انتقادات لأداء "السي.آيه.إيه" في رصد ثورتي تونس ومصر

أثار مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "سي.آي.إيه"، ليون بانيتا، حالة من الارتباك الخميس، عندما ألمح إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك سيتنحى من منصبه، مما يدل على الصعوبة التي تواجهها واشنطن في رصد الأحداث المتسارعة في ذلك البلد.

انتقادات لأداء

 

أثار مدير وكالة الاستخبارات المركزية الامريكية "سي.آي.إيه"، ليون بانيتا، حالة من الارتباك الخميس، عندما ألمح إلى أن الرئيس المصري حسني مبارك سيتنحى من منصبه، مما يدل على الصعوبة التي تواجهها واشنطن في رصد الأحداث المتسارعة في ذلك البلد.

ووسط توقعات محمومة، حول ما إذا كان الرئيس المصري حسني مبارك يستعد للإعلان عن تنحيه من السلطة، رضوخا للتظاهرات الشعبية الواسعة، والتي ثبت عدم صحتها ليلة الخميس الجمعة، ظهر بانيتا وكأنه يدعم تقارير الاعلام في تصريحات أمام لجنة من الكونغرس.

وفي رد على الأنباء بشأن ما إذا كان مبارك سيتنحى عن السلطة، قال بانيتا: "حصلت على المعلومات نفسها التي حصلتم عليها، وهي أن هناك احتمالا كبيرا بأن مبارك يمكن أن يتنحى هذا المساء".

إلا أن مسؤولا أمريكيا اضطر إلى التفسير بأن بانيتا كان يشير فقط إلى التقارير الاخبارية، وليس إلى معلومات حصلت عليها الوكالة حصريا.

ليون بانيتا - مدير "السي.آي.إيه"

وتوقع بانيتا صراحة نهاية حكم مبارك، وقال إنه يبدو أن نائبه عمر سليمان سيتولى السلطة، وقال أمام لجنة الاستخبارات في مجلس النواب: "لا أعلم تفاصيل ما سيحدث، لكنني أعتقد أنه سيسلم معظم سلطاته إلى سليمان، ليتمكن من حكم البلاد وإجراء الاصلاحات التي نأمل أن تحصل".

واشنطن بوست: أجهزة الاستخبارات فقدت قدرتها على فهم المحتجين، لانشغالها بمكافحة الإرهاب

ورغم إشاراته إلى الأنباء التي تبين أنها غير صحيحة، رفض بانيتا الانتقادات الموجهة إلى عمل الوكالة، وعدم توقعها الاضطرابات التي تشهدها مصر، إلا أن أداءه أثار بكل تأكيد مزيدا من الاتهامات بأن الوكالة متخلفة عن الأحداث.

ويقول ناقدون إن أجهزة الاستخبارات في البلاد، والتي فاقت ميزانيتها 80 مليار دولار عام 2010، تفاجأت بحجم الاحتجاجات الشعبية في مصر، والتي يمكن أن تمتد إلى دول أخرى في الشرق الأوسط وتهز دولا حليفة للولايات المتحدة.

وكتب المعلق ديفيد أغناطيوس في صحيفة "واشنطن بوست"، يقول أن أجهزة الاستخبارات الأمريكية ربما أصبحت مع مرور الوقت غير قادرة على فهم "عالم المحتجين"، بسبب تركيزها على مكافحة الارهاب في العمل مع أجهزة الاستخبارات المصرية والعربية.

وقالت ديان فاينشتاين، رئيسة لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الامريكي في وقت سابق من هذا الأسبوع، إن أجهزة الاستخبارات لم تقدم للبيت الأبيض أو الكونغرس "أي تحذير حقيقي"، بأن الاضطرابات ستحدث في هذا البلد الحليف لواشنطن منذ مدة طويلة، وقال قائد الجيش الامريكي، الأميرال مايكل مولين، إن الاحداث في مصر كانت "مفاجئة".

وفي جلسة الاستماع، عاد بانيتا إلى مسألة التنحي المحتمل للرئيس مبارك، وحاول أن يوضح ما يعرفه عن الأحداث المتسارعة.

وقال: "دعوني ـوضح فقط هنا ـنني تلقيت تقارير بـن مبارك قد يفعل ذلك (يتنحى)، نحن نواصل مراقبة الوضع، لم نحصل على معلومات محددة بأنه سيفعل ذلك".

وحاول رئيس اللجنة في مجلس النواب الجمهوري، مايك روجرز، تجنب انتقاد بانيتا، وقال لتلفزيون بلومبرغ، إن بانيتا "ربما أخطأ في اختيار الكلمات"، ولكن "لا أحد يستطيع التنبؤ بالمستقبل".

وقال جيمس كلابر، مدير الاستخبارات القومية، في الجلسة نفسها، إن أجهزة الاستخبارات تقوم "بعمل جيد" في متابعة الاضطرابات التي جرت مؤخرا في تونس، وتجري اليوم في مصر.

مدير الاستخبارات القومية: أجهزتنا طالما كانت راصدة وعارفة للظروف في الشرق الأوسط

وقال كلابر المخضرم في عالم الاستخبارات، إن أجهزة الاستخبارات "لطالما رصدت وعرفت الظروف في الشرق الأوسط، من حيث مصادر القلق الاقتصادية، والقمع السياسي، والاحباطات التي يشعر بها العديدون في الشرق الأوسط".

إلا أن التنبؤ بدقة، بما يمكن أن يؤدي إلى اندلاع تظاهرات حاشدة، يعد أمرا صعبا، بحسب كلابر وبانيتا.

وقال بانيتا إن المحللين الاستخباراتيين يمكن أن يعرفوا مناطق الضعف، ويبلغوا عن وقوع الزلازل "ولكنهم لا يستطيعون توقع وقت حدوث الزلزال".

وأضاف أن "السي.آي.إيه"، يمكن أن تحسن عملها في رصد التوجهات التي أدت إلى الانتفاضة المصرية، ولكنه قال إن فريق المهمات الجديد المؤلف من 35 شخصا، سيركز على "الأسباب التي تؤدي إلى اندلاع مثل هذه الأحداث".

وأكد أن الوكالة ستسعى إلى تحسين استخباراتها بشأن المشاعر الشعبية، وجماعات المعارضة، ودور الإنترنت.

التعليقات