لجنة دراسة العراق تدعو إلى إشراك سوريا وإيران والضغط من أجل سلام شامل في الشرق الأوسط

"الوضع في العراق خطير وآخذ في التفاقم". وقتل أكثر من 2900 جندي أمريكي منذ غزو العراق في عام 2003 ولا توجد وصفة سحرية لحل المشكلات..

لجنة دراسة العراق تدعو إلى إشراك سوريا وإيران والضغط من أجل سلام شامل في الشرق الأوسط
أوصت مجموعة دراسة العراق برئاسة وزير الخارجية الأمريكي السابق، الجمهوري، جيمس بيكر، والنائب السابق، الديمقراطي، لي هاميلتون، الأربعاء، بأنه ينبغي للولايات المتحدة بدء سحب قواتها من "القتال" في العراق وإطلاق جهود دبلوماسية تشمل إيران وسوريا لمنع "الانزلاق نحو الفوضى" في البلاد.

كما أوصت المجموعة المشكلة من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريكيين، واشنطن إلى خفض دعمها السياسي والعسكري أو الاقتصادي للعراق إذا فشلت حكومته في إحراز تقدم في المجال الأمني والمصالحة الوطنية في بلد يقتل العنف الطائفي فيه العشرات يوميا.

ودعت المجموعة إدارة الرئيس الأمريكي جورج بوش إلى مد اليد لإيران وسوريا، والضغط من أجل "سلام شامل بين العرب واسرائيل" لتسوية الصراع الملتهب. ودعا تقرير اللجنة في توصياته الى ضرورة اطلاق هذا الجهد الدبلوماسي الجديد "قبل 31 ديسمبر 2006"

وقالت المجموعة "الوضع في العراق خطير وآخذ في التفاقم". وقتل أكثر من 2900 جندي أمريكي منذ غزو العراق في عام 2003. واضافت المجموعة "لا توجد وصفة سحرية لحل المشكلات."

ومضى تقرير المجموعة يقول "ان أهم توصياتنا تدعو إلى جهود دبلوماسية وسياسية معززة في العراق وفي المنطقة وتغيير في المهمة الأساسية للقوات الأمريكية في العراق بحيث تمكن الولايات المتحدة من بدء تحريك قواتها المقاتلة خارج العراق بصورة مسؤولة."

وتابع قوله "المهمة الأساسية للقوات الأمريكية في العراق ينبغي أن تتطور إلى مهمة دعم للجيش العراقي الذي سيتولى مسؤولية أساسية عن العمليات القتالية."

ولم يحدد التقرير جدولا زمنيا صارما لنقل المهام غير أنه قال في الوقت نفسه انه بحلول الربع الأول من عام 2008 فان القوات القتالية الأمريكية التي لن تكون هناك حاجة إليها للحماية يمكن سحبها من العراق وان ذلك يعتمد على الأوضاع الأمنية في البلاد.

وقال تقرير مجموعة دراسة العراق انه "اذا استمر تدهور الأوضاع.. يمكن أن تكون العواقب وخيمة. يمكن أن يؤدي الانزلاق نحو الفوضى إلى انهيار حكومة العراق ووقوع كارثة إنسانية. قد تتدخل الدول المجاورة.. ويمكن ان تحقق (شبكة) القاعدة انتصارا دعائيا."

وقالت اللجنة أن وكالات المخابرات ومنها وكالة مخابرات الدفاع التابعة للبنتاجون لم تفعل ما يكفي لرسم خريطة التمرد وتوضيح تفاصيله او فهمه على مستوى قومي أو على مستوى الأقاليم.

وذكرت اللجنة أيضا أن صناع السياسية في الولايات المتحدة لم يحصلوا على ما يكفي من المعلومات من المخابرات بشأن التنظيم والقيادة والتمويل والعمليات للميليشيات الشيعية وعلاقتها بقوات امن الحكومة العراقية.

وخلص التقرير إلى انه "في حين استطاعت الولايات المتحدة الحصول على معلومات مخابرات تكتيكية جيدة وأحيانا ممتازة عن القاعدة في العراق فما زالت حكومتنا لا تفهم جيدا التمرد في العراق ولا دور الميلشيات".
وأوصت لجنة دراسة العراق في تقريرها أيضا بأن يبدأ الجيش الأمريكي جهودا سريعة لتدريب قوات عراقية للدفاع عن بلدها وقال أن القوات الأمريكية ينبغي أن تتحول تدريجيا إلى القيام بدور داعم.وفي أحد أشد توصياتها صرامة اقترحت المجموعة أنه ينبغي للولايات المتحدة بدء سحب الدعم إذا لم تحرز الحكومة العراقية تقدما كبيرا نحو المصالحة الوطنية وتعزيز الأمن وتحسين الحكم.

وقال التقرير "ينبغي للولايات المتحدة إلا تقدم التزاما مفتوحا باستمرار نشر إعداد كبيرة من الجنود الأمريكيين في العراق."
وأضاف "إذا لم تحرز الحكومة العراقية تقدما ملموسا نحو تحقيق أهداف هامة بشأن المصالحة الوطنية والأمن والحكم.. فينبغي على الولايات المتحدة أن تخفض دعمها السياسي والعسكري أو الاقتصادي."

وقال بوش عقب اجتماعه مع أعضاء المجموعة "هذا التقرير يقدم تقييما صعبا للغاية للوضع في العراق." وأضاف "قلت للأعضاء ان هذه الإدارة ستأخذ هذا التقرير الذي يطلق عليه اسم .. الطريق إلى الأمام.. بجدية شديدة."

ويشير محللون إلى أن التقرير سيزيد الضغوط على بوش لإيجاد حل للصراع الذي استمر بالفعل مدة أطول من المدة التي شاركت فيها الولايات المتحدة في الحرب العالمية الثانية.

وقال جون الترمان المحلل السياسي بمركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن "قد يثير ذلك زلزالا ويترك الرئيس في عزلة شديدة اذا رفض تغيير النهج."

واعلن الناطق باسم البيت الابيض توني سنو ان التقرير لا يوصي بانسحاب فوري من العراق او تحديد جدول زمني لسحب القوات من هذا البلد المضطرب. وقال سنو عقب تسلم بوش توصيات اللجنة غير الملزمة لاعادة النظر في السياسة الاميركية في العراق "لم يتضمن التقرير جدولا زمنيا او توصية بالانسحاب الفوري". واضاف ان التقرير يتضمن كذلك توصية "بزيادة عديد القوات (التي تعمل على تدريب القوات العراقية) باسرع وقت ممكن".

واضاف سنو ان التقرير يدعو الى اجراء محادثات مباشرة مع ايران وسوريا. واوضح ان المجموعة تحث الولايات المتحدة على "الدخول في محادثات مباشرة مع ايران وسوريا من اجل السعي الى الحصول على التزام منهما باتباع سياسات بناءة بشان العراق وغير ذلك من القضايا الإقليمية".
وتعتمد فكرة بدء الولايات المتحدة سحب قواتها من القتال في العراق على ما يعتبره محللون افتراضا مشكوكا فيه بشدة بأن قوات الأمن العراقية قادرة على تولي المسؤولية ووقف أعمال العنف.

وأوضح لي هاميلتون إن قدرة الولايات المتحدة على حل الأزمة في العراق تتقلص وان التكاليف يمكن أن تتجاوز تريليون دولار. وأن "النهج الحالي غير مجد وقدرة الولايات المتحدة على التأثير في الأحداث تتقلص. وأضاف: "لا يوجد مسار تحرك مضمون في العراق لوقف الانزلاق تجاه الفوضى. لكن من وجهة نظرنا ان كل الخيارات لم تستنفد.





التعليقات