذا انهارت مؤسسات السلطة الفلسطينية تحت وطأة الضغوط الغربية.

وقال وولفنسون في مؤتمر صحفي مشترك امس الاثنين في واشنطن مع وزيرة الخارجية الامريكية كوندوليزا رايس "سوف اندهش لو استفاد احد من اخراج التلاميذ من المدارس او من تجويع الفلسطينيين. ولا أظن أن احدا في رباعي الوساطة يعتقد ان هذه هي السياسة التي ينبغي تبنيها."

واضاف الرئيس السابق للبنك الدولي قوله "ارى ان هذه مقامرة خاسرة."

وقال معاونون لوولفنسون انه استقال رسميا من منصبه كمبعوث خاص لرباعي الوساطة في 30 من ابريل نيسان بسبب القيود على دوره الان بعد ان اصبحت حركة حماس تسيطر على السلطة الفلسطينية.

وقطعت الولايات المتحدة والاتحاد الاوروبي المعونات المالية المباشرة عن السلطة الفلسطينية التي لم تتمكن من الحصول على اموال من الخارج لان المصارف المحلية والاقليمية والدولية تخشى ان تتعرض لعقوبات تفرضها عليها واشنطن التي تعتبر حماس "منظمة ارهابية".

وقال تقرير وولفنسون ان التعهدات التي قطعتها في الاونة الاخيرة دول عربية بتقديم مساعدات للفلسطينيين لن تستطيع على احسن تقدير الا تقديم اعانة مؤقتة للحكومة التي تقودها حماس التي عجزت حتى الان عن تدبير 130 مليون دولار هي مقدار التمويل اللازم كل شهر للمحافظة على عملياتها الجارية.

وقال التقرير انه في حين ان بعض الدول المانحة وعدت بزيادة المساعدات الانسانية للتعويض عن اثر تخفيض المعونات المباشرة الى السلطة الفلسطينية "فانه لا الامم المتحدة ولا المنظمات غير الحكومية التي يتطلع اليها كثير من المانحين لديه القدرة على اداء هذه الادوار."

واضاف التقرير قوله "يجب علينا أن نسأل انفسنا هل المعونات الانسانية وحدها سوف تكفي وتوصلنا الى الهدف النهائي لحل قائم على وجود دولتين."

وقال مكتب وولفنسون ان عجز السلطة الفلسطينية عن دفع الرواتب يؤثر بالفعل على الاقتصاد الفلسطيني. وقال التقرير ان "الوضع المالي للسلطة الفلسطينية سار من سيء الى أسوأ."

وفي ظل السيناريو الجاري سيصل معدل البطالة عام 2008 الى 47 في المئة والفقر الى 74 في المئة. وتذهب تقديرات البنك الدولي الى ان نصيب الفرد الحقيقي من الدخل سيهبط 27 في المئة عام 2006 وحده.

وأضاف "ببساطة التحرك لخفض العجز امر لا يمكن تفاديه والعجز المالي الكبير سيحفز السلطة الفلسطينية بلا شك على اتخاذ اجراءات اكثر فعالية في المستقبل القريب."

وعين رباعي الوساطة وولفنسون قبل عام لمساعدة اسرائيل على الانسحاب من غزة وقيادة جهود الاعمار.

وأقر في تقريره بانه لم تتحقق فائدة تذكر من اتفاق توسطت فيه رايس العام الماضي لتسهيل مرور البضائع من والى غزة بعد انسحاب اسرائيل من القطاع.

وندد وولفنسون بسياسة اسرائيل التي تفرض الحصار الاقتصادي والتجويع على الشعب الفلسطيني وقال ان معبر المنطار اغلق نصف الايام التي كان مقررا ان يعمل فيها. وان حجم التصدير بلغ في المتوسط 23 شاحنة في اليوم وهو أقل كثيرا من 150 شاحنة في اليوم نص عليها الاتفاق

تعقد الرباعية الدولية، الولايات المتحدة والإتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وروسيا، الثلاثاء القادم إجتماعاً في مكتب الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، كوفي أنان، وذلك من أجل بلورة الموقف بشأن مواصلة دور الرباعية في الشرق الأوسط.

وأشارت التقارير الإعلامية إلى أن الإجتماع سوف يناقش إذا ما كان سيتم تعيين مبعوث للشرق الأوسط بدلاً من جيمس وولفنسون، الذي استقال من منصبه، أم ستسحب الرباعية أيديها من الوساطة بين إسرائيل والفلسطينيين.

ونقلت تقارير إعلامية إسرائيلية عن مصادر أوروبية رفيعة أن الإجتماع سوف يناقش مدى صلة ما يسمى "خارطة الطريق"، وما إذا كان يتوجب حتلنتها أو التخلي عنها تماماً!

وفي هذا السياق تجدر الإشارة إلى أن عملية الحتلنة أو التخلي عن خارطة الطريق، رغم كل ما يعتورها، سيكون في صالح خطة أولمرت "التجميع" في فرض حلول أحادية الجانب وترسيم الحدود الدائمة لإسرائيل.

كما نقلت التقارير الإسرائيلية عن مصادر رفيعة في الرباعية أن هناك شكوكاً حول مواصلة التدخل الدولي في المسيرة السياسية في الشرق الأوسط، في أعقاب تشكيل الحكومة في إسرائيل برئاسة إيهود أولمرت، الذي ينوي الإستمرار في السياسة الأحادية الجانب، وفي أعقاب تسلم حكومة حماس للسلطة وفرض المقاطعة الدولية عليها!

ونقل موقع "هآرتس" الألكتروني عن دبلوماسي أوروبي قوله إن "الرباعية ستضطر إلى اتخاذ قرار مبدئي حول مواصلة دورها كوسيط بين إسرائيل والفلسطينيين، في حال لم تتغير الظروف التي دعت وولفنسون إلى الإستقالة. وفي حال تقرر إرسال مبعوث جديد، عندها سيكون هناك حاجة لصياغة جديدة تكون ذات صلة بالواقع الجديد الذي نشأ على الأرض".

يشار في هذا السياق إلى أن وزيرة الخارجية الأمريكية، كونداليزا رايس، كانت قد صرحت في مؤتمر صحفي عقدته يوم أمس، مع وولفنسون، أن الأخير من الممكن أن يعود إلى المنطقة في حال أتاحت الظروف السياسية ذلك!


التعليقات