31/10/2010 - 11:02
واشنطن تسعى لقرار قمة عربي بإنهاء الوجود السوري في لبنان
الولايات المتحدة كانت تسعى لاستغلال اجتماع وزراء الخارجية العرب لإقناعهم باستصدار قرار من قمة الجزائر العربية المقبلة للمطالبة بإنهاء الوجود السوري في لبنان

في خطوة مفاجئة، تقرر تأجيل اجتماع وزراء الخارجية العرب مع نظرائهم من الدول الثماني الكبرى الذي كان مقررا في الثالث من الشهر المقبل لموعد طالبت الدول العربية بأن يكون بعد قمة زعمائها بالجزائر. وأعقبت هذه الخطوة تأكيدات بأن الولايات المتحدة كانت تسعى لاستغلال الاجتماع لعقد سلسلة لقاءات مع الوزراء العرب لإقناعهم باستصدار قرار من قمة الجزائر العربية المقبلة للمطالبة بإنهاء الوجود السوري في لبنان.
وأعلن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط أمس في بيان تأجيل اجتماع وزراء خارجية مجموعة الدول الصناعية الثماني الكبرى والدول العربية إلى موعد «ستتم مناقشته عبر القنوات الدبلوماسية».
وأضاف البيان أن الاجتماع تأجل بطلب من الدول العربية التي ترغب في انعقاده بعد قمة الجزائر العربية في 22 و23 مارس (آذار) المقبل.
وكان الهدف من الاجتماع مناقشة قضايا الاصلاح السياسي والاقتصادي والاجتماعي في العالم العربي ومتابعة الاجتماع الاول لمنتدى المستقبل الذي عقد في الرباط في11 ديسمبر (كانون الأول) الماضي بمشاركة وزراء الخارجية والمالية للدول العربية ودول مجموعة الثماني.
وقبيل قرار التأجيل، أكدت مصادر أميركية مطلعة بالقاهرة، أن كوندوليزا رايس وزيرة الخارجية الأميركية وعددا من وزراء مجموعة الدول الثماني الكبرى، يسعون لترتيب سلسلة من اللقاءات مع وزراء الخارجية العرب خلال اجتماعاتهم بالقاهرة في الثاني والثالث من الشهر المقبل، لبحث إمكانية صدور قرار من القمة العربية، قبل اللجوء إلى الأمم المتحدة، بإنهاء الوجود السوري بلبنان، على اعتبار أن سورية تستند لوجودها إلى قرار القمة العربية الصادر عام 1975 واتفاق الطائف.
وأكدت المصادر أن رايس طلبت عقد عدد من الاجتماعات مع وزراء خارجية مصر والأردن والسعودية وقطر والجزائر، وذلك على هامش اجتماعات مجموعة الثماني مع وزراء الخارجية العرب، لبحث الموقف في لبنان وتطورات العلاقة مع دمشق وإمكانية سحب سورية قواتها من لبنان في إطار الدول العربية، قبل صدور قرار من مجلس الأمن يكون ملزما لدمشق.
وأرجعت المصادر الرغبة الأميركية إلى أن واشنطن لا تريد الدخول في مواجهات مع الدول العربية حول سورية في هذه الفترة، لذلك تأمل في التشاور مع أكبر عدد من الدول العربية، خاصة مصر والأردن والسعودية، وإتاحة الفرصة أمامها لحل الخلاف السوري الأميركي حول لبنان وعدد من القضايا الأخرى، حرصا على استمرار المسيرة السلمية لا سيما بعد التطور الإيجابي في المنطقة بعد قمة شرم الشيخ.
وقالت مصادر مصرية إن الحاجة أصبحت ملحة الآن للمضي قدما في الاقتراح المصري الخاص بترتيب لقاء سوري أميركي بعد أسبوعين بالقاهرة أو شرم الشيخ، على هامش اجتماعات وزراء الخارجية العرب مع مجموعة الثماني، لمحاولة تقريب وجهات النظر بين الطرفين عقب قيام واشنطن بسحب سفيرتها من دمشق بعد اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري. كما أن وزير الخارجية المصري أحمد أبو الغيط حاول أثناء لقائه مع رايس بواشنطن أخيرا، القيام بوساطة بين واشنطن وسورية والعمل على تضييق هوة الخلاف بين الجانبين. وفي واشنطن قال لو فنتور المتحدث الرسمي المناوب باسم الخارجية الأميركية أمس ان موضوع انسحاب سورية من لبنان امر بالغ الاهمية للولايات المتحدة «وانه امر ذو اولوية لنا»، وان وزيرة الخارجية الأميركية ستثيره في كل المناسبات. ولكنه قال انه لا يستطيع ان يؤكد او ينفي ما تردد عن طلب تقدمت به رايس للاجتماع بوزراء الخارجية العرب لتطلب منهم ممارسة الضغط على سورية للانسحاب من لبنان. وقال فنتور : «عندما نقرر ذلك رسميا سنعلن الخبر في حينه». وكرر مطالبته سورية بالانسحاب من لبنان قائلا «ان الوجود السوري في لبنان ينتهك القرار 1559 للامم المتحدة». واشار الى ان الولايات المتحدة تتابع عن كثب ما يقوم به مجلس الأمن بشأن مسألة الكشف عن مدبري ومنفذي اغتيال رفيق الحريري والتحقيق معهم. وقال: «اننا نريد ان نعرف من هو المسؤول عن موت الحريري وجلبه امام العدالة بأسرع وقت ممكن». واشار في نفس الجملة الى وجود العديد من عناصر الاستخبارات السورية في لبنان فقال: «نعلم ان هناك الكثير من الارهابيين وعملاء الاستخبارات السورية في لبنان».
التعليقات