مبارك: اغتيال الحريري قد يكون فخاً نصب لسوريا

ويقول: "لا نعرف حتى اليوم من يقف وراء اغتيال الحريري. ربما تكون يد خارجية أرادت بث الفرقة أو نصب فخ لسوريا. كل شيء جائز"

مبارك: اغتيال الحريري قد يكون فخاً نصب لسوريا

حذر الرئيس المصري حسني مبارك، في باريس أمس، من أن اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري قد يكون من صنع "يد خارجية" أرادت "نصب فخ لسوريا"، وأوضح أن طلب نزع سلاح حزب الله يعني الدخول في طريق غير سليم، مشيراً إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد "سيحدد في خلال أسبوع جدولاً زمنياً لسحب كامل قواته من لبنان". ‏

وأدلى مبارك بهذه التصريحات لوسائل إعلام فرنسية خلال وجوده أمس في باريس حيث التقى مطولاً أمس الرئيس الفرنسي جاك شيراك في قصر الاليزيه وناقشا قضايا الشرق الأوسط والعراق والانتخابات الرئاسية المصرية ودعم باريس لحصول مصر على مقعد دائم في مجلس الأمن الدولي، إضافة إلى الأزمة اللبنانية. ‏

وتكتمت مصادر الاليزيه حول تفاصيل المحادثات التي أكد وزير الخارجية المصري أحمد ابو الغيط أنها تناولت لبنان، ‏ من دون أن ينفي ذلك المتحدث باسم الرئاسة الفرنسية جيرار بونافون الذي أشار إلى أن شيراك يضع ذلك في أولوية اهتماماته الخارجية منذ تعديل الدستور اللبناني والتمديد للرئيس أميل لحود. ‏

وأشارت أوساط مقربة من مبارك إلى أن الوضع في لبنان وسوريا أثير أكثر من مرة في خلال المحادثات التي امتدت على غداء، ولكن الرئيسين تناولا هذين الملفين، خصوصاً في خلال الخلوة التي جمعت مبارك بشيراك والتي استمرت حوالى 20 دقيقة. ‏

وأوضحت الأوساط نفسها أن الرئيس المصري أطلع شيراك على ما دار في كواليس القمة العربية في الجزائر وعلى تفاصيل لقائه مع الأسد العاتب على الموقف الفرنسي. وأكد مبارك لشيراك، بحسب المصادر نفسها، أن الرئيس السوري بات مدركاً لخطورة الأوضاع الحالية ويعرف أن لا مناص من تطبيق القرار 1559، ولذلك فمن الأفضل تشجيعه بدلاً من الضغط عليه في الوقت الراهن، خصوصاً أن الانتخابات المقبلة ستحدد تماماً طبيعة التجاوب السوري مع الأسرة الدولية وقرارات مجلس الأمن. ‏

وتتابع باريس عن قرب الاستعدادات للانتخابات المقبلة بحيث أكد شيراك لمبارك على ضرورة عدم الإخلال بموعدها أو التلاعب في القوانين المتعلقة بها. ‏

وتتجه فرنسا، وفق بعض التسريبات التي صدرت عن محيط مبارك، إلى رفع مستوى الضغوط في المرحلة المقبلة بغية إقرار مبدأ وجود مراقبين دوليين للانتخابات المقبلة. واتفق شيراك ومبارك على أن هذه الانتخابات ستكون محطة حاسمة في سياق الأوضاع اللبنانية المقبلة، كما أكد الرئيس المصري لمضيفه الفرنسي على أن الدول العربية التي اجتمعت في الجزائر باتت شبه مجمعة على ضرورة استكمال سحب القوات والاستخبارات السورية من لبنان وترك لبنان يستعيد كامل سيادته واستقلاله. ‏

وأعرب الرئيسان، في خلال الاجتماع، عن حرصهما على تجنيب لبنان خضات ما بعد الانسحاب السوري، خصوصا أن ثمة من يعتزم تفخيخ الأوضاع للقول بأن لبنان لا يمكن أن يحكم نفسه بنفسه. ‏

وكررت مصادر فرنسية مسؤولة القول إن "المهم هو استكمال سحب القوات والاستخبارات السورية وإجراء انتخابات حرة". ‏

واعتبر مبارك، رداً على سؤال لصحيفة "لو فيغارو"، عما إذا كان يرغب في إلقاء "الضوء كاملا" على جريمة اغتيال الرئيس الحريري، "نعم. لكننا حتى اليوم لا نعرف من يقف وراء هذه العملية. ربما تكون يد خارجية أرادت بث الفرقة أو نصب فخ لسوريا. كل شيء جائز". ‏

وأضاف، رداً على سؤال عن نزع سلاح حزب الله، أن مثل هذا الإجراء يعني أن "ندخل في طريق غير سليم". وأوضح أن "حزب الله قوي. يمكن أن نطلب منه نزع سلاحه والتحول إلى حزب سياسي لبناني مثل باقي الاحزاب عندما يكون الوضع مستقراً". ‏

ورداً على سؤال بشأن ما اذا كانت التفجيرات الاخيرة عرّضت لبنان لخطر عدم الاستقرار، قال مبارك "لا أعتقد أن انفجاراً أو اثنين يمكن أن يؤديا الى حرب أهلية جديدة". ‏

وأضاف مبارك أنه طلب من الأسد عدم التدخل في تشكيل الحكومة اللبنانية. وأوضح مبارك "أجاب (الأسد): لن أتدخل، لن أقول شيئاً". ‏

وقال مبارك في حديث للقناة الثالثة في التلفزة الفرنسية: "لقد أجريت محادثات عديدة مع الرئيس الأسد وقد واصلنا هذه اللقاءات في الجزائر في خلال القمة العربية التي كررت تبنيها لمبادرة السلام التي كانت أطلقت في قمة بيروت، والرئيس السوري يطبق القرار 1559 وسيحدد في خلال أسبوع جدولاً زمنياً لسحب كامل القوات السورية من لبنان". ‏

وتابع مبارك "لقد طلبت من الرئيس الأسد وجوب استكمال سحب القوات قبل الانتخابات النيابية وذلك تفادياً لوقوع مشاكل أخرى، وأعتقد انه يدرك تماماً هذا الأمر وهو مصمم على سحب قواته وأجهزة الاستخبارات السورية الموجودة في لبنان". ‏

ولم يعرف ما إذا كان الرئيسان قد تناولا التقرير الدولي بشأن اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري، ولكن الأكيد أن شيراك يلقي بكل ثقله بغية متابعة التحقيق وهناك مشاورات فرنسية أوروبية أميركية حثيثة في هذا المجال "لعدم ترك الملف يضيع كما ضاعت ملفات عديدة أخرى في لبنان"، وفق ما ذكرت مصادر فرنسية. ‏

من جهة أخرى، طلب مبارك، في حديثه للتلفزيون الفرنسي، من واشنطن أن تتخلى نهائياً عن فكرة توجيه ضربة عسكرية لإيران. وقال "نقول لأصدقائنا في الولايات المتحدة إنه علينا الابتعاد عن حرب مدمرة"، مضيفاً أن "توجيه ضربة عسكرية (لإيران) قد يؤدي إلى كارثة في المنطقة بكاملها". وتابع أن "المشكلة يمكن حلها بمبادرة أصدقائنا الأوروبيين". ‏

التعليقات