تحركات غربية مكثفة استعدادا لعمليات عسكرية تشن ضد النظام الليبي

إيطاليا تعلن انضمامها إلى تحالف بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة دون تحفظ / كندا ترسل 6 طائرات عسكرية لتطبيق فرض الحظر الجوي على ليبيا / الحلف الأطلسي يضع خططا لأي تحرك مناسب دعما لقرار الأمم المتحدة / ألمانيا تعرض إرسال المزيد من طائرات المراقبة لأفغانستان لتفرغ الطائرات الامريكية لليبيا / فرنسا تستضيف محادثات السبت لوضع خطط يتم التعامل من خلالها مع نظام القذافي

تحركات غربية مكثفة استعدادا لعمليات عسكرية تشن ضد النظام الليبي

قالت وزارة الدفاع الامريكية (البنتاجون) يوم الجمعة، إنها جاهزة لتنفيذ أوامر بشأن ليبيا، ولكنها أضافت أنها لن تناقش أي عمليات محتملة، بينما تتزايد التكهنات بشأن تحرك عسكري غربي ضد نظام معمر القذافي.

وقال البنتاجون في رد على سؤال بخصوص الاستعدادات بشأن ليبيا: " نحافظ دائما على درجة استعداد عالية، لنضمن أن نكون قادرين بشكل كامل على دعم أي أوامر قد نتلقاها."

وأضاف: "إننا كسياسة، لا نناقش تفاصيل أي أنشطة للعمليات أو أنشطة للتدريب على العمليات تجرى في المستقبل، ولا نتكهن بما إذا كنا قد نتلقى أو لا نتلقى أوامر للقيام بعمليات، مستمرون في مهمتنا الرئيسية للتدريب والاستعداد كي نكون قادرين على تلبية أي مهمة إذا تلقينا أوامر."

الجيش الامريكي يقول إن الولايات المتحدة ستنشر المزيد من السفن البرمائية في المتوسط

وقال الجيش الامريكي في وقت لاحق، إن الولايات المتحدة ستنشر سفنا برمائية إضافية في البحر المتوسط، في إطار خطط إدارة أوباما للرد على العنف في ليبيا.

وأضاف في بيان، إن مجموعة سفن "باتان" البرمائية ستنتشر في 23 مارس/آذار، قبل الموعد المحدد لها أصلا لتحل محل وحدات من مجموعة "كيرسارج" البرمائية الموجودة حاليا في البحر المتوسط.

وتشمل المجموعة التي سيتم نشرها السفينة البرمائية الهجومية "باتان"، ومقرها فرجينيا، فضلا عن سفن أخرى.

إيطاليا تعلن انضمامها إلى تحالف بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة دون تحفظ

ومن جهتها، ألقت إيطاليا بثقلها وراء خطط القيام بتحرك عسكري في ليبيا، وعرضت الاستعانة بقواعدها الجوية، وأعلنت أنها ستنضم لتحالف مع فرنسا وبريطانيا والولايات المتحدة "دون تحفظ".

وقال وزير الخارجية الايطالي، فرانكو فراتيني، الذي كان حتى يوم الأربعاء الماضي يستبعد القيام بأي عمل عسكري، إن بلاده تؤيد تماما قرار مجلس الأمن الدولي الذي يجيز شن ضربات جوية، وإنها ستقوم بدورها كاملا في العمليات.

وأضاف في جلسة لإحدى لجان مجلس الشيوخ: "القرار الايطالي ليس مجرد تأييد الأمر تأييدا تاما، ولكن أيضا ضرورة المشاركة الفعالة."

وكانت إيطاليا، القوة الاستعمارية السابقة في ليبيا، من أقرب أصدقاء معمر القذافي في أوروبا قبل الاضطرابات، وكانت أكبر مستورد للنفط الليبي.

إيطاليا: قواعدنا الجوية ستكون مفتوحة لاستخدام الحلفاء

وقال وزير الدفاع الايطالي، أنياتسيو لا روسا، إن هناك سبع قواعد في إيطاليا ستكون متاحة للاستخدام، وإن بعض الحلفاء طلبوا استخدامها بالفعل.

رئيس الوزراء الايطالي - أنياستو لا روسا

وتقع خمس من هذه القواعد بجزيرة صقلية الجنوبية، مما يجعلها من أقرب القواعد المتاحة من ليبيا.

كما لمح لا روسا إلى أن نابولي، حيث يوجد المقر الاوروبي الجنوبي لحلف شمال الأطلسي، يمكن أن تكون مركزا للعمليات.

وأضاف في جلسة بمجلس الشيوخ: "بعض الدول الصديقة، لا سيما بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة، وكذلك بعض الدول العربية، تعمل في العلن لتشكيل هذا التحالف... الذي سننضم إليه دون أدنى تحفظ."

وقال إنه سيتم عرض القواعد "دون قيود"، وإنه سيكون بمقدور إيطاليا توفير منشآت أخرى كذلك.

ومضى قائلا: "لدينا بالتأكيد قدرة قوية على تحييد أجهزة الرادار الخاصة بأي خصم محتمل"، وتابع: "يمكننا أن نتدخل على أي نحو باستثناء التدخل البري بالطبع."

 كندا ترسل 6 طائرات عسكرية لتطبيق فرض الحظر الجوي على ليبيا

وفي السياق ذاته، قال رئيس الوزراء الكندي ستيفن هاربر، الجمعة أيضا، إن بلاده شعرت بالتشجيع بعد تقارير ذكرت أن ليبيا أعلنت وقفا لإطلاق النار مع قوات الثورة، لكن أوتاوا لا تزال عازمة على إرسال طائرات مقاتلة إلى المنطقة للمساعدة في تطبيق منطقة حظر الطيران التي فرضتها الأمم المتحدة.

وقال مسؤولون إن ست طائرات من طراز "سي.إف-18"، ستتجه إلى المنطقة في وقت لاحق من يوم الجمعة للانضمام إلى فرقاطة كندية موجودة هناك بالفعل.

وكان هاربر يتحدث بعد وقت قصير من اعلان ليبيا انها ستوقف كافة العمليات العسكرية لحماية مدنييها واستجابة لقرار اصدرته الامم المتحدة يسمح بفرض منطقة حظر طيران.

رئيس وزارء كندا: نشعر بالتشجيع من إعلان وقف إطلاق النار، لكن وجود قواتنا ضروري لتطبيق القرارات الدولية

وقال هاربر في بيان: "نشعر بالتشجيع بعد الأنباء الأخيرة بأن النظام الليبي أعلن وقف إطلاق النار ردا على التهديد بالقيام بعمل عسكري."

وأضاف: "لكن لكي يحتفظ التهديد بمصداقيته، يجب أن تكون هناك قوات عسكرية كافية، وبناء على ذلك، سنستمر في نشر قواتنا"؛ وقالت وسائل إعلام محلية، إن 200 من العاملين سيرسلون إلى هناك للدعم.

رئيس الوزراء الكندي - ستيفن هاربر

وقال هاربر، الذي لا تهيمن حكومة الأقلية المحافظة التي يقودها على مجلس العموم، إنه سيتشاور مع مشرعين من المعارضة بشأن الخطوة الأسبوع القادم.

وقال: "سنسعى للحصول على موافقة برلمانية قبل تمديد نشر القوات لأكثر من ثلاثة أشهر."

الحلف الأطلسي يضع خططا لأي تحرك مناسب دعما لقرار الأمم المتحدة

هذا وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي يوم الجمعة، إن الحلف بصدد إنجاز خطط كي يتمكن من اتخاذ "تحرك مناسب" بشأن ليبيا.

وقال دبلوماسيون إن اجتماعا لسفراء الحلف في بروكسل، لم يتوصل إلى قرار بشأن مشاركته في عمليات عسكرية ضد قوات معمر القذافي، والتي أجازها قرار للأمم المتحدة، لكنهم أضافوا أن المعارضة الألمانية والتركية تراجعت على ما يبدو.

ويجب أن توافق كل الدول الأعضاء في الحلف، وعددها 28 دولة على أي عملية، وقد عارضت تركيا تدخل الحلف في ليبيا، وتعارض ألمانيا أيضا الأمر، وامتنعت يوم الخميس عن التصويت على قرار مجلس الأمن، وقال دبلوماسيون من الحلف إن ألمانيا لن تشارك في أي عمل عسكري لكنها لن تسعى لمنعه.

وقال أندرس فو راسموسن، الأمين العام للحلف، عقب الاجتماع، إن الحلف " يكمل التخطيط كي يكون جاهزا لاتخاذ تحرك مناسب دعما لقرار الأمم المتحدة، في إطار الجهد الدولي الواسع."

وأضاف: "هناك ضرورة ملحة ودعم قوي من المنطقة، وتفويض واضح من الأمم المتحدة لتحرك دولي ضروري"، مشيرا إلى الشروط التي أعلنها الحلف سابقا لأي تحرك.

أندرس فو راسموسن - الأمين العام للحلف الأطلسي

ودعت تركيا يوم الجمعة إلى وقف فوري لإطلاق النار في ليبيا، وجددت معارضتها للتدخل العسكري الأجنبي، لكن مسؤولا في الحلف قال إن أيا من تركيا أو ألمانيا لم تتخذ خطوة لتعطيل التحرك في اجتماع يوم الجمعة، وأضاف: "لم يكن راسموسن ليصدر هذا البيان إن هما قالتا لا."

وتابع قوله: "تم التوصل إلى إجماع لإكمال التخطيط، جرى وضع اللمسات النهائية على التعليمات لتسلسل القيادة، وينبغي لسلسلة القيادة الآن تقديم خطة نهائية."

ألمانيا تعرض إرسال المزيد من طائرات المراقبة لأفغانستان لتفرغ الطائرات الامريكية لليبيا

وقال المسؤول إن ألمانيا عرضت إرسال مزيد من الطواقم الجوية إلى أفغانستان، لتفرغ بعض طائرات الاستطلاع الأمريكية لمراقبة أي إجراءات في ليبيا.

وفي الوقت الذي تستعد فيه الطائرات الحربية الغربية لمهاجمة قواته، قالت حكومة القذافي يوم الجمعة، إنها تعلن وقفا لإطلاق النار في هجومها لسحق المعارضة المسلحة.

فرنسا تستضيف محادثات السبت لوضع خطط يتم التعامل من خلالها مع نظام القذافي

أما فرنسا، فقد واصلت الضغط على معمر القذافي، ومضت قدما في خطط لتدخل عسكري مشترك، رغم إعلان حكومة الزعيم الليبي وقفا لإطلاق النار في هجماتها على قوات المعارضة.

وقالت حكومة الرئيس نيكولا ساركوزي، إنها ستستضيف محادثات يوم السبت بين رئيس المجلس الاوروبي، ومسؤولين من الجامعة العربية، وممثلين كبار من كل الدول الراغبة في دعم تدخل بتفويض من الأمم المتحدة في ليبيا.

الرئيس الفرنسي - نيكولا ساركوزي

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية، برنار فاليرو، إن إعلان حكومة القذافي وقفا لإطلاق النار من جانب واحد يوم الجمعة، لم يبعد التهديد عن المدنيين في الدولة النفطية.

وقال فاليرو وفقا لتقارير إعلامية: "يجب أن نكون حذرين جدا، بدأ (القذافي) يخاف لكن على الأرض لم يتغير التهديد."

وأضاف فاليرو أن القذافي تجاهل قرارا سابقا من مجلس الأمن الدولي، ويمكن أن يفعل ذلك مجددا، وتابع: "لو تذكرتم ما قاله قبل ثلاثة أسابيع .. وخاصة التهديدات المروعة ضد شعبه.. لم تكن مجرد كلمات، لكن جرائم ضد شعبه."

وقال مسؤول بالجامعة العربية في باريس، إن الأمين العام للجامعة عمرو موسى سيحضر اجتماع السبت الذي سيركز على تنسيق وتنفيذ قرار الأمم المتحدة.

وقال المسؤول بعدما وعد وزير الخارجية الليبي، موسى كوسا، بوقف كل العمليات العسكرية "إنها خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنها ليست كافية."

وقبل إعلان طرابلس، قال مسؤولون فرنسيون إن العمليات العسكرية يمكن أن تبدأ ضد ليبيا خلال ساعات بعد قرار مجلس الأمن الدولي، في وقت متأخر يوم الخميس.

ساركوزي يجتمع مع قياديي دولته، ويلتقي أمير قطر، ويتحدث مع كاميرون حول ليبيا

واجتمع ساركوزي مع وزير دفاعه ورئيس الوزراء، وقائد القوات المسلحة، الجمعة، وفي وقت لاحق اجتمع رئيسا الوزراء فرانسوا فيون، ووزير الخارجية آلان جوبيه، مع أعضاء في البرلمان.

كما تحدث ساركوزي عبر الهاتف مع رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، ورئيس المجلس الأوروبي، هيرمان فان رومبوي، قبيل محادثات السبت، التي أكد كاميرون أنه سيحضرها.

وبحث ساركوزي أيضا الوضع في ليبيا أثناء محادثات في قصر الإليزيه، مع أمير قطر، الشيخ حمد بن خليفة آل ثاني، الذي قال إن بلاده قد تشارك في العملية.

وقال فرانسوا باروان، المتحدث باسم الحكومة الفرنسية، لراديو "آر. تي.إل" الفرنسي: "الفرنسيون الذين قادوا الدعوة (للتحرك) سيأخذون بالطبع موقفا متسقا مع التدخل العسكري، ستشن الهجمات سريعا."

وطلب منه أن يكون أكثر تحديدا، فقال إن فرنسا "ستشارك" في العمليات، وأكد أن التحرك سيكون لمساعدة الثوار، وأنه لا يعني احتلال ليبيا المنتجة للنفط.

وقالت مصادر دبلوماسية، إن من المرجح أن تقود فرنسا وبريطانيا التدخل بمشاركة محتملة من الولايات المتحدة، ومن دول عربية مثل الإمارات وقطر.

التعليقات