انبعاث الدخان مجددا من مفاعلين في فوكوشيما

تراجع الأمل بالعثور على المفقودين الذين يبلغ عددهم نحو 12 ألفا وعدد الضحايا يتجاوز 9 آلاف

انبعاث الدخان مجددا من مفاعلين في فوكوشيما

تصاعد دخان رمادي من المفاعلين الثاني والثالث بمحطة فوكوشيما النووية، شمالي شرقي اليابان، ويعد ذلك انتكاسة جديدة بعد أن تم تحقيق تقدم باتجاه استقرار درجة الحرارة بالمحطة التي تضررت من كارثة الزلزال وأمواج المد البحري.

وبينما تتواصل أزمة محطة فوكوشيما النووية، أشارت تقارير جديدة إلى تعرض نبات السبانخ والحليب إلى تلوث إشعاعي بالمناطق القريبة من المحطة في ظل مخاوف السكان من اتساع دائرة المواد الغذائية المعرضة لخطر الإِشعاع.

فقد قالت وكالة كيودو اليابانية إن دخانا رماديا تصاعد صباح اليوم الثلاثاء من المفاعلين الثاني والثالث في محطة فوكوشيما.

وقالت الوكالة إن أعمال الصيانة جارية بالمحطة لإعادة جزء من التجهيزات إلى العمل بعد أن تعطل بسبب هذا الدخان مع تبريد المفاعلات بخراطيم المياه.

وانبعث الدخان من محطة فوكوشيما مما أدى إلى إجلاء قسم من الموظفين الذين يعملون من دون توقف منذ أيام لإعادة تشغيل نظام تبريد المفاعل.

وتعرض المفاعل الثالث لخسائر جسيمة بعد الزلزال وتسونامي يوم 11 مارس/ آذار، ويثير المفاعل القلق منذ أيام بعد تعرضه لأضرار كبرى بعد انفجار دمر الشطر الأعلى من المبنى.

وتدور المخاوف حول احتوائه وقود "أم أو إكس" وهو خليط من أكسيدات اليورانيوم والبلوتونيوم التي تعتبر انبعاثاتها خطيرة.

وتم وصل مفاعلات المحطة الستة بشبكة التغذية الكهربائية، ويبقى حاليا على الخبراء تجربة المعدات قبل البدء بالتغذية لتجنب حصول دائرة كهربائية حيث من المتوقع أن تستغرق يومين أو ثلاثة.

وأعلنت وكالة الأمن النووي اليابانية بمرحلة أولى أن غرفة مراقبة المفاعل الثاني قد تعود إلى الخدمة سريعا، قبل أن تقر الوكالة أن العملية قد تتأخر بسبب الدخان المنبعث من المفاعل الثالث.

وبانتظار إعادة تشغيل معدات المحطة، واصل الجنود ورجال الإطفاء صباحا رش المفاعلات بخراطيم المياه لتبريد الوقود وتجنب انبعاث كميات كبيرة من الإشعاعات في الجو غير أنهم اضطروا لتعليق عملياتهم بعد انبعاث الدخان.

في هذه الأثناء، ظل السكان في حال استنفار لا سيما سكان طوكيو ومنطقتها البالغ عددهم 35 مليونا مع انتشار المخاوف من أن تحمل الرياح الشمالية مواد مشعة من المحطة النووية إلى العاصمة التي تبعد 250 كلم إلى الجنوب الغربي.

وحاولت الحكومة مرارا طمأنة السكان بأن نسبة الإشعاع في المطر ومياه الصنابير أو بعض الأغذية في محيط المفاعلات المتضررة نتيجة الزلزال وتسونامي "لا تشكل خطرا على الصحة".

وأشارت تقارير جديدة إلى تعرض نبات السبانخ والحليب إلى تلوث إشعاعي في المقاطعة التي توجد بها المحطة المنكوبة ومناطق أخرى.
وقال حاكم مقاطعة إبياراكي، ماسارو هاشيموتو، إن مستويات الإشعاع لا تمثل خطرا على الصحة ولكنه طلب من المزارعين أن يمتنعوا "طواعية" عن شحن السبانخ.

ضمن نفس السياق، أعلنت السلطات عن أربع محافظات منطقة مغلقة فيما يخص تصدير الخضراوات والألبان بعد ارتفاع نسبة المواد المشعة بـ27 مرة عن الحدود الطبيعية.

يُشار إلى أن الشرطة أعلنت أن الرقم الرسمي للقتلى من جراء الزلزال المدمر تجاوز الآن تسعة آلاف شخص، ومع تراجع الأمل بالعثور على المفقودين البالغ عددهم 12 ألف شخص فمن المتوقع أن يبلغ ضحايا الزلزال حوالي عشرين ألف قتيل.
 

التعليقات