"كوماندوس" أميركي لمحاربة "الإرهاب" في الخارج

-

للمرة الأولى منذ الحرب العالمية الثانية اصدرت وزارة الدفاع الأميركية «البنتاغون» امرا تنفيذيا سريا للغاية يسمح بتسلل قوات خاصة «كوماندوس» الى الدول الاجنبية من وراء ظهر البعثات الدبلوماسية، لشن هجمات ضد التنظيمات الإرهابية.

فيما حذرت مصادر رسمية من اندلاع صراع جديد بين البنتاغون ووزارة الخارجية بعد إفشال الوزير السابق كولن باول لسبع محاولات سابقة دفاعا عن سلطة السفراء باعتبارهم ممثلين للرئيس الاميركى. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن المصادر إن «البنتاغون» تؤيد الان خطة جديدة «لمكافحة الارهاب» ستسمح لقوات العمليات الخاصة بالدخول إلى دول أجنبية للقيام بأنشطة عسكرية من دون تنسيق مع سفراء الولايات المتحدة في هذه البلاد.

ومن المنتظر أن تقلص هذه الخطة من السلطات القديمة التقليدية «لرئيس البعثة الدبلوماسية» والتي يكون سفير الولايات المتحدة بموجبها هو «الممثل الرسمي الاول للرئيس أمام الدولة الاجنبية». وعليه فهو من يقرر السماح بدخول موظفي الحكومة بناء على اعتبارات سياسية ودبلوماسية.

ومن المتوقع أن تحاط مهمات بعثات العمليات الخاصة بالسرية التامة حيث لن يتم الكشف عن هذه العمليات إلا لعدد محدود جدا من المسؤولين في الدولة الأجنبية. وقال مسؤول رفض ذكر اسمه ان الخطة وردت فى امر تنفيذي سري للغاية ويأتي ضمن استراتيجية اعم وأشمل وضعت بعد احداث سبتمبر وتهدف إلى منح إدارة العمليات الخاصة مرونة اكبر لتعقب الشبكات الارهابية في أنحاء العالم.

وأوضح مسؤول في وحدة مكافحة الارهاب خبير بالعمليات الخاصة أن «هذا أمر عسكري على مستوى شامل لم يوجد مثله منذ الحرب العالمية الثانية».

ونقلت الواشنطن بوست عن مسؤول على صلة بالخطة ان «البنتاغون» ترى الحرب على الارهاب مشابهة لحرب العراق وتتطلب اطلاق يد هرم القيادة العسكرية بعيدا عن سلطة البعثة الدبلوماسية. واشار المسؤول الى ان وزارة الخارجية ووكالة المخابرات الـ «سى اى ايه» تعارضان الخطة وترفضان إلغاء سلطات السفراء ومديري محطات «السى اى ايه» فى العواصم العالمية.

وذكرت الصحيفة بقرار كولن باول تعيين السفير كوفر بلاك منسقا عاما لمحاربة الارهاب والاشراف على عمليات «السى اى ايه» ونقلت عن مساعد وزير الخارجية السابق ريتشارد ارميتاج انه افشل 7 محاولات للبنتاغون لاضعاف الدبلوماسية وتهميش السفراء،منها ادخال كوماندوس الى باكستان من وراء ظهر السفير.

واكد مسؤول وثيق الصلة بالنقاش داخل الادارة ان خطة البنتاغون على مكتب وزيرة الخارجية كوندوليزا رايس لادخال تعديلات عليها، واشار الى ان رايس كانت مؤيدة للخطة ابان توليها منصب مستشار الامن القومى، الا انها مضطرة حاليا للدفاع تقليديا عن البعثات الدبلوماسية التى تترأسها، وانها ستكتفى بتعديل صياغة الامر وحذف العبارات الحادة

التعليقات