مرشحان فلسطينيا الأصل يتنافسان على رئاسة السلفادور

الرئيس الجديد سيتم اختياره في الانتخابات الرئاسية التي ستجري اليوم، وسيكون فلسطيني الاصل بالتأكيد، لأن المرشحين الوحيدين هما من فلسطين

مرشحان فلسطينيا الأصل يتنافسان على رئاسة السلفادور

فلسطين، التي ما استطعت إلى الآن أن يصبح لها رئيس كدولة مستقلة، سيكون من أبنائها رئيس في دولة السلفادور، الواقعة على حدود غواتيمالا وهندوراس في أميركا الوسطى.

الرئيس الجديد سيتم اختياره في الانتخابات الرئاسية التي ستجري اليوم، وسيكون فلسطيني الاصل بالتأكيد، لأن المرشحين الوحيدين لرئاسة البلاد التي حصلت على استقلالها في 1821 عن اسبانيا، هما من فلسطين من حيث اصولهما، ومن مدينة بيت لحم بالذات. لكن أحدهما، وهو شفيق حنظل البالغ من العمر 73 سنة، يساري ماركسي وثوري النشاط منذ الخمسينات تقريبا وتحالف مع لبناني الأصل ليكون نائبا له في الحملة التي ينافسه فيها مواطنه طوني السقا، اليميني المحافظ والمرشح عن الحزب الذي ما زال منذ 1989 حاكما في البلاد.

وشفيق حنظل هو من منطقة «أوسولوستان» بالسلفادور، حيث أبصر النور وترعرع واستهل نشاطه السياسي بالمشاركة في اضراب وطني أدى في 1944 إلى تقويض نظام الدكتاتور ماكسيميليانو هيرنانديس. ومن بعدها درس حنظل بدءا من 1949 في جامعة السلفادور ولمع اسمه بين قادة الطلبة فيها كناشط ثوري، فطردته السلطات إلى تشيلي، حيث تابع تعليمه وتخرج في 1956 محاميا، ومن بعدها عاد إلى مسقط رأسه وأصبح في 1957 أمينا عاما للحزب الشيوعي في عاصمة البلاد، سان سلفادور، وفيها تم اعتقاله ونفيه في 1960 ثانية، ولكن إلى غواتيمالا المجاورة بعد أن ساهم بتأسيس «حركة أبريل ومايو الثورية» التي تحولت فيما بعدها إلى حزب سياسي يحمل الاسم نفسه. لكن سلطات السلفادور منعته من المشاركة في الانتخابات البرلمانية، فانضم حنظل متنقلا بين منظمات وأحزاب أخرى، حتى قام بتشكيل «الجبهة الوطنية للتوجيه الأهلي» التي شارك بقيادتها، وتعزز نشاطه السياسي أكثر بتأسيسه لحركة سياسية سماها «جبهة فارابوندو مارتي للتحرير الوطني» وأسس حركة ثورية شقيقة لها سماها «قوات التحرير المسلحة» فخاضت معارك مع الجيش السلفادوري، شارك هو نفسه في معظمها، إلى أن اعترفت السلطات رسميا بها، وأصبحت منذ بداية التسعينات ثاني قوة سياسية في البلاد التي يقطنها أكثر من 4 ملايين نسمة.

وكان حنظل يردد دائما خلال حملته الانتخابية أنه متفائل بالفوزه في الانتخابات، وأنه سيقوم بتغييرات «جذرية يحتاجها هذا الوطن» وفق تعبيره.

والمعروف عن حنظل أنه زار الأراضي الفلسطينية قبل 3 سنوات وعاد منها إلى كوبا في زيارة خاصة، وهناك عقد في عاصمتها، هافانا، ندوة خاصة تحدث فيها عن مشاهداته في الأراضي الفلسطينية المحتلة، وقال في الندوة: «عندما تصبح كتابة التاريخ صعبة بالأقلام، فيتوجب علينا أن نكتبه بالبنادق، وعندما تحيي اسرائيل ذكرى استقلالها المزعوم، انما تحتفل باغتصابها لأرض العرب وإبعاد ما يزيد عن مليون فلسطيني عن ديارهم ووطنهم» لكنه لم يشر أبدا الى أن السلفادور هي واحدة من دولتين في العالم فقط، تتخذ من القدس مقرا لسفارتها.

التعليقات