"مجلس الأمن اكتسب سمعة سيئة لتقاعسه ضد اسرائيل واتخاذه اجراءات ضد الدول العربية"

الولايات المتحدة وفرنسا قدمتا مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف الى ممارسة ضغوط جديدة على سورية

قال مندوب سورية في الامم المتحدة، فيصل المقداد، ان مجلس الأمن الدولي اكتسب سمعة سيئة في العالم العربي لتقاعسه عن اتخاذ اجراءات ضد اسرائيل في الوقت الذي يتخذ فيه اجراءات ضد بعض الدول العربية.

جاء ذلك بعدما قدمت الولايات المتحدة وفرنسا، ليلة امس الخميس، مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي يهدف الى ممارسة ضغوط جديدة على سورية لتسحب قواتها التي يقدر قوامها بنحو 17 الف جندي من لبنان.

ويطالب مشروع القرار الأمين العام للامم المتحدة كوفي عنان بأن يقدم تقريرا في هذه المسألة كل ثلاثة أشهر متابعة لتنفيذ قرار صدر عن مجلس الأمن في الثاني من ايلول وطالب برحيل كل القوات الاجنبية عن لبنان.

جاءت هذه الخطوة من جانب واشنطن وباريس في أعقاب تقرير لعنان قال ان سورية لم تذعن لقرار الثاني من ايلول ولم تحدد جدولا زمنيا لعمل ذلك.

وقال عنان أيضا ان لبنان لم ينزع سلاح الميليشيات وهي إشارة لحزب الله والتنظيمات فلسطينية كما طالب القرار.

وطفت المسألة على السطح في الثاني من ايلول حينما حاول مجلس الأمن دونما نجاح منع البرلمان اللبناني من تعديل الدستور لتمديد ولاية الرئيس اميل لحود ثلاث سنوات بعد انتهائها في تشرين الثاني.

ومشروع القرار الجديد "يلاحظ بعين القلق" ما ورد في تقرير عنان من ان المطالب المحددة في قرار الثاني من ايلول لم تلب و"يحث الأطراف المعنية على تنفيذ جميع بنود القرار تنفيذا كاملا".

ويطلب مشروع القرار من عنان متابعة الموقف وتقديم تقرير كل ثلاثة أشهر.

ولم يذكر مشروع القرار شأنه شأن قرار الثاني من ايلول سورية أو أي جماعة ميليشيا بالاسم لكن عنان فعل ذلك في تقريره.

ووضعت فرنسا والولايات المتحدة مشروع القرار الجديد بعد ان فشلتا الاسبوع الماضي في إقناع باكستان والجزائر بالتوقيع على بيان للمجلس يرحب بتقرير عنان.

ولا تصدر بيانات مجلس الأمن إلا باجماع أعضائه الخمسة عشر أما القرارات فلا تحتاج إلا لأغلبية تسعة أصوات شريطة عدم اعتراض أحد من الأعضاء الخمسة الدائمين باستخدام حق النقض (الفيتو). وصدر قرار الثاني من ايلول بموافقة تسعة أصوات فقط في حين امتنع ستة أعضاء عن التصويت.

ولم يتحدد موعد لإجراء تصويت وليس متوقعا إجراء تصويت حتى الاسبوع القادم.

وقال السفير البريطاني امير جونز باري رئيس مجلس الامن هذا الشهر للصحفيين ان بعض اعضاء المجلس ابلغوا راعيي مشروع القرار انهم "يريدون تعديلات أخرى."

واعرب بعض دبلوماسيي المجلس عن الأمل ان يشجع تقديم مشروع القرار الدول على الموافقة على إصدار بيان لرئاسة المجلس وهو ما يتمتع بنفوذ قانوني أقل.

وقال السفير البرازيلي رونالدو موتا ساردنبرج الذي امتنع عن التصويت على قرار الثاني من ايلول "لا حاجة الى إصدار قرار وسيكون هناك عدد كبير من الممتنعين عن التصويت."

واضاف قوله "فلنحاول بناء إجماع على بيان ومن ثم فلا داعي الى ان نعمل من أجل قرار."

وتؤكد سورية ولبنان ان وجود القوات السورية في لبنان مسألة تخص البلدين.

وقال المندوب السوري لدى الامم المتحدة انه كان من المخزي اعتماد القرار الاصلي للمجلس "ومن المخزي متابعته".

واضاف السفير "هذا المنهج مرفوض من كل العرب ومنهم اللبنانيون. هناك ضغط شديد على العواصم ولكن هناك اعضاء صامدون يقاومون. وهذا المجلس منقسم."

واضاف المقداد قوله "نأسف ان فرنسا تسير في هذا الطريق. انه أمر لا يمكن تفسيره نريد ان تحافظ فرنسا على صداقتها للعرب

التعليقات