كيف قتل بن لادن؟

بعد ملاحقة سنوات: معلومات استخبارية أكدت للقوات الأمريكية مكان بن لادن بعد اعتقال ناشط في القاعدة

كيف قتل بن لادن؟
سرب معهد "ستراتفور" للدراسات الاستخباراتية المعروف بقربه من المخابرات المركزية الأميركية بعض التفاصيل عن العملية التي استهدفت زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن.
 
وقال في تقرير مقتضب إن بن لادن قتل في عملية نفذتها قوات أمريكية خاصة في مدينة أبوت أباد الواقعة على بعد 56 كيلومترا عن العاصمة إسلام آباد، وسط معلومات عن تعاون استخباراتي باكستاني في تقديم المعلومات الخاصة بالعملية.
 
وبحسب ستراتفور، كان بن لادن يختبئ في مبنى جديد لا يزيد عمر بنائه عن خمس سنوات مما يعني أنه أعد أصلا كمخبأ لبن لادن.
 
وبحسب شهود عيان في المدينة، شاركت طائرات هليكوبتر أميركية وسقطت إحداها في العملية التي تمت بين الساعة الواحدة والثانية بعد منتصف ليل الأحد بتوقيت غرينتش، مشيرا إلى أن المعلومات الأولية ذكرت أن بن لادن وأحد أبنائه كانا مختبئين في منزل تحت حراسة مشددة لكن دون أي اتصالات لحظة وقوع العملية.
 
وينقل التقرير عن مسؤولين أميركيين قولهم إن العملية استغرقت أربعين دقيقة اشتبك فيها بن لادن وحراسه مع المجموعة المغيرة التي قتلت بن لادن وعددا من حراسه وسط معلومات عن مقتل ابنه أيضا لدى اقتحام المجمع.
 
اللافت للنظر في تقرير ستراتفور قوله إن الاستخبارات الباكستانية قدمت عونا معلوماتيا لكن الحكومة الباكستانية لم تعرف بتفاصيل العملية مسبقا، مما يشير إلى أن الخطة بقيت طي الكتمان حتى لحظة تنفيذها.
 
وأفادت وكالات الأنباء، نقلا عن مصادر أمنية أمريكية، أن 4 مروحيات عسكرية أمريكية شاركت في العملية التي بدأت في الساعة 22:30 بالتوقيت المحلي، كما شارك فيها نحو 40 جنديا، بالتعاون مع قوات الأمن الباكستانية، والتي حضر ممثلون عنها في المكان.
 
وأضاف المصدر الأمني نفسه أنه بسبب "مشاكل تقنية" فإن إحدى المروحيات تم تفجيرها في المكان من قبل القوات الأمريكية.
 
وأشارت التفاصيل الاولية إلى أن بن لادن قد قاوم المهاجمين، وأنه قتل خلال عملية تبادل إطلاق نار. وقالت مصادر أمريكة لشبكة "سي أن أن" إن بن لادن إصيب برصاصة في رأسه، كما قتل أربعة آخرون، بينهم امرأة وأحد أبناء بن لادن.
 
كما جاء أن المبنى الذي كان بن لادن بداخله لا يبعد سوى 800 متر عن كلية عسكرية تابعة للجيش الباكستاني، وأن القوات الأمريكية التي هبطت في المكان طلبت من سكان المنطقة إطفاء الأنوار وعدم الخروج من منازلهم.
 
وجاء أيضا أن المبنى الذي كان بداخله يتألف من 3 طوابق، ويقع على قطعة أرض مساحتها 3 دونمات، ومحاطة بسور يتراوح ارتفاعه ما بين 4-6 أمتار. وتشير التقارير أيضا إلى أن المبنى المذكور لم يكن مرتبطا بالانترنت أو بالهاتف.
 
كما أشارت بعض التقارير إلى حملة استخبارية لتحديد مكان بن لادن سبقت مقتله بـ4 سنوات، حيث وصلت الاستخبارات الأمريكية معلومات أولية من مصادر وصفت بـ"الموثوقة". وبعد سنتين وصلت معلومات تشير إلى مكان نشاطه في أفغانستان، وفي آب/ أغسطس الماضي أمسكت الاستخبارات بـ"طرف الخيط" بشأن مكان وجوده في بلدة أبوت أباد. واستمرت عملية جمع المعلومات حتى وصلت مؤشرات أخرى تفيد بمكان وجوده.
 
كما علم أن القوات الأمريكية تابعت على مدى شهور تحركات شخصين في باكستان كانا ينقلان إرساليات إلى مبنى ضخم محاط بالأسوار والحراسة. وتوفرت معلومات لديها بشأن هذين الشخصين بعد اعتقال أحد الناشطين في "القاعدة". وبعد أن تبين أن بن لادن يمكث في المكان تقرر تنفيذ العملية.

التعليقات